النهار

تكتّلات المعارضة البرلمانيّة والسياسيّة: من تشمل؟
مجد بو مجاهد
المصدر: "النهار"
تكتّلات المعارضة البرلمانيّة والسياسيّة: من تشمل؟
جلسة سابقة لمجلس النواب اللبنانيّ (نبيل اسماعيل).
A+   A-
تتباعد القوى السياسية اللبنانية أو تتلاقى بحسب الملفات التي تتولّى العمل عليها ما يجعل البرلمان متشكّلاً من فرَقٍ متنوّعة، لكنّ ذلك لم يقف حجر عثرة أمام النواب المعارضين الذين قرّروا أن يبلوروا لجنة تنسيقيّة بين بعضهم بعضاً جعلت من تكتلاتهم بمثابة نواة للمعارضة النيابية السيادية داخل المجلس النيابيّ بما يشمل تكتل "الجمهورية القوية"، كتلة حزب الكتائب، كتلة "تجدّد" النيابية، كتلة "تحالف التغيير" إضافةً إلى النائب المستقلّ بلال الحشيمي. استطاعت هذه التكتلات النيابية أن تنطلق من نقاط أساسيّة تلاقت حولها بدءاً من المواقف حيال استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية وسواها من الاستحقاقات الأساسية، حيث تماهت أحزاب عدّة تحالفيّاً شمولاً بـ"القوات اللبنانية"، حزب الكتائب اللبنانية، حركة "الاستقلال"، حزب الوطنيين الأحرار، حزب "الحوار الوطنيّ" وبعض القوى التغييرية والسياديّة. وتتشاور المعارضة مع بعض القوى والتكتلات الوسطية في توجّهاتها الحالية، وخصوصاً مع كتلة "اللقاء الديموقراطيّ" وتكتل "الاعتدال الوطنيّ". وتراهن أحزاب المعارضة على أهمية تلاقيها تصديّاً لوصول مرشّح محور "الممانعة" الرئاسيّ ومنعاً لأي انعقاد حواريّ غير دستوريّ، ما يعني العمل بهدف تحقيق التوازن البرلمانيّ في ظلّ شغور رئاسة الجمهورية وعدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات.

يقول عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غسان حاصباني لـ"النهار" إنّ "الدائرة الواسعة للمعارضة تشمل التكتلات غير الموجودة في السلطة التنفيذية إضافة إلى النواب الذين لم يشاركوا في إعطاء الثقة للحكومة. فيما تشمل قوى المعارضة المتراصّة التي لا تعتبر نفسها وسطية وتشير إلى موقف واضح وفعلي ومبدئي وعملي تجاه السلطة عموماً، مجموعة من النواب الذين ينسّقون بين بعضهم بعضاً من خلال لجنة معارضة سيادية لا تساوم. هناك بعض الكتل التي تسمّي نفسها معارضة لكنها تضع نفسها في مكان غير حاسم وتخفّف من دورها كمعارضة، حيث تتلاقى مع موقف السلطة وتضع نفسها في موقع لا اصطفافي رغم اعتراضها على سواها". ويضيف أنّ "أهمية المعارضة تتمثّل في الحفاظ على العمل الدستوري المنتظم في مجلس النواب في اعتبار البرلمان المؤسسة الدستورية الوحيدة المتبقية المنتخبة من الشعب اللبنانيّ في غياب السلطة التنفيذية وفي ظلّ تصريف أعمال مشلول. اجتمعت قوى المعارضة مثلاً في سبيل قضية الحقيقة والعدالة في انفجار مرفأ بيروت، ثم أضيف إليها الملفّ الرئاسي وأمور أخرى لها علاقة بالحفاظ على الاقتصاد الشرعي لمصلحة لبنان والمودعين والمواطنين". ولا يغفل حاصباني أنّ "هناك أكثر من مسألة فرملت أو عمل على تعديل مسارها أكانت ملفّات مالية أو اقتصادية إضافة إلى منع الفوضى التشريعية. وحفّز موقف قوى المعارضة الصلب التكتلات الوسطية. وإذ يكمن الهدف الأساسيّ لقوى المعارضة النيابيّة حالياً في انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ حركة اللجان داخل مجلس النواب عالية تحضيراً للقوانين والتشريعات ومناقشتها في انتظار اكتمال السلطات".

المهمّة الأساسية التي تضطلع بها المعارضة النيابية في مرحلة المناوشات الحربية النارية الناشبة جنوب لبنان، تكمن بحسب موقف النائب المعارض بلال الحشيمي في الإبقاء على المناداة باستقلالية لبنان وسيادته وسط واقعٍ حربيّ وتداعيات تشمل التهجير والقصف والتدمير في غياب قدرة الدولة اللبنانية على اتخاذ قرار الحرب والسلم الذي لا بدّ أن يكون في يدها لإرجاع البلد إلى طبيعته. وفيما استطاعت تكتلات معارضة الاتّفاق على منهجية واحدة حول أسس الدولة اللبنانية مع وضع ورقة عمل هادفة لاحترام سيادتها وأهمية أن يكون هناك هامش عمليّ على هذا النطاق، لكنّ ذلك لا يلغي التنوّع الموجود بين قوى المعارضة". ويردف الحشيمي لـ"النهار" أنّ "المعارضة تعبّر عن وجودها في مرحلة لا يمكن الإبقاء فيها على الوضع الحاليّ للبلد. لا بدّ أن يتولّى الجيش اللبنانيّ زمام المهمّات الأمنية بعيداً عن ارتهان الدولة التي لا يمكنها اتخاذ القرارات الاستراتيجية شمولاً بقرار الحرب والسلم. لن تمنع المشاكل الكبرى قوى المعارضة من الإبقاء على محاولاتها الهادفة للمعالجة عبر زيارات الوفود النيابية التي يحضّرها النائب فؤاد مخزومي إلى دول عدّة بهدف بناء الدولة اللبنانية".

ويستنتج الحشيمي أن "الزيارات البرلمانية اللبنانية الخارجية نجحت لأنّ معظم المسؤولين الذين التقيناهم تحدّثوا انطلاقاً من رسالة مهمّة جدّاً هادفة للحفاظ على الدولة ومنع أيّ تجاوزات. التقى نواب المعارضة على توحيد مواقفهم من انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية وأهمية إعادة زمام الامور إلى طبيعتها بدءاً من انتظام عمل المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية. وإن كان بعض النواب المستقلين قد فضّلوا عدم الدخول في المعادلة الانتخابية، لكنّهم يعتبرون من النواب الوسطيين الذين في استطاعتهم أن يجمعوا بين محوري المعارضة و"الممانعة". ويعوّل على "زيارة رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل إلى بيت الكتائب واجتماعه مع المعارضة، ما يعطي جوّاً حول ضرورة استكمال التواصل لمعالجة الإشكاليات والبحث عن مساحة مشتركة على أن يتمحور الهدف الأساسي حول انتخاب رئيس للجمهورية حتى تحقيق انتظام الدولة".

اقرأ في النهار Premium