شدد السيد الدكتور جعفر فضل الله على أنه "عندما تتحرّك السياسة والسياسيّون في لبنان، ويستجيبون للتحدّيات في عمقها لا في سطحها، فعندئذٍ فقط يستطيعون أنْ يشيّدوا وطنًا، ويقيموا دولةً، تكون في مستوى شعبها والتاريخ".
وجاء في خطبة عيد الأضحى التي القاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، حيث أم المصلين: "ليس مطلوباً من المسلمين اليوم موقفٌ إنسانيّ، على طريقة الدول الكبرى التي تدعم الكيان بترسانة عسكرية متطورة وغير منقطعة، وترسل المساعدات الى الفلسطينيين، وتمنحهم بعض التصريحات الديبلوماسية الممجوجة، بل إنّ أضعف الإيمان هو أن تدعم الدول العربية والإسلامية مقاومة هذا الشعب بالمال والسلاح والموقف العمليّ. لن نقول إن المطلوب قاتلوا عنهم أو معهم، فعلى رغم كلّ الآلام والقتل والدمار، ها هم يسطّرون البطولات، ويكبّدون العدوّ الخسائر. وها أنتم قد رأيتم (بأم) العين، في السابع من أكتوبر وحتى الآن، أنّ العدوّ لا يملك قوّة لولا دعم الدول الكبرى له، ووقوفها إلى جانبه. وهذا ما يحمّل الأمّة العربية والإسلامية، ويحمّل الأنظمة بالذات مسؤوليّة تحريك الأدوات والأوراق التي بأيديها. من قطع العلاقات والإمداد ورفض الإملاءات، كلُّ ذلك بات في دائرة الممكن والمقدور عليه. ولم يعد ذلك تكليفًا بما لا يُطاق.
إنّ الحجّ موسمٌ عبادي لتأكيد معنى الأمّة التي تجتمع على مبادئها وقيمها، في عقيدتها وشريعتها ومفاهيمها وسياستها واقتصادها وأمنها. ولا ينبغي أن يتحوّل إلى موسم سياحة دينية، بالمعنى الذي يعيشُه كثيرون يفصلون بين الإيمان والحياة، وحيث لا تشعر الشعوب والدّول بأنّها معنية بالقضايا الإنسانية والإسلامية، فكيف يمكن تجاهل أن تُسفك دماء المسلمين والمستضعفين، وتُهتك أعراضهم، وتدنّس مقدّساتهم، من أعداء الإسلام والإنسانيّة؟".