النهار

عودة: مفهوم "الإنتصار" يختلف بين مجموعة وأخرى ما يمنع كتابة التاريخ بشكل موضوعي
المصدر: "النهار"
عودة: مفهوم "الإنتصار" يختلف بين مجموعة وأخرى ما يمنع كتابة التاريخ بشكل موضوعي
المطران الياس عودة.
A+   A-
لفت متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الى أن "هناك دائماً مَــنْ لا تُــنــاسِــبُــه حَــقــيــقــةٌ مــا فَــيَــعْــمَــلُ عــلـى تَــحــويــرِهــا أو تَــشــويــهِــهــا، أو خَــلْــقِ حَــقــيــقــةٍ أخــرى تُــنــاسِــبُــه وتَــتَــمــاشــى مَــعَ مَــصــالِــحِــه".
 
وسأل في عظة الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: "ألــيــسَ هــذا مــا حَــصَــلَ ويـحْــصَــلُ عــنــدنــا مُــنــذُ مـا قَـبْـلَ الاستقلال؟ ألا تَــرى كُــلُّ جِــهــةٍ الأمـورِ بِـحَــسَـبِ مُــيــولِـهــا ومَــصــالِــحِـهــا؟ لــذا نَسْــمَــعُ دائــمــاً تَــفْــســيــراتٍ مُــخْــتَــلِــفَــةً لِــحَــدَثٍ واحــدٍ كــالــفِــتَــنِ الــتــي شَـهِــدَتْـهـا الــقــرونُ الــســابِــقَــة، أو الــحَــربِ الــمَــشــؤومَــةِ الــتـي عِــشْــنــاهــا فــي ثَــمــانــيــنــاتِ الــقَــرنِ الــمــاضــي، والــحُــروبِ الــكَــثــيــرةِ الــتــي مَــرَّ بــهــا لــبــنــانُ، والــتــي يَــراهــا الــبَــعْــضُ انــتــصــاراً والــبَــعْـــضُ الآخَــرُ انــكِــســاراً".
 
وقال: "إنَّ مَــفْــهــومَ الإنــتِــصــارِ يَــخــتَــلِــفُ بــيــن مَــجْــمــوعَــةٍ وأخــرى، ممـا يُــوَلِّــدُ تَـبـاعُــداً بـيـنَـهـا واخْــتِــلافـاً فـي الـحُــكْـمِ عـلـى أحْــداثِ الـتـاريـخِ ورِجـالاتِـه، وما يَــمْــنَـعُ كِـتابَـةَ الـتـاريخِ بِــشَـكْـلٍ مَـوضـوعِـيّ ويُـصـالِـحُ الــبَـشَــرَ مَـع مـاضـيـهـم".
 
وأضاف: "الـتَـبـايُــنُ، والإخْــتِــلافـاتُ، والـهَــرْطَــقــاتُ الـتـي ظَـهَــرَتْ فـي الـقُــرونِ الأولـى، عــالَـجَـــتْــهـا الـكَــنـيـسَـةُ بـواسِـطَــةِ الـمَـجـامِـعِ الـمَــسْـكـونـيَّـةِ الـتـي شـارَكَ فـيـهـا كِــبـارُ آبــاءِ الـكـنـيـسـةِ، وثَــبَّــتــوا الــتَــعْـــلــيــمَ الــقَــويــمَ، إلى جـانِــبِ قِــدّيـسـيـن شـارَكـوا فـي الـمَـجـامِـعِ وعـلـى أجْـسـادِهـم آثـارُ الـعَــذابـاتِ الـتـي تَـحَـمَّـلـوهـا فـي زَمَـنِ الإضـطِـهـاداتِ ولـم يُــنْـكِـروا إيـمـانَـهـم أو يُـسـاوِمـوا عـلـيـه".
 
ودعا "حُـكَـمـاءِ هـذا الـبَــلَــدِ وكِــبـارِه فـي الـنُــفــوسِ والأخْـلاقِ والإنْـسـانِــيـةِ والــعِــلْـمِ والإخْــتِــصـاصِ، الــبَــعــيــديــنَ كُـلَّ الــبُــعْـــدِ عـنْ أي مَــصْــلَــحَــةٍ أو غـايَـةٍ دَفــيــنَــةٍ"، الى "أنْ يَــتَـلاقَــوا ويَــتَّــفِــقــوا عـلـى مبادئ واضِــحَــةٍ وتَــفـاسـيــرَ مَــوضـوعِــيَّــةٍ لِـكُـلِّ مـا يَــخْــتَــلِــفُ عـلـيـه الـلـبـنـانـيـون، بِـمـا فـي ذلـك مَـوادُ الـدُسـتـور، عَــلَّــنـا نَــتَــخَــطـى الأزمَــةَ الـتـي طـالَــتْ وكـانـتْ نَــتـائِـجُـهـا كـارِثِـيَّـةً عـلى الــجَــمــيــع".
 

اقرأ في النهار Premium