أحمد منتش- النهار
هي فسحة هدوء استمرت بضع ساعات تسنى فيها للعديد من ابناء البلدات والقرى الحدودية التي تدكّها يومياً المدفعية والصواريخ الجوية الاسرائيلية منذ الثامن من تشرين الاول الفائت، العودة الى قراهم صبيحة عيد الاضحى لاداء الصلاة وزيارة ضرائح موتاهم وتفقد بيوتهم على وجه السرعة، في سباق مع الوقت وترصّد الاسرائيليين لهم بالحديد والنار.
تصوير الزميل أحمد منتش
رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة يتحدث لـ"النهار"
هؤلاء الجنوبيين، نزحوا الى اماكن آمنة نسبياً اما نتيجة تدمير منازلهم أو تصدعها، واما تحاشيا لتعرضهم للخطر جراء احتمال تجدّد الاعتداءات في أي لحظة. وهذا ما حصل، إذ سرعان ما عاودت القوات الاسرائيلية استهداف المنطقة من خلال القصف المدفعي وعبر المسيرات بعد وقت قصير على مغادرتهم بلداتهم.
أمام مسجد الناقورة الشيخ علي شغري
فرحة عيد الأضحى كانت منقوصة لدى ابناء الجنوب ولاسيما منه قرى المنطقة الحدودية وبلداتها التي حول العدوان الإسرائيلي معظم بيوتها وحاراتها الى دمار وعطل فيها الحياة، وأودى بحياة مئات من أبنائها مدنيين ومقاتلين.
النائب حسن عز الدين يتحدث لـ"النهار"
ورغم الوضع الأمني الشديد الخطورة، أصر مئات من ابناء المنطقة على العودة إلى قراهم تزامناً مع اتصالات أجراها رؤساء مجالس بلدياتها مع الجهات المعنية والجيش. وهذه العودة كما عبر العديد من الأهالي، هي "لتأكيد تمسكهم بأرضهم مهما كانت المخاطر والتحديات والتضحيات، وكذلك تمسكهم بخيار المقاومة، وايمانهم بأنها تشكل خط الدفاع عن الجنوب الى جانب الجيش".
في الناقورة كما في عيتا الشعب وطير حرفا والجبين وسائر قرى المنطقة الحدودية، حضر مئات النازحين وادوا صلاة العيد في المساجد وزاروا ضرائح شهدائهم الذين سقطوا في القصف وفي خلال المواجهة مع العدو الإسرائيلي، وقرأوا الفاتحة عن اراواحهم، وشاركهم عدد من نواب "حزب الله" وحركة "امل".
تعرض عدد من أهالي بلدة الضهيرة في القطاع الغربي لاطلاق النار من موقع الجرداح الاسرائيلي خلال تفقدهم لمنازلهم.
المدرسة في مدرسة الناقورة رباب يزبك، تتحدث لـ"النهار" عن العيد ومعظم شهداء البلدة من أقاربها وتلامذتها.