النهار

نتنياهو لهوكشتاين:الى ما وراء الليطاني او الحرب ... باريس تحمل "حزب الله" تبعة اتساع التصعيد
المصدر: "النهار"
نتنياهو لهوكشتاين:الى ما وراء الليطاني او الحرب ... باريس تحمل "حزب الله" تبعة اتساع التصعيد
ساحة الناقورة. (احمد منتش).
A+   A-
مع ترقب وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت اليوم بعد محادثاته امس في إسرائيل، في مهمة تسابق التصعيد الميداني على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، لم تظهر معطيات مشجعة او مرنة في شأن نجاحه في تبريد الجبهة وخصوصا ان "حزب الله" استبق وصوله بتكرار مقولة ربط التهدئة على الحدود الجنوبية بوقف الحرب في غزة، كما برفضه أي منطقة عازلة ينسحب منها عن "الخط الأزرق"، مع ان بعض التقارير الغربية تحدث عن مفاوضات غير مباشرة اجراها هوكشتاين مع "حزب الله" عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل توجهه إلى إسرائيل ولبنان.
كما ان المؤشر السلبي الاخر من جانب إسرائيل، برز من خلال ما نقله الإعلام الإسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبه من هوكشتاين نقل رسالة محددة الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفاده اما انسحاب "حزب الله" الى ما وراء الليطاني الان واما الحرب .
وتزامن ذلك مع عودة التصعيد الميداني بعد يومين من انحسار العمليات، اذ عادت المسيّرات الى استهداف كوادر "حزب الله"، واستهدفت إحداها امس سيارة عند اطراف بلدة الشهابية لناحية بلدة سلعا في قضاء صور، مما أدى الى مقتل محمد مصطفى أيوب وهو مسؤول ميداني في "حزب الله". كذلك قصف الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون واطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار - قضاء حاصبيا، وبلدة الخيام قرب الشاليهات، وبلدة العديسة - قضاء مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة مستهدفا اطراف بلدة عيترون، كما شن غارة اخرى على بلدة شقرا، استهدفت منزلا كان قد استهدف بغارة من مسيرة  امس، وافادت معلومات عن إصابة 3 أشخاص على الأقل بينهم طفل.
وكان عدد من سكان الناقورة ومروحين والضهيرة والبستان ويارين تقاطروا إلى بلداتهم، صباح عيد الأضحى، لزيارة المقابر ومَن تبقى من السكان فيها، مستفيدين من تهدئة غير معلنة ظهرت مؤشراتها في تراجع تبادل القصف منذ منتصف ليل السبت - الأحد، وحتى بعد ظهر الأحد عندما شهدت المنطقة قصفاً محدوداً.
وأفاد إعلام إسرائيلي أن نتنياهو التقى المبعوث الاميركي وبحثا الوضع في غزة والجبهة الشمالية. وقال نتنياهو لهوكشتاين: "ستنقلون رسالة واحدة الى رئيس وزراء لبنان، إما عودة "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني الآن وإما الحرب". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة، من الصعب التوصل الى اتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.
ولاحقاً، التقى هوكشتاين زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن الى سكان الشمال. وقال لابيد: "على سكان الشمال العودة إلى منازلهم"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر". وأضاف: "تحتاج إسرائيل إلى إبعاد "حزب الله" عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال".
وأوضح متحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل أن هوكشتاين موجود في إسرائيل "كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية".
وكان مسؤولون إسرائيليون كشفوا في وقت سابق عن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل في محاولة لمنع التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" من التحول إلى حرب شاملة، وفق موقع "آكسيوس". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر ان "هوكشتاين أجرى محادثات غير مباشرة مع حزب الله بوساطة الرئيس بري". وأشارت المصادر، إلى أن "الأطراف تناقش التوصل الى اتفاق مبدئي لإنهاء الأعمال العدائية يكون مرتبطا بوقف النار في غزة". وأفادت الصحيفة، أن "هوكشتاين وحزب الله ناقشا التوصل الى اتفاق ينهي التوتر مع إسرائيل".
وبحسب خبراء مطلعين، فإن هوكشتاين لا يستطيع منع التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، لكنه سيسعى إلى ذلك، لأن تأثيره على "حزب الله" يعتبر هامشيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنه رغم زيادة حدة المواجهات عند الحدود الشمالية لإسرائيل، نعتقد أن القتال لا يزال قيد الاحتواء، وتقييمنا أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان، لكننا نحث على تفادي التصعيد.
وسيلتقي هوكشتاين في بيروت اليوم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون العائد من زيارة الى الولايات المتحدة الأميركية، التقى في خلالها عدداً من المسؤولين الأميركيين وبينهم هوكشتاين نفسه، وبحث معهم في سبل مساعدة الجيش اللبناني. وتؤكد المعلومات أن قائد الجيش شدد أمام الأميركيين على التحديات التي تواجه لبنان وتستوجب الحصول على مزيد من الدعم، وقد حصل على موافقة أميركية على استمرار توفير المساعدات.
 
ولكن "حزب الله" استبق وصول هوكشتاين، واعلن عبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد، وهو وقف الحرب على غزة، لأن القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو قراراً فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأن المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد، وهي مستعدة لكل الاحتمالات. وما تقوم به هو للضغط على حكومة نتنياهو كي توقف عدوانها على غزة" . وقال ان "فكرة المنطقة العازلة، هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش، لأن المقاومة موجودة في أرضها وتدافع عنها، بينما العدو هو من يحتل أرض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني، وعليه أن يخرج منها، والطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان وفق ما تقبل به المقاومة في فلسطين لتقف جبهة لبنان".
 
باريس : مسؤولية "الحزب"
 
وفي موقف فرنسي لافت أوردته مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، القى مصدر فرنسي رفيع المسؤولية على "حزب الله" في التصعيد واستمرار تهديد لبنان بتوسيع الحرب الاسرائيلية عليه. وقال المصدر الفرنسي ان المشكلة الاساسية اليوم هي ان "حزب الله" ليس مستعدا لاتخاذ اجراءات ضرورية لابعاد التهديد ما دامت الحرب مستمرة، وبتمثل هذا الموقف يمنع اي تحرك. وما تقوله باريس للحزب ان عليه ان يهتم اولا بلبنان فضلا عن اهتمامه بأمور المنطقة، واذا كان لا يوافق على التحرك الآن فان الخطر هو تصعيد الحرب على لبنان. وباريس اعطت خريطة الطريق في المراحل الثلاث لتخفيف التوتر ولكن السؤال من يقنع "حزب الله" بانه يجب تنفيذ هذه الإجراءات؟" .
واشار المصدر الى ان ما جرى التوصل اليه بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن في ايطاليا على هامش قمة السبع، هو ان يبحث خبراء فرنسيون وأميركيون واسرائيليون في تفصيل اجراءات لتخفيف التصعيد، اما اذا كان "حزب الله" غير موافق فهذا لا يمكن العمل به .
وردا على سؤال حول رفض وزير الدفاع الاسرائيلي هذا الاقتراح، قال المصدر ان الوزير يوآف غالانت قال انه يرفضه لانه مستاء جدا من قضية منع عرض الاسلحة الاسرائيلية في معرض ساتوري الفرنسي، اضافة الى انه مستاء من عدم وضع نتنياهو إياه في صورة ما يفعله بالنسبة الى لبنان،  فغالانت مبعد عن ادارة ما يفعله نتنياهو بالنسبة الى لبنان وهو مستاء من ذلك .
وتابع المصدر ان اموس هوكشتاين وضع الفرنسيين في صورة مهمته في اسرائيل، وفرنسا تعمل مع الولايات المتحدة، وهوكشتاين لديه هامش للضغط على الاسرائيليين فهو اميركي واسرائيلي . وختم المصدر "ان الاميركيين يعملون على خطة لنزع التصعيد على الجبهة اللبنانية بعد انتهاء حرب غزة كي يتوصلوا الى تسوية بين اسرائيل و"حزب الله"، في حين ان فرنسا تسعى الى خطة اصعب وهي التوصل الى تسوية الآن على الجبهة اللبنانية قبل انتهاء حرب غزة، وهذا بالغ الصعوبة ولكن هدفنا مع الاميركيين واحد . لكن بوضوح، فان "حزب الله" يلعب وحده على حساب مصلحة لبنان وأمنه، ويكفي ان نرى ان هنالك 80 الف نازح من منازلهم في جنوب لبنان. وكل يوم هناك بساتين زيتون وزراعة تحرق في الجنوب فـ"حزب الله" لا يخدم مصلحة لبنان" كما ختم المصدر الفرنسي الرفيع .
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium