أرسل "حزب الله" إحدى طائراته المسيّرة، التي عرفت بالهدهد، فعادت بمخزون استراتيجي وكبير من مناطق حسّاسة من الشمال الإسرائيلي، خصوصاً مدينة حيفا، وعرضها بالأمس تزامناً مع زيارة موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين، الذي قيل إنه يحمل رسالة عالية النبرة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشنّ حرب على لبنان.
الواضح في الشريط المصور الذي وزعه "حزب الله" أنّه صوّر في وقت قريب، ويُظهر لقطات جويّة لبعض المستوطنات الإسرائيلية، بينها كريات شمونة ونهاريا، و"مجمع الصناعات العسكرية لشركة رافائيل، والتي تضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب وتجميع أنظمة الدفاع الجوي الفعال"، لا سيما القبة الحديدية، وتبلغ مساحتها 6.5 كيلومترات مربّعة، وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كيلومتراً.
وعرض الفيديو أيضاً لقطات قال إنها لمصانع التحكّم والتوجيه والمباني الإدارية للشركة نفسها، ولرادار للتجارب الصاروخية.
كما عرض الفيديو مشاهد لما قال إنها مجمعات تجارية وأبراج حدائق أبراهام، ومنطقة ميناء حيفا التي "تضم منشآت عسكرية، أهمّها قاعدة حيفا العسكرية، وميناء حيفا المدنيّ، ومحطة كهرباء ومطار".
إلى جانب ذلك، ظهرت ما قال الحزب إنها "هنغارات صيانة السفن في الميناء، ومبنى وحدة الحوسبة، ومبان تابعة لوحدة الغواصات، إلى جانب سفينة دعم لوجستي، وزوارق ديفورا، وساعر 6، وساعر 4.5، وساعر 5، ورصيفي الكرمل ومزراحي، وخزانات نفط".
ولوحظت أثناء عرض الفيديو حركة نشطة للسيارات بين الطرق والأبنية التي رصدتها طائرات الحزب الاستطلاعية، ممّا يدلّ أنها لم تعتمد بالمطلق على "غوغل إيرث".
مميزات طائرة هدهد
وهدهد هي إحدى الطائرات المسيّرة، إيرانية الصنع والتصميم، وهي فرد من عائلة تتكوّن من هدهد1، وهدهد 3.
وبحسب الإعلام الإيراني، تمّت صناعة هذه الطائرة من بدن بطول 150 سم، وجناح يبلغ طوله 190 سم. ويمكّن لهذه المسيرة التحليقُ لفترة 90 دقيقة، ويبلغ مداها 30 كيلومتراً، ويستفاد منها في تحديد إحداثيّات تجمعات العدو وعتاده.
وتمتاز طائرة هدهد-1 بخصائص عدة، منها أنّها مزودة بأحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وتمتاز بصغر حجمها وصغر المقطع الراداريّ، الأمر الذي يصعّب اكتشافها وتتبعها ومحاولة إسقاطها بصواريخ الدفاع الجويّ.
كما تتميز بصغر كمية الإشعاع الحراري، الأمر الذي يقلّل من إمكانية استهدافها بالصواريخ الموجّهة بالأشعة ما تحت الحمراء. وبما أن بصمتها الصوتية قليلة، فيصعب بالتالي سماع أزيزها في جوّ المعركة.
تستعمل بكثرة من قبل جماعة الحوثيين.
أما هدهد 3 التي زعم الأعلام الإسرائيلي أنها الطائرة المستعملة في التصوير، فهي طائرة كهربائية إيرانية مسيّرة، تحلّق عمودياً وبصورة آليّة تماماً في مختلف الأجواء. لها ثمانية محرّكات، وفي كلّ جناح ثلاث مراوح. وهي من تصميم وتصنيع الباحثين في "جامعة شريف" الصناعيّة في طهران. تبلغ السرعة القصوى لهذه الطائرة 70 كيلومتراً في الساعة، وبإمكانها أن تحلق نحو 53 دقيقة.
من خصائص هذه الطائرة قدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، من دون حاجة إلى مدرج، بل يمكنها مواصلة التحليق الآمن حتى في حال فقدان أو عطب أحد محرّكاتها.
ومن خصائصها الأخرى أيضاً القدرة على نقل شحنة يبلغ وزنها ثلاثة كيلوغرامات، وبإمكانها أن تحمل مجموعة متنوعة من الكاميرات المتطوّرة وشحنات من الأدوية، وقد تكون مناسبة في الأماكن التي يتعذّر الوصول إليها. كذلك، تتميّز بالصوت المنخفض، وبالقدرة على الطيران المستمرّ على علوٍ مرتفع؛ فطائرة هدهد 3 المسيّرة متعددة الدوارات، وسهلة الاستخدام جداً. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك هذه الطائرة راصداً للتصوير، وعربة هبوط، تُفتَح عند الهبوط، وتُغلَق حين التحليق، من أجل عدم إعاقة التصوير.
والطائرة هذه ضئيلة الصوت، ويمكن إعدادها بسرعة لتنفيذ المهمات، وتُحمَل من قِبَل شخص واحد.
ومن المميزات الأخرى لهذه الطائرة من دون طيار التصليح السهل، والنقل الآمن في صندوق النقل مع جميع المعدات اللازمة للعمليات، وتميزها بالقوة والقدرة على التحليق في مختلف الأجواء مثل الغبار العالق في الجو والمطر الخفيف وفي الليل والنهار والبر والبحر، إضافةً إلى إمكانية تقليل حجمها من خلال جمع سواعدها. ومن القدرات الأخرى لهذه الطائرة إمكانية الإرسال المتزامن للمعلومات إلى المحطة الأرضية والعودة إلى القاعدة في الظروف الطارئة وإمكانية الهبوط الآلي تماماً والقدرة على التحليق الآلي الكامل خارج رؤية الطيار المتحكّم بها.
تمّ الإعلان الرسمي عن هذه الطائرة سنة 2015م، وأُطلِقَ عليها «هدهد 3»، في معرض منجزات "جامعة شريف الصناعية" بالعاصمة طهران...