الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"الجماعة الاسلامية" أعادت "نوستالجيا المقاومة السنية" إلى البقاع الغربي... " لكن لا حماسة للحرب"

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
مفتي البقاع  رافعاً البندقية خلال التشييع.
مفتي البقاع رافعاً البندقية خلال التشييع.
A+ A-
شيّعت أمس بلدة لالا في البقاع الغربي المسؤول في الجماعة الإسلامية أيمن غطمة وسط حضور جماهيري، وأجريت له استقبالات شعبية على مداخل القرى على طول المسار الذي سلكه الموكب من مستشفى تعنايل حتى بلدته لالا.
 
إنها ليست المرة الأولى منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول، التي تستهدف فيها إسرائيل البقاع الغربي، إلا أن الاستهدافات كانت تحصل بالقرب من الحدود اللبنانية - السورية على طريق المصنع، عندما استهدفت سيارة أحد مسؤولي حماس، أو في بلدة مجدل عنجر المحاذية للحدود، عندما استهدفت سيارة مدنيّة،  قيل حينها إن إحدى الشخصيات نجت من هذا الاستهداف بأعجوبة.
 
لكن المفارقة في هذا الاغتيال أنه أتى في عمق البقاع الغربي في بلدة الخيارة، وطال أحد مسؤولي الجماعة الإسلامية المغمورين في المنطقة، فيما لمنطقة البقاع الغربي حضور مهم ومؤثر على مستوى قيادة الجماعة بشخص الشيخ عمر حيمور، نائب الأمين العام، وهو ابن بلدة جب جنين، أو بشخص رئيس المكتب السياسي للجماعة علي أبو ياسين.
 
 
الحضور على مستوى القيادة لا يقابله حضور شعبيّ كبير أو مؤثر على الأرض، وهو ما أثبتته أكثر من جولة انتخابية خاضتها الجماعة، كان آخرها جولة ترشّح أبو ياسين، وحصوله على رقم ضعيف نسبياً، لم يصل إلى 3000 صوت، على الرّغم من انسحاب "تيار المستقبل"، وتعاطف عدد من مناصري التيار مع "أبو ياسين"، إضافة إلى أصوات قريته الكبيرة نسبيّاً، والحضور الضعيف على صعيد البلديات.
كل هذا جعل من الجماعة الإسلامية لاعباً غير مؤثر في المنطقة، وحصرت حضورها ببعص النشاطات والفعاليات ذات الطابع الديني.
 
في الأمس، وبعد الاستهداف، وعبر بوابة فلسطين والقضية الفلسطنية، عادت الروح إلى الجماعة، التي حرّكت الدماء في الشباب "السني" الغاضب ممّا يجري في الأراضي المحتلة، وجعلت له متنفّساً، خصوصاً أن للمنطقة، وللقرى السنية، تاريخاً طويلاً في مقاومة الإسرائيلي، فكانت الاستقبالات الشعبية الكبيرة والحضور المكثف في التشييع.
 
يسجّل للجماعة الإسلامية أمران: الأول غياب المظاهر المسلّحة عن التشييع، واكتفاؤها بحضور عدد ليس بكبير من العناصر بالزيّ العسكريّ مع القناع، لكن من دون أسلحة أو إطلاق نار كما جرى في بيروت وعكار خلال تشييعات سابقة؛ أمّا الثاني فالاكتفاء برفع رايات الحركة وأعلام فلسطين، من دون أيّ راية لحزب الله أو للمحور، على الرغم من التنسيق وشبه التحالف معه منذ بداية الحرب. واكتفى "حزب الله" بحضور سياسي-اجتماعي عبر ممثله في البقاع الغربي من دون عراضات.
 
على طول الطريق، وبالرغم من زحمة الخطابات التي رافقت موكب التشييع، لم يؤتَ بخطاب واحد على ذكر "حزب الله" تأييداً أو شكراً، كما لم يتمّ ذكر جبهة الجنوب اللبناني،  ولم تخرج الخطابات عن المعهود في معاداة إسرائيل ونصرة فلسطين والأقصى وتمجيد الشهادة، ولم يخرقها سوى خطاب مفتي البقاع الغربي الشيخ علي الغزاوي، الذي رفع البارودة على المنبر، مؤكداً أنه "لن يبقى للعدوّ من يرشّ عليه الورد.. فإمّا الخروج من أرضنا وإما البندقيّة".
 
 
بالشكل، تم بشكل واضح وكبير إظهارُ تعاطفِ هذه البيئة مع القضية الفلسطينية، والحماس لأجلها. لكنه على الرغم من ذلك لا بدّ من الإشارة إلى المخاوف التي تركتها هذه الغارة على المنطقة، حيث كان واضحاً لدى من شارك، أو لم يشارك، عدم الرغبة، بل الخوف من امتداد الحرب إلى هذه المنطقة بالذات، وهي التي عانت من الإسرائيلي بشكل كبير، وبعده من الوصاية، وقد بدأت تتنفس الصعداء منذ سنوات عديدة. وهذا عبّر عنه عدد من الشبان، خصوصاً من أبناء بلدة المغدور، الذين رفضوا تمدّد الحرب أو أن تكون المنطقة مسرحاً للعمليات العسكرية؛ وهذا ما حاولت قيادة الجماعة والمشايخ العمل عليه لطمأنة الناس من جهة، ولعدم استفزار الأرض من جهة ثانية، إذ على الرغم من التعاطف والتأييد للقضية الفلسطينية فإنها لا تزال بعيدة عن تأييد "حزب الله" أو مناصرته.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم