يدخل لبنان في أجواء الحرب يوماً بعد يوم إثر توسّع مدى جدار الصوت الذي ما عاد محصوراً في محيط لا يتعدى مدينة صيدا، لتدخل العاصمة بيروت والبقاع ومناطق عديدة في دائرة الخوف من التصعيد والإعلان عن مرحلة جديدة تدخل في دائرة الحرب النفسية، وإن ما زالت المؤشرات الإقليمية والدولية توحي بأن لا حرب موسّعة قريباً في الأفق، إلا إذا حدث طارئ كبير.
وكعادتها شهدت الجبهة الشمالية اليوم الثلاثاء حالة استنفار عقب إعلان الدفاع المدني اللبناني مقتل مدنياً في الغارة التي استهدفت منزلاً لعائلة أبو دلة بين بلدتي الزلوطية والبستان في قضاء صور جنوبي لبنان.
وأفيد بأنّ الضحية مزارع يدعى محي الدين أبو دلة. وبحسب شهود جرى استهدافه بصاروخ بعد دقائق من دخوله منزله.
وكتب وزير الزراعة عباس الحاج حسن على منصة "إكس": "محي الدين أبو دلة مزارع لبناني قاوم الإحتلال من خلال صموده في أرضه، وقدّم حياته شهيداً على مذبح الوطن وفي يديه سنابل القمح الجنوبي المقاوم التي كان يحصدها".
وجرّاء سقوط صاروخ اعتراضي اندلعت النيران في وادي بلدة كونين.
على الإثر، أعلن "حزب الله" قصف ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وموقع جل العلام بقذائف المدفعية.
وفي فترة قبل الظهر، أغارت مسيّرة اسرائيلية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة، واستهدف أحد الصواريخ محول الكهرباء في مشروع الطيبة. وبعد المتابعة تبيّن أن الغارات على بلدة الطيبة استهدفت ساحة البلدة، وطريق القنطرة وبالقرب من المحول الكهربائي في مشروع الطيبة، وسجلت إصابة الموزع الكهربائي، ما تسبب باندلاع حريق في المكان وانقطاع التيار الكهربائي.
وعلى الفور توجهت فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحيّة الإسلامية إلى المكان وعملت على إخماد النيران.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تناقلتها لقتلى حزب الله الذين بلغ عددهم نحو 375 منذ بدء الحرب على جنوب لبنان.
وفي سياق مواز، ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" العبري أن حصيلة الدمار في المستوطنات الخمس منذ بدء الحرب جاءت وفق الآتي: كريات شمونة مع 147 إصابة أفيد عنها حتى الآن، تأتي بعدها المنارة مع 130 مبنى تضرر من درجة بسيطة وحتى دمار كامل، بعدهما تأتي المطلة مع 121 منزلاً، ولم يحدد نطاق الأضرار في الأخيرة بسبب الخطر الأمني والخوف من الوصول الى المستوطنة المحاذية للسياج الحدودي مع لبنان. وفي شلومي أصيب 115 منزلاً، وفي عرب العرامشة تضرر 88 منزلاً، نصفها لم تحدد مدى خطورة الإصابة بسبب الخطر الامني كذلك.