الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"التيار" أعاد خطوط التواصل مع "حزب الله"... "لا بديل تحت الشمس"

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
النائب جبران باسيل.
النائب جبران باسيل.
A+ A-
تعود العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" إلى الواجهة من جديد بعد تسريبات عن عودة اللقاءات المشتركة بين الفريقين، عقب تراجع طويل ساد بينهما، إثر انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وتفاقم الوضع حتى الانقطاع بعد دخول "حزب الله" الحرب في 8 أكتوبر.
 
هذه اللقاءات تؤكد حصولَها مصادرُ "التيار الوطني الحر"، وتزيد بأنّها تأخذ منحى التطوّر والتكثيف، لتُصبح دورية كما كانت في السابق، ويتم في خلالها مناقشة الأمور كافّة.
 
تشير المصادر إلى أنّ عودة اللقاءات لا تعني الاتفاق مع الحزب أو عودة الأمور إلى مجاريها كما كانت سابقاً، فالخلاف الذي بدأ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وتعاطي الحزب في ملف الحكومة، أدّى إلى ضرب الشراكة، وبالتالي ضرب التفاهم، أضف إلى ذلك تمسكه بمرشحه ومحاولة فرضه وصولاً إلى ملف الحرب؛ وهذه الأمور لم تُسوَّ حتى هذه اللحظة، لكن "التيار" اتخذ القرار بعدم مقاطعة أحد، فهو يتواصل مع الجميع، والاشتباك السياسي في هذه المرحلة لا يؤدي إلى مكان.
 
وذكَرت المصادر بأنّ "التيار"، الذي عاش فترة خصومة واشتباك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أعاد التواصل معه كما تلاقى مع أطراف المعارضة والكتل الوسطية، ممّن يعتبرون على خصومة معه، إضافة إلى عقد مصالحات مع بعض الشخصيات العائلية والمناطقية السياسية؛ وهذه كلّها تأتي ضمن سياسة الحوار التي ينتهجها في المرحلة الحالية.
 
وبعيداً عن "كليشيهات" الحوار والانفتاح التي يطلقها "التيار"، فإن العودة إلى جانب من اللقاءات مع الحزب بدأت بتغيّر واضح في خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، خصوصاً في الفترة الأخيرة، وما حمله من رسائل غزل إلى "حزب الله" ووقوفه إلى جانبه، إضافة إلى خفض السقوف بالنسبة إلى معارضته الحرب. وهذا يعود إلى أمر أساسي أنه بالرغم من جميع المحاولات وجميع المبادرات التي قام بها باتجاه الأطراف، لم يجد حليفاً واحداً مستعداً للوقوف معه أو إلى جانبه؛ هذا بالإضافة إلى أن محاولاته للعب لعبة وليد جنبلاط، وتثبيت نفسه كـ"بيضة قبان" في المعادلة فشلت أيضاً، وتم كشفها مبكراً، كما أن محاولاته لتشكيل تكتّلات جديدة لم يرحّب بها أحد، ولم يتجاوب معها أحد.
 
هذا من جانب، أما الجانب الآخر فلدى باسيل مشاكل في داخل تكتله، وقد تزايدت في المرحلة الأخيرة، وأصبحت الخلافات بين نواب التكتل على كلّ شفة ولسان، وصولاً إلى إشكالية ضمن قاعدته الشعبية الذي استطاع "حزب الله" من دون قصد شقّها عمودياً.
 
 
إلى ذلك، هناك خطابان مختلفان لا بل منقسمان بين جمهور "التيار"، فجزء يذهب بتأييد "حزب الله" إلى ما لا نهاية، وجزء آخر يعارض "حزب الله" حتى النهاية، وباسيل يتخبّط بين الاثنين، فتارة يضع إلى جانبه منصور فاضل المتطرف إلى جانب الحزب، وطوراً ناجي حايك المتطرف بمعارضته، ومَن يقول إنّه دهاء أو جمع بين الآراء مخطئ إلى حدّ كبير، لأن الانقسام وصل إلى مرحلة أصبح فيها جمع "التيارين" ضمن تيار أشبه بالمستحيل، وبالتالي لا بدّ من تدارك الأمور وإعادة تنظيمها بطريقة مختلفة، تستند إلى الاستفادة من دعم الحزب وقوّته، فتهدأ نفوس المعارضين عبر المكاسب التي يمكن أن تتحقق.
 
في المقابل، يرى مقربون من "حزب الله" أن "الحزب" ليس بوارد تقديم تنازلات سياسية وإعلامية لحليفه السابق في ظل وجود حرب على الجبهة الجنوبية. لكن لا يبدو الحزب بعيداً من إعادة تمتين علاقته بميرنا الشالوحي على اعتبار أن العونيين لا يزالون الطرف المسيحي الوحيد الذي يمكن الوصول معه إلى حلول مشتركة.
 
وعلى الرغم من تفهّمهم لموقفه من الحرب، فإن هذا الأمر خلّف آثاراً على العلاقة بين الطرفين، خصوصاً أن التوقيت مؤذٍ للحزب، وهذا ما سيُرتّب أداء وتعاطياً جديداً، لا يشبه ما كان في السابق، بل يمكن أن يكون شبيهاً بالعلاقة بوليد جنبلاط أو بالتكتلات السنية؛ ففي الوقت الراهن، وربما في المستقبل، لا يرى "حزب الله" في غير الرئيس نبيه بري حليفاً استراتيجياً وسياسياً، أما الباقي، فيمكن الحديث مع الجميع وعلى القطعة.
 
ويشدّد المقرّبون على أنه في حال جرى في المستقبل التخلّي عن سليمان فرنجية، فطبعاً لن يكون لعيون "التيار"، إنما لعدم القدرة على انتخابه، بغض النظر عن الاتفاقات التي يمكن أن تحدث بعد هذا الأمر.
 
وعن عودة اللقاءات في هذا التوقيت، يؤكّد المقربون أن "حزب الله" لم يقفل يوماً الباب أمام "التيار الوطني الحر"، بالرغم من كلّ ما تلقّاه من باسيل و"التيار"، فلم يردّ مرة واحدة، بل أبقى دائماً الخطوط مفتوحة، ملمحين إلى أن عودة اللقاءات هي بطلب من "التيار" وليس من "الحزب".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم