الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الاشتراكي يتفهّم اعتراضات مناصرين على موقفه من عمليات "حزب الله": صحيّة وضمن الإطار الضيّق

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
مناصرو "التقدمي الاشتراكي" في المختارة (نبيل إسماعيل).
مناصرو "التقدمي الاشتراكي" في المختارة (نبيل إسماعيل).
A+ A-
تمايز رئيس "الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط منذ بدء حرب غزّة عن عدد كبير من الأفرقاء اللبنانيّين وخصوصاً حلفاءه بتأييد عمليات "حزب الله" معلناً الوقوف إلى جانب الجنوبيّين في لبنان وكلّ من يتعرّض للاعتداء من قبل إسرائيل.

وإذا كان فُهم في البداية موقف جنبلاط من جانب وطنيّ إنسانيّ لناحية إعطاء تعليمات لأهالي الجبل لفتح البيوت للجنوبيّين، إلّا أنّ مواقفه تدحرجت مع الوقت، حتّى بات يُعدّ من أبرز المؤيّدين لـ"حزب الله"، وترافق مع تباعد كبير مع أحزاب المعارضة الرافضة للحرب، وصل إلى شبه قطيعة مع "القوّات اللبنانيّة"، وفتور مع باقي الأطراف، وهذا ما بدا بشكل واضح وصريح بعد اللقاء الأخير الذي جمع وفد المعارضة مع "اللقاء الديموقراطيّ" الأربعاء في مجلس النوّاب.

المسار السياسيّ الجديد ترافق مع تزايد الكلام عن حركة اعتراض ضمن صفوف مؤيّدي الحزب الاشتراكيّ، وهو أيضاً ظهر جليّاً عبر عدد من مواقف ناشطين "اشتراكيين" على وسائل التواصل الاجتماعيّ انتقدوا مواقف جنبلاط الأخيرة، إضافة إلى أصوات شباب منظّمين ضمن الهيكليّة الصلبة للحزب قدّموا اعتراضاتهم ضمن الاجتماعات الحزبيّة المغلقة، معتبرين أنّهم يواجهون صعوبة في قراهم ومناطقهم في شرح المواقف الأخيرة.

يقرّ عدد من المسؤولين الحزبيّين وخصوصاً من قبل جيل الشباب بهذا الأمر، لكنّهم يضعوها ضمن الإطار الطبيعيّ والصحّيّ، الذي يترافق مع تغييرات كبيرة تطال المنطقة ولبنان والحياة السياسيّة فيه، وفي الوقت نفسه يقلّلون من أهميّة ما يُقال عن حركة اعتراض أو ثورة أو رفض، والحزب التقدّمي الاشتراكيّ اعتاد على هذه الأمور، مذكّرين بما جرى عند انفصال جنبلاط عن قوى 14 آذار وما رافقها، وما قيل عن استقالات واعتراضات وحركات تصحيحيّة وغيرها أثبتت في النهاية عدم جدّيّتها رغم ضخامة الصدمة والموقف حينها.

يعترف القياديّون أنّ  الشباب الاشتراكيّين هم اليوم من جيل 14 آذار، ونبضهم سياديّ بامتياز وغير مؤيّدين لـ"حزب الله" أو للتحالف معه، وهذا ما تدركه القيادة جيّداً، وهي بدأت بنشاط استثنائيّ في المرحلة عبر لقاءات واجتماعات في القرى والمناطق يتمّ فيها شرح حقيقة موقف الحزب من كلّ ما يجري، وخصوصاً لناحية العلاقة مع "حزب الله". ويجول أمين السرّ العامّ ظافر ناصر مع مسؤولين آخرين بين القرى للقيام بالمهمّة، الذي يبدو أنّه نجح فيها وهو ما أظهره مؤتمر الشباب الذي عُقد في المدينة الكشفيّة في عين زحلتا وشاركت فيه أحزاب الممانعة، وسط حضور كثيف من الشباب الاشتراكيّ، ولم تسجّل أيّ غيابات أو اعتراضات.
يعدّد المسؤولون الاشتراكيّون عدداً من النقاط لتبرير الحركيّة الأخيرة، منها أنّ جنبلاط، انطلاقاً من اعتبارات أيديولوجيّة تاريخيّة، ربط بيته وعائلته بالقضيّة الفلسطينيّة، ومن غير الممكن أمام هكذا عمليّة تاريخيّة تجري في فلسطين اتّخاذ موقف المتفرّج في هذا الوقت.

ثانياً: لا يستطيع وليد جنبلاط شيطنة أيّ عمليّة إسناد للشعب الفلسطينيّ أمام المجزرة التي يتعرّض لها، ولكنّه لا يؤيّد فتح معركة شاملة أو حرباً كبيرة، وهو لا زال على هذا الموقف ولم يغيّر، ويحذّر ويرفض أيّ حرب.

ثالثاً: لم يرتمِ جنبلاط في أحضان "حزب الله" كما يشاع، وهو ليس حليفاً للحزب، ومن المعروف أنّه حليف الرئيس نبيه بري والعلاقة مع الحزب لا زالت ضمن إطار معيّن لم تتخطّه، وهو يستمرّ في انتقاده الحزب في حال "شطح"، وهذا ما جرى بعد خطاب التهديد لقبرص، كما أنّ المواقف متعلّقة بالحرب اليوم ولا تنسحب على الملفّات الداخلية التي ما زال الخلاف فيها قائماً.

رابعاً: يرى جنبلاط أنّ الحديث عن السلاح وانتقاده والهجوم عليه لا يتمّ تحت النار كما يجري حالياً من قبل بعض الأفرقاء، كما أنّ الهجوم بهذا الشكل على أناس خسروا 500 شاب في هذا الوقت لا تؤدّي إلى مكان، بل تزيد من حالة الحقد والانقسام، ويمكن أن تؤدّي إلى مسار لا تحمد عقباه، ويذكّر أصحاب الرؤوس الحامية كيف تُرك الحزب الاشتراكي وحده خلال أحداث 7 أيّار، وكيف صعدت مواكب الحزب العسكرية من قلب كفرشيما وبعض القرى الأخرى دون أن يعترضها أحد.

خامساً: من دون شكّ ما يجري على صعيد دروز فلسطين شكّل إحراجاً معيّناً، وكان لا بدّ من التحرّك لتوضيح الأمور ووضع النقاط على الحروف في هذه المرحلة الحسّاسة، ولا أحد يستطيع تحمّل صورة جنازة ملفوفة بالعلم الإسرائيليّ  تحت صورة كمال جنبلاط، وهذا خارج المنطق والتاريخ.

ولكلّ هذه الأمور تتفهّم القاعدة الخطاب السياسيّ للرئيس السابق وستؤيّده، كما أنّ القيادة تتفهّم بعض الاعتراضات وحالات الغضب أو الضياع،  فالجميع في حالة خوف وضياع من المقبل وهذا حال اللبنانيّين جميعاً.

ويختمون بأنّ ما يجري حالة صحّية وطبيعية وهي ستبقى ضمن إطارها الضيّق ولم يُسجّل أيّ استقالة حتّى الساعة وحتّى جزء كبير من المغرّدين ممّن يسكنون في الخارج ونتفهّم مواقفهم وظروفهم، مطمئنّين إلى أنّ الدروز لن يكونوا جزءاً من المشروع الإيرانيّ، ولا يستطيعون أن يكونوا.  ومن يراقب ما يحصل في السويداء يدرك جيّداً هذا الأمر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم