قضية التيك توكرز التي شغلت الرأي العام وهزته لأكثر من شهر وغطَّت على ما عداها من أحداث حتى الساخنة منها، ما دامت تتصل بقصّر وبتفاصيل تناولتها وسائل إعلامية على أنواعها لغرابة موضوعها عن المجتمع اللبناني المتمحور بحسب الإدعاء العام حول استدراج قصّر والاعتداء عليهم جنسياً والإتجار بالبشر وتبييض أموال وترويج مخدرات، وهي جرائم جنائية تتراوح عقوباتها بين ثلاث سنوات إلى 15 وشملت 16 موقوفاً، إضافة إلى مدعى عليهما غيابياً أصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور مذكرات وجاهية وغيابة بتوقيفهم جميعاً. ويعقد جلسة استجواب ثانية الثلثاء للتحقيق مع أربعة موقوفين بعدما حقق استنطاقياً الثلثاء الماضي مع قاصرَين والموقوفة غ. غ المعروفة ب"جيجي"( 19 عاماً) المنسوب إليها إستدراج قُصَّر عبر صفحتها على تيك توك بإسم ساره، أول جلسة له في الملف.
إبتعد زمنياً بدء الاستجواب الإستنطاقي في دائرة القاضي منصور عن إلادعاء العام على الموقوفين من المحامي العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي طانيوس السغبيني بداعي مذكرات بدفوع شكلية تقدمت بها جهة الدفاع عن عدد من الموقوفين، وبتّها يستنفد عادة بعض الوقت. وقد أبدت المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون رأيها في صددها، وطلبت ردها وإتخذ قاضي التحقيق الأول قراره بِرَدِّها بدوره.
لم تنته فصول هذا الملف من مرحلة التحقيقات الأولية لدى الضابطة العدلية بعد والمكلف بمتابعتها القاضي السغبيني بموجب طلب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار إلى قوى الأمن الداخلي عدم تنفيذ أي إجراء يصدر عن القاضية عون. وكان آخر إجراءات المحامي العام الاستئنافي في الجبل إشارته بتوقيف مصمم أزياء ر. ع والتحقيق معه بملف التيك توكرز وإحالته في الوقت نفسه على مكتب الآداب للتحقيق معه بمخالفات أخلاقية الكترونية، وفق مصادر قريبة من التحقيق، فيما تتوالى التحقيقات الأولية في ملف إنتحار قاصر ظهرت قضيته بعد إثارة قضية التيك توكرز قضائياً بشكوى تقدم بها ذووه. وتحقق الضابطة العدلية أولياً توصلاً إلى جلاء إن كان داعي قضاء هذا القاصر إنتحاراً، فيما يستمر مفعول المذكرة التي أصدرها القاضي السغبيني إلى الأمن العام لمعرفة مدى دخول المدعو ح.س إلى لبنان بعدما تحدث عبر وسائل الإعلام من سويسرا عن نيته العودة من الخارج. وتحدثت هذه المصادر عن تحقيق أولي بإخبار تقدم به قاصر في حقه في وقت يستمر موجوداً خارج البلاد. وهو أحد المدعين في هذا الملف.
ملف التيك توكرز الذي تحول إلى قضية رأي عام تجري تحقيقاته الاستنطاقية بسرية وبعيداً من الضوء أمام القاضي منصور أصولاً وقانوناً كونه يتناول قُصَّر. وقد عبَّرت مصادر قضائية عن استيائها من تناول أسمائهم عبر الإعلام وتجاوز حد النشر. وعدد هؤلاء خمسة قاصرين بينهم سوري وتركي كان نُقل أحدهم إلى المستشفى من مقر التوقيف في ثكنة الوروار بعد أن إنتابته نوبة عصبية يعاني من وطأتها.
لا جديد بعد صدور نشرة الإنتربول الدولي الحمراء بحق لبنانِيّين منسوب إليهما تمويل أفراد هذه الشبكة وترويج أفلام عبر الدارك نت. المدعى عليهما ب. م المعروف بـ"جاي" الموجود في السويد. ونفى في مقابلة تلفزيونه نشر مثل هذه الأفلام واقر بدعم أحد القاصرين عبر تيك توك حباً بالمساعدة ليس إلا، وب. ن المجهولة أراضيه خارج لبنان والمنسوب إليه لَعب دور الوسيط بين "جاي" وبين أفرادها. وهو لم يظهر على الشاشة على التعبير المأثور ويجري اقتفاء أثره. وإلى النشرة الحمراء عُممت بلاغات البحث عنه و"جاي" في الدول العربية عبر مكتب الإنتربول الدولي الموجود فيها وذلك بعد تزويد الأخير من المحامية العامة التمييزية القاضية ميرنا كلاّس نسختين عن مذكرتي التوقيف الغيابيتين الصادرتين بحقهما. وقد أودع مكتب الإنتربول في بيروت القاضية كلاّس إشعاراً بتنفيذ النشرة الحمراء بحق كل من المدعى عليهما. وتبعاً لهذين التعميمين يتم إبلاغ لبنان عند توقيف أي منهما تمهيداً لتقديم القضاء اللبناني طلباً لاسترداده، إلا في حال طرأ قبل ذلك أي جديد على صعيد التعاون القضائي بين لبنان والسلطات السويدية التي كانت ألمحت إلى عدم تسليم مواطنيها كون"جاي" يحمل جنسيتها.
وفي انتظار نتائج التحقيقات الاستنطاقية التي سينتهي إليها القاضي منصور في هذه القضية والتي ستتبلور في القرار الظني الذي سيصدره في صددها، لم يُعلن عن توقيفات جديدة لقاصرين بفعل نشر صورتي إثنين من الموقوفين الحلاق ج.م وصاحب محل ملبوسات معروف بـ"آفو" منسوب اليهما استدراج أطفال بقصد الاعتداء عليهم جنسياً.