خمسة سوريين سقطوا أمس ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على جنوبيّ لبنان، بينهم ثلاثة أطفال استهدفت المسيّرات منزلهم في قرية أمّ التوت بعد نهار طويل وشاق في الزراعة وأشغال الأرض.
وجرى تشييع الجثامين الخمسة اليوم الأربعاء في القاسمية وكفرتبنيت وأمّ التوت.
وفي حديث خاصّ لمراسل "النهار" أحمد منتش تحدّثت العائلات السوريّة عن رحلة نزوحها المضنية منذ اندلاع الأحداث الأمنية في سوريا هرباً من القصف والموت ليلاحقها المصير المحتوم إلى المزارع ومصدر رزقها.
وأمس قضى منهم خمسة بقصف إسرائيلي، نفّذته مسيّرتان إسرائيليتان، الأولى استهدفت درّاجة نارية على طريق عام النبطية مرجعيون بين جسر الخردلي وبلدة كفرتبنيت، ونجم عن القصف مقتل عاملين سوريين كانا على دراجة، وهما حمزة شعبان وعبد المطلب نانيس، وبعد ساعات عدّة، أطلقت مساء مسيّرة إسرائيلية صاروخاً على حديقة منزل زراعيّ في بلدة أمّ التوت جنوبي مدينة صور، أسفر عن مقتل ثلاثة سوريين أكراد من الأولاد والأطفال.
كانوا يلهون في جوار المنزل، وهما الشقيقان جان ومحمّد شاهين جركس، وخليل محمّد خليل. وتحدّث لـ" النهار" والد جان ومحمّد ووالد خليل وأكّدا، أنّهما يعملان، في مجال الزراعة منذ نحو 9 سنوات بعد نزوحهم، من سوريا بسبب الأحداث الأمنية.
وأوضحا أنّهما شاهدا المسيّرة وهي تطلق الصاروخ على البلدة وهرعا إلى المكان ليجدا، أولادهما أشلاء، وحمّلا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن قتل أولادهما.
وبعد ظهر اليوم شُيّع جثمانا الشقيقين جركس وجثمان خليل في موكب تقدّمته سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني في كشّافة الرسالة الإسلامية، انطلق من مسجد القاسمية إلى باحة جبانة القاسمية. وبعد أن صلى على الجثامين إمام المسجد الشيخ دياب المهداوي ووريت الجثامين في جبانة المخيم، وشارك في تشييعهم عدد من السوريين النازحين وأهالي أمّ التوت وشيحين ومروحين.
وعصراً جرى تشييع جثماني شعبان ونانيس في جبانة بلدة كفرتبنيت، قضاء النبطية وأصدرت رابطة العمال السوريين في لبنان بياناً أدانت فيه جريمة قيام سلاح الجوّ الإسرائيلي باغتيال المدنيين السوريين النازحين إلى لبنان، وقالت إنّهم "قدّموا حياتهم الطاهرة فداء للوطن وسيبقون في قلوبنا رمزاً للبطولة والتضحية".