النهار

لبنان الرسمي يتحرّك بعد اتّهام إسرائيل "حزب الله" بهجوم مجدل شمس... اتّصالات ديبلوماسية لـ"خفض التوتّر"
المصدر: "النهار"
لبنان الرسمي يتحرّك بعد اتّهام إسرائيل "حزب الله" بهجوم مجدل شمس... اتّصالات ديبلوماسية لـ"خفض التوتّر"
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ ف ب).
A+   A-
تحرّك لبنان الرسمي على ضوء التهديدات الإسرائيلية بعملية واسعة ضدّه ردّاً على مزاعم بهجوم نفّذه "حزب الله" استهدف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ.

وبالرغم من إصدار "حزب الله" بياناً رسميّاً نفى خلاله الادّعاءات الإسرائيلية باستهداف المدنيين من دروز سوريا، في مجدل شمس، أطلق الجانب الإسرائيلي سلسلة تهديدات بردّ "قوي وحاسم" ضدّ "حزب الله" ولبنان، استدعى تعليقاً واتّصالاتٍ على مستويات عالية بين المسؤولين اللبنانيين وجهات ديبلوماسية أميركية وغريبة.

ودانت الحكومة اللبنانية، في بيان، "كلّ أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين"، داعيةً إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".

وشدّد البيان على أنّ "استهداف المدنيين يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".

بري تلقّى اتّصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان

من جهته، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية في الجنوب، ولهذه الغاية تلقّى بري اتّصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، أكد خلاله أنّ لبنان الذي تتعرّض قراه الجنوبية لاسيما الحدودية منها منذ ما يزيد عن 9 أشهر لعدوان اسرائيلي متواصل لم توفّر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بأسلحتها المحرمة دولياً (الفوسفور الأبيض) المدنيين والمساحات الزراعية والطواقم الإسعافية والاعلاميين، وبالرغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701، إلّا أنّ لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين".

وأضاف: "وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة #مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل".

وليد جنبلاط

وفي أعقاب التوتّر الذي تشهده المنطقة بعد حادثة #مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في بيان، أنّه أمام الواقعة المصاب التي طالت بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، فإنه لا بد من تقديم خالص التعازي والمواساة بالضحايا الشهداء الذين قضوا لعائلاتهم وعموم أبناء الجولان السوري المحتل".

وقال إنّ "استهداف المدنيين أمرٌ مرفوض ومدان، أكان في فلسطين المحتلة أو الجولان المحتل، أو في جنوب لبنان، وتاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين دون هوادة، والدعوة الى الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان من أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري، إذ يبقى المطلوب عدم توسع الحرب ووقف فوري للعدوان ولإطلاق النار".

وأضاف جنبلاط: "في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقته بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي".

إلى ذلك، تلقّى جنبلاط اتصالاً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس.

وقد جدّد جنبلاط التشديد على ضرورة "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان"، مؤكداً "تضامنه في مواجهة هذا العدوان مع كل اللبنانيين"، مشيراً إلى أنّ "لا فرق بين الشهداء في جنوب لبنان والجولان وفلسطين الذين يسقطون جراء هذا العدوان، لافتاً إلى أنه مستمر في موازاة ذلك بالجهود لمحاولة عدم اتساع الحرب ضمن ما هو متاح".

شيخ العقل استنكر "الهجوم الإرهابي في مجدل شمس"

بدوره، استنكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى بـ"أشد العبارات الهجوم الإرهابي على مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة"، وأدان، في بيان، بـ"شدّة قتل الأطفال والأبرياء، أكانوا من أبنائنا الموحدين المعروفيين الدروز أم من إخوانهم الفلسطينيين"، داعياً أصحاب القرار "دولاً وقياداتٍ وتنظيمات إلى التوصل السريع لوقف نهائي للحرب والاعتداءات الإرهاببة والأعمال الإجرامية".

وأضاف أبي المنى: "إنّنا إذ نتقدم بالتعازي من عائلات الضحايا راجين أن يعينهم الله على تحمُّل المصاب بالصبر والرضا والتسليم، فإننا نحيّي إخواننا في مجدل شمس والجولان لما نعرفه عنهم من أصالة انتماء وتمسّكٍ بالهوية الوطنية العربية إضافة إلى تمسكهم بالهوية الروحية التوحيدية، وندعو أهل العقل والحكمة والرجولة إلى تدارك الأمور بوعي وعقلانية وثبات موقفٍ ووحدة كلمة".

"اليونيفيل" قلقة

أعلن الناطق الرسمي باسم ا"ليونيفيل" أندريا تيننتي أنّه "نتواصل مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لخفض التوتر عند الخط الأزرق".

وقال تيننتي: "قلقون أكثر من أي وقت مضى من إمكانية توسّع الصراع في جنوب لبنان".

إلى ذلك، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ "إدارة الرئيس جو بايدن قلقة جدّاً من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله".

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إنّ "الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كُنّا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر".

إلى ذلك، أوردت "هيئة البث الإسرائيلية" معلومات عن ديبلوماسيين غربيين: "نحاول منع التصعيد خشية نشوب حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله".

ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ "الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل أن يكون الرد (متوازناً)".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium