النهار

هل يهتز البرتقالي بعد فصل النائب آلان عون؟
وجدي العريضي
المصدر: "النهار"
وتعطّلت لغة الكلام والحوار والتواصل على خط التيّار الوطني الحر، بين بعض المقرّبين من النائب آلان عون والتيارين القدامى، وكل من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ورئيس التيّار النائب جبران باسيل، بغية التهدئة وعدم صدور قرار فصل النائب عون من قبل مجلس الحكماء، إلا أنّ القرار اتخذ من "الخال" ورئيس التيار البرتقالي، وبالتالي أنّ أحد أبرز مؤسسي هذا التيار ونائب بعبدا المعروف والمشهود له باعتداله وتواصله مع الجميع، على الرغم من كل الخلافات والانقسامات، بات خارج حصن التيار لأوّل مرّة، في ظاهرة وسابقة غير مألوفة، فماذا جرى؟
هل يهتز البرتقالي بعد فصل النائب آلان عون؟
جبران باسيل وآلان عون
A+   A-
وتعطّلت لغة الكلام والحوار والتواصل على خط التيّار الوطني الحر، بين بعض المقرّبين من النائب آلان عون والتياريين القدامى، وكل من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ورئيس التيّار النائب جبران باسيل، بغية التهدئة وعدم صدور قرار فصل النائب عون من قبل مجلس الحكماء، إلا أنّ القرار اتخذ من "الخال" ورئيس التيار البرتقالي، وبالتالي أنّ أحد أبرز مؤسسي هذا التيار ونائب بعبدا المعروف والمشهود له باعتداله وتواصله مع الجميع، على الرغم من كل الخلافات والانقسامات، بات خارج حصن التيار لأوّل مرّة، في ظاهرة وسابقة غير مألوفة، فماذا جرى؟
 
يشير أحد نواب التيّار البارزين، الذي لا يحبّذ أن يصدر عنه أي موقف، بل تسريب معلومات، حيث الوضع دقيق وحسّاس، إذ يقول النائب المذكور أنه التقى برئيس الجمهورية ميشال عون، وحاول إقناعه بالتروّي والهدوء، لأن ابن شقيقته له دوره وحضوره، وكان مناضلاً ومخلصاً ومن مؤسسي التيار، إلا أنّ الرئيس السابق للجمهورية ومؤسس التيار كان يهز برأسه ويستمع ولم يرد، وكان واضحاً أنه مع الفصل واتخذ قراره ويريد تهيئة المناخات لصهره النائب باسيل، كي يحكم من بعده بمعزل عن أي مواجهات، أو أن يكون أمامه مخضرمون، ومن لهم باع طويل في العمل التياري، ومن مؤسسيه، بمعنى أن تكون الأرض مهيّأة له على الإطلاق، ولا يريد أي "وجعة رأس"، فعلى هذه الخلفيّة وعد العماد عون النائب المذكور بأنه سيناقش الموضوع مع باسيل، ولكنه كان مقتنعاً بالفصل، ما تبدّى على وجهه، ومن خلال موقفه وعدم الدخول في أي نقاش، الأمر الذي تكرّر مع آخرين، لاسيما أن فصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، كان قراراً متخذاً ولم يحرّك عون ساكناً، خصوصاً أنّ بو صعب كان له دعم للتيار ومؤسساته، لا بل الجميع يتحسر على خروجه من البرتقالي، لما للرجل من دور وتقديمات ودعم وعلاقات دولية وعربية وضعها في تصرف العونيين.
 
في السياق، نائب تياري آخر، لم يرغب في إدراج إسمه، ونقل أي حديث عنه، بأن فصل النائب آلان عون شكّل هزة وصدمة للجميع، بعدما كنا نعتقد أن هناك مجالاً للاتصالات والتروي في اتخاذ هذا القرار، لكن يبدو "أنو الجماعة لا يريدون أحداً من الأوادم" وممن وقفوا في أحلك الظروف وأصعبها إلى جانب مؤسس التيار، وحتى إلى جانب الوزير باسيل، إنما للأسف الشديد فما أقدموا عليه سيكون بمثابة الزلزال لأننا في التيار أربعة أو خمسة نواب من لهم دورهم في مناطقهم، وقادرين على التحرك، وأن شعبوية التيار ستكون إلى جانبنا في أكثريتها، وانتظروا المفاجآت في هذا المجال، لأن الجميع مل من هذا الاستبداد وقلة الوفاء، ففصلوا النائب زياد أسود، وهل يقدم أحد على فصل النائب الياس بو صعب، هذه الشخصية التي أعطت الكثير للتيار، وللمتن الشمالي وللبلد، وهو الذي كان له الدور الأساسي في الترسيم البحري في آخر لحظات عهد العماد ميشال عون، ناهيك عن الوصول إلى الإقدام على الخطوة المتمثلة بإبعاد النائب آلان عون عن تيار ضحى لأجله الكثير، لذلك نحن أمام دراسة كل الوقائع وتقييم شامل لما حصل ليبنى على الشيء مقتضاه، لكن المسألة لن تمر مرور الكرام، وأشهدوا أن ثمة اتصالات تجري منذ فترة طويلة، إذ وعدنا بسحب فتيل هذا الانفجار، إلا أنهم لم يذعنوا لكل ما قمنا به، وعلى هذه الخلفية سنتحرك قريباً من أجل الوقوف إلى جانب النائب الآن عون، ورفض الفوقية التي دمرت التيار وستنهيه إذا استمر باسيل على مواقفه، في حين هل يعقل أن رئيس جمهورية سابق يذهب إلى منطقة جزين لمرتين متتاليتين عوضاً عن أن يستقبل سفراء وشخصيات في دارته، بل فقط من أجل دعم صهره واستعادة النفوذ في جزين، إنما ذلك لن يقدم أو يؤخر، لا بل فصل النائب عون كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
 
نائب سابق مقرّب من العماد عون، والنائب باسيل يقول لـ"النهار": جميع الذين خرجوا ليس لديهم أي قوّة في مناطقهم وحتى خارجها، فقد يكون للنائب عون تأثير واضح في المتن الجنوبي، وله دوره وحضوره الحزبي والنيابي، لكن على مستوى الوطن لا تأثير له بالتيار خارج بعبدا على الإطلاق، وبالتالي من يحاول أن يحذو حذوه سيكون مصيره كالنائب عون، بدليل ما حصل في الآونة الأخيرة من تحرّكات من قبل هؤلاء لدعمه، لذلك الأمور ستمشي بشكل طبيعي، ويضيف، أنا أسأل: القوات فصلت محازبين والاشتراكي وأمل وكل الأحزاب، فلماذا لم تقم هذه الضجّة بالبلد؟ فهل التيّار جسمه لبيس ووحده من يأخذ هذا الحيز الإعلامي وسواه، هذا سؤال برسم الذين يطرحون مثل هذه المسألة بعد فصل النائب الآن عون.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium