يتكرر المشهد نفسه لدى اللبناني الذي يحتفظ بأجندة جاهزة للحروب سبق أن استخدمها كثيراً من قبل، لجهة تأمين المسكن الآمن والتموين الغذائي. فكان أن ارتفعت الإيجارات خارج ضاحية بيروت مع شرط ثابت بدفع ستة أشهر سلفاً.
أما "المونة" التي درجت العادة على أن يراكمها اللبناني كلما استجد طارئ أمني، فأسهمت زحمات المتاجر على رفع أسعارها، وعمل بعض الباعة على نزع السعر عن المنتجات استعداداً للدخول في سوق "الحرب" السوداء.
وتأتي الأخبار المتداولة عن سيناريوات حرب جديّة وإخلاءات طلبها حزب الله في شوارع في الضاحية الجنوبية، ولاسيما المجاورة لمراكزه، لتفاقم من الحالة الأمنية المتوترة والتي هزّها قبل الظهر خرق لجدار الصوت فوق الجنوب وبيروت والبقاع، وما يزال يهزها عصف انفجار المرفأ في الرابع من آب الذي يصادف غداً.
بالمقابل، يأخذ اللبناني الأجواء المشحونة الراهنة بالنكتة المتداولة: "في العام 2019 كانت الأجواء: ثورة ثورة، وفي العام 2020 قديه الدولار، وفي العام 2021 مين عطس وفي العام 2022 بدي محطة فاتحة، وفي العام 2023 حسيتوا بهزة؟ وصولاً الى العام 2024: وين الضربة؟".
وطمأن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام إلى أن "هناك كميات كافية من المواد الغذائية". وقال: "بعد اجتماعاتنا مع كافة النقابات عن المواد الغذائية من السوبرماركت واللحوم والدواجن وجميع النقابات الاخرى، حصلنا منهم على تطمينات على توافر تلك المواد الى جانب طلبيات كبيرة في طريقها إلى لبنان".
وشدد على أنه "ما من داعٍ لحالات الهلع"، وحذر من "عمليات التخزين، لأن ذلك يؤثر سلباً على الأسعار وعلى وجود الكميات التي يجب أن تكون موزعة بشكل عادل بين الناس".
ولفت إلى أن "وزارة الاقتصاد تتابع موضوع الأسعار بكل تفاصيله، ونحن أوعزنا إلى كل المعنيين والنقابات والشركات للالتزام بهوامش الربح واحترام ظروف الناس الاجتماعية الدقيقة، ونحن سنتابع وسنكون بالمرصاد وستسطر محاضر ضبط وملاحقات قضائية بحق كل من سيستغل الناس في هذا الوضع الصعب".
المراكز الصحية
أكّد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة (PHEOC) التابع لوزارة الصحة أنّ دفعات من المستلزمات والأدوية والمعدّات كانت قد وزّعت في المرحلة السابقة على مراكز استشفائية وإسعافية وستتواصل عمليات التوزيع في المرحلة المقبلة لشمول أكبر عدد ممكن من المراكز الصحية ودعمها لتقديم الخدمات الطارئة والعلاجية المطلوبة في حال تطلّب الوضع ذلك.
السفارات
دعت السفارة الأميركيّة في بيروت، اليوم السبت، المواطنين الأميركيين الراغبين في مغادرة لبنان "إلى حجز أي تذكرة متاحة لهم"، حيث أوقفت أو ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى البلاد وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
وأضافت السفارة أنّ المواطنين الذين يفتقرون إلى الأموال للعودة إلى الولايات المتحدة "يمكنهم الاتصال بالسفارة للحصول على مساعدة مالية من خلال قروض العودة إلى الوطن".
وقالت السفارة إن "من اختاروا عدم مغادرة لبنان يجب أن يجهزوا خططاً طارئة لحالات الطوارئ، و"الاستعداد للاحتماء في أمكانهم لفترة طويلة من الوقت".
ولفتت السفارة الأميركية إلى أن المواطنين الأميركيين "لا يجب أن يعتمدوا على الحكومة الأميركية للمساعدة في المغادرة أو الإخلاء في حالة الأزمات". وفي حالة الإخلاء، "قد لا يتمكن المواطنون من المغادرة مع عائلاتهم الأكبر، ولا يمكنهم اصطحاب حيواناتهم الأليفة، ويتوقع أن يسددوا للحكومة الأميركية مقابل نقلهم إلى مكان آمن"، حسبما ذكر البيان.
كما أعلنت الخارجية السويدية تعليق عمل السفارة السويدية في بيروت، وحث موظفي السفارة على المغادرة إلى قبرص.
كما دعت السفارة البريطانية رعاياها إلى مغادرة لبنان "في الحال" لأنّ "الوضع قد يتدهور بسرعة".
ودعا وزير الخارجية المصري خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى تكاتف الجهود للحيلولة دون توسيع رقعة المواجهة.
وطلبت وزارة الخارجية الأردنية من مواطنيها مغادرة الأراضي اللبنانية بأقرب وقت ممكن.
شركات السفر
أعلنت الخطوط الجوية الكويتية اليوم تعليق رحلاتها من بيروت وإليها، اعتباراً من الاثنين المقبل إلى أجل غير مسمّى، وسط تزايد المخاوف من اتساع النزاع بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت الشركة الكويتية في بيان إنها ستشغّل "آخر رحلاتها من بيروت إلى الكويت في يوم الأحد الرابع من آب، وذلك للمسافرين الراغبين بالعودة”، من دون تحديد مدة التعليق.
وأضافت أنه "سيتم البدء بقبول الركاب قبل موعد إقلاع الرحلة بأربع ساعات أو التعديل على مواعيد الحجز من خلال قنوات حجوزات التذاكر التابعة للخطوط الجوية أو التواصل عبر الواتساب".
وقرّرت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" تمديد تعليق #رحلاتهما إلى #بيروت حتى 6 آب على الأقل "بسبب الوضع الأمني"، وفق ما أعلنت الشركة الأم "إير فرانس-كا إل إم" السبت.
وعلّقت الشركتان خدماتهما إلى العاصمة اللبنانية منذ 29 تموز، وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إسرائيل وحزب الله. وقال ناطق باسم "إير فرانس" لوكالة فرانس برس إن الرحلات مع تل أبيب "مستمرة بصورة طبيعية".
وأضاف الناطق السبت أن "أي استئناف للخدمات سيخضع لتقييم على أرض الواقع"، مشيراً إلى أن الركاب الذين لديهم حجوزات يمكنهم إعادة التذاكر من دون أي كلفة إضافية.
وبالإضافة إلى "إير فرانس" و"ترانسافيا"، علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت بما فيها "لوفتهانزا" الألمانية التي سيبقى قرارها سارياً حتى 5 آب. كما أعلنت الشركة ومجموعة "إيتا" الإيطالية الخميس تعليق رحلاتهما إلى تل أبيب لأيام عدة.
وتتزايد المخاوف من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالردّ.
فيديو ولافتات
وبنشر حزب الله لافتات عملاقة على خلفية اللون الأحمر المرادف للثأر على طريق مطار بيروت وعليها صور كل من اسماعيل هنية وقاسم سليماني وفؤاد شكر، بالتزامن مع فيديو يتوعد فيه الحزب بالانتقام، يكتمل المشهد المقبل من خلال إعلان وسائل إعلام أجنبية وبينها "الغارديان" أنها أرسلت طواقم صحافية إلى بيروت استعداداً للمرحلة المقبلة.