أعلن متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في الذكرى الرابعة لجريمة انفجار مرفأ بيروت، "أن فــي الــدُوَلِ الــراقِــيَــةِ يَــســتَــقــيــلُ الــمَــســؤولُ أو يُــقـالُ إذا حَــصَــلَ خَــلَــلٌ فــي إدارتِــه"، و"عندنا لَـمْ يَــتَــزَحْــزَحْ أحَـدٌ مِـنَ الـمَــسـؤولـيـن مِــنْ مَــركَــزِه ومــا زالــوا سَــيْــفــاً مُــسَــلَّــطــاً عــلــى رؤوسِ الــمُــواطــنــيــن"، داعياً الــجِــســمُ الــقَــضــائــيُّ الى "الانتفاض على الــسِـيـاسَـةِ والــسِــيــاســيــيــن ومــنَــعُ كُــلَّ يَــدٍ تَــمْــتَــدُ لِــتَــعــطــيــلِ عَــمَــلِــه وتَــشــويــهِ صـورَتِــه ودَوْرِه".
وقال لدى ترؤسه قداساً وجنازاً في كاتدرائية القديس جاورجيوس لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس وفي بيروت: "نَــسْــتَــذْكِــرُ الــيَــوْمَ مُــصــابًــا أَلــيــمًــا أصــابَ قَــلْــبَ عــاصِــمَــتِــنــا بــيــروت مُــنــذُ أَرْبَــعِ سَــنَــواتٍ، وأحْــرَقَ مَــعَ الــبُــيــوتِ والــمُــؤسَــســاتِ قُــلــوبَ ســاكِــنــيــهــا.
أربَــعُ سَــنَــواتٍ والــجُــرحُ مــا زالَ نــازِفــاً لأنَّ الــتَـحـقــيـقَ لـم يَــكـتَــمِـلْ والـحَـقــيـقَــةَ لَــمْ تَــظْـهَــرْ والجاني لـم يُـحـاسَــبْ. أيـنَ الــنـوابُ مِــنَ الــوُعــودِ الــتــي قَــطَــعـــوهــا قَــبْــلَ الإنــتــخــاب؟ أيــنَ الـمَـسـؤولــون مِــنَ الــواجِــبِ الــمُـلْــقـى عــلـى عــاتِــقِــهـم؟ ألا تَــهُـــزُّ ضَـمـائِــرَهُــم جَــريـمَـةٌ أودَتْ بِـحَـيـاةِ أبـريـاءٍ بـيـنَهـم أطـفـالٌ في عُــمْــرِ الـورود، وتَــدْفَــعُــهُــم إلــى كَــشْــفِ سِــرِّهــا ومُــعــاقَــبَــةِ فــاعِــلــيــهــا؟ ألا يَــهــتَــمّــون بِــأرواحِ الــمُــواطِــنــيــن وآلامِ ذَويــهــم؟
أيــنَ الــقُــضـاةُ والــمُـحـامــونَ والــزُعَــمــاءُ والــشَـعــبُ كُــلُّــه؟ ألا يُــدْمـي مَــشْـهَــدُ أهــالــي الــضَـحــايــا قُــلــوبَــهــم. ولــو كــانَ أبــنــاؤهــم بَــيْــنَ الــضَــحــايــا هــل كــانــوا يَــسـكُــتـونَ عَــنِ الـجَــريـمَـةِ ويَــتَـغــاضُـون عَــنِ الـحَــقــيـقـة؟ ألا تَـــرَوْنَ وُجـوهَ أمَّـهـاتِـكـم فـي وُجــوهِ الأمَّــهــاتِ الــمُــعَــذَّبــات؟ مُــعــيــبٌ الــسُــكــوتُ عَــنْ جَــريــمَــةٍ بفي حَــجْــمِ عــاصِــمَــة، ومُـعــيــبٌ تَــقــاذُفُ الــمَــسـؤولِــيّــةِ عِـــوَضَ مُــسـاعَــدَةِ الـقَــضـاءِ عـلى جَـلاءِ الــحَـقــيـقـة.
مــا نَــفْــعُ دولــةٍ لا قــانــونَ فــيــهــا ولا عَــدالــة؟ ومــا دَورُ الــمَــســؤولــيــن إنْ لــم يُــطَــبِّــقــوا الــقــوانــيــن ويَــعْــدُلــوا؟ مــتــى يَــنْــتَــفِــضُ الــجِــســمُ الــقَــضــائــيُّ عــلـى الــسِـيـاسَـةِ والــسِــيــاســيــيــن ويَــمْــنَــعُ كُــلَّ يَــدٍ تَــمْــتَــدُ لِــتَــعــطــيــلِ عَــمَــلِــه وتَــشــويــهِ صـورَتِــه ودَوْرِه؟ ومـتـى يَــنْــتَــفِــضُ عــلـى نَــفْــسِـه لِــيُــنَــقّــي نَــفْــسَــه مِــنْ بَــعــضِ الــمُـرتَــهَــنــيــن وفــاقِــدِيّ الــضَــمــيــر؟".
وأضاف: "4 آب يَــومٌ أســودٌ فــي تــاريــخِ بــيــروت وفــي الــذاكِــرة. وهــو جُــرْحٌ مَــفــتــوحٌ لَــنْ يَــنْــدَمِــلَ مــا لــم تَــظْــهَــرْ الــحَــقــيــقــة. والـحَــقــيــقـةُ لا تَــضـيـعُ مَـهــمـا طـالَ الــزَمَـن. أمَــلُــنــا أن يَــســتَــفــيــقَ الــضَــمــيــرُ ويَــبْــزُغَ نــورُ الــعــدالــةِ ويُــحــاسَــبَ كُــلُّ مُـجْـرِمٍ كــي لا تَــتَــكَــرَّرَ الـجَــريــمَـة. هــنــا أسـألُ كُــلَّ مُــقَــصِّــرٍ أو مُــشْــتَــركٍ أو مُــسَــبِّــبٍ لــلــكــارِثــة، أو عــالِــمٍ بِــخــفــايــاهــا: لــو كــان أبــنــاؤكَ بــيــنَ الــضَـحـايــا مـاذا كُــنــتَ فَــعَــلْــت؟ لــذلــك حــاسِــبْ نَــفْــسَــكَ لِــتُــريـحَ ضــمــيــرَك أولاً ثُـمَّ اذهَـبْ إلى الـتَـحْـقــيــقِ وقُـلْ مـا تَـعْــرِفُ عَــلَّــكَ تُـسـاهِــمُ في كَــشْــفِ الـحَـقــيـقـة.
بــيــروتُ، أُمُّ الــشَــرائِــع، هــل أصــبَــحَــتْ عــاجِــزَةً عَــنْ إنــصــافِ أبــنــائــهــا؟ وَهَــل اســتَــقــالَــتْ الــدَوْلَــةُ مِــنْ واجِــبِ حِــمــايَــةِ أبــنــائِــهــا؟ فــي الــدُوَلِ الــراقِــيَــةِ يَــســتَــقــيــلُ الــمَــســؤولُ أو يُــقـالُ إذا حَــصَــلَ خَــلَــلٌ فــي إدارتِــه، فَـكَـيْــفَ إذا حَــصَـلَ إنــفــجـارٌ أودى بِـحَــيـاةِ الـمِـئـاتِ وخَــلَّــفَ دَمــاراً ومُــصـابــيــن مــا زالــوا يُــصــارِعــون الــمَــوت؟ عــنــدنـا لَـمْ يَــتَــزَحْــزَحْ أحَـدٌ مِـنَ الـمَــسـؤولـيـن مِــنْ مَــركَــزِه ومــا زالــوا سَــيْــفــاً مُــسَــلَّــطــاً عــلــى رؤوسِ الــمُــواطــنــيــن. مــتــى يُــصــبــحُ لــبــنــانُ دَوْلَــةَ مُــقــاوَمَــةٍ مِــنْ أجــلِ الــحَــقِّ والــعَــدْلِ والــخَــيــر؟".
وخلص: "نُــصَــلِّــي الــيَــوْمَ مِــنْ أَجْــلِ راحَــةِ جَــمــيــعِ الــنُّــفــوسِ الَّــتــي انْــتَــقَــلَــتْ فــي 4 آب 2020، أو بَــعْــدَ هَــذا الــتَّــاريــخِ تَــأَثُّــرًا بِــجِــراحِ ذاكَ الــيَــوْمِ الــمَــشــؤوم. كَــمــا نُــصَــلِّــي مِــنْ أَجْــلِ كُــلِّ مَــن لا يَــزالُ يُــعــانــي جَــسَــدِيًّــا ونَــفْــسِــيًّــا ومــادِّيًّــا. نُــصَــلِّــي مِــنْ أَجْــلِ الــوُصــولِ إلــى الــعَــدالَــةِ الــمَــنْــشــودَةِ فــي هَــذا الــمَــلَــفِّ، وغَــيْــرِهِ مِــنَ الــمَــلَــفَّــاتِ، كَــمــا نَــسْــالُ الـــربَّ أنْ يَــحــمــي وطَــنَــنــا مِــنْ كُــلِّ شَــرٍّ وتَــجْــرِبَــةٍ وحَــرْبٍ وعُــدوان، ومِـنْ أيِّ حــادِثَــةٍ قَــد تُــخَــلِّــفُ مــا خَــلَّــفَــه تَــفــجــيــرُ 4 آب مِــنْ رُعْــبٍ وألَــمٍ وخِــســارَةٍ ومَــرارَة.
وفي عــيـدِ الـجَــيـشِ نَـرْفَـعُ الـدُعـاءَ مِـنْ أجْـلِ أنْ يَـحْـمـي الـرَبُّ الإلـهُ جَــيْـشَـنـا ويَـمْــنَـحَـه الــقُــوَّةَ لِــيَــبْـقـى الـحِـصْـنَ المَــتـيـنَ لِـوَطَـنِــنـا، والـحـامـي الأمـيـنَ لـنـا مِـنْ كُـلِّ خَـطَـرٍ وشِـدَّةٍ، والـمُـدافِـعَ الـوحـيـدَ عَـنْ بَـلَـدِنـا، آمِـلـيـنَ أنْ يُــبْـعِــدَ عـنـه قـادَةُ الــبَــلَـدِ خِـلافـاتِـهـم وانـقِـسـامـاتِـهـم ويُـحـافِــظــوا عـلى دورِه وكـرامَـتِـه".
المشهد بعدسة الزميل حسن عسل: