تدخلت الجزائر في اللحظات الاخيرة وانقذت لبنان ومؤسساته الحيوية من العتمة الشاملة التي دخل بها من دون اية حلول.
وتلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر نذير العرباوي، تم في خلاله بحث العلاقات بين البلدين.
وخلال الاتصال، عبّر رئيس وزراء الجزائر عن دعم بلاده للبنان ووقوفها الى جانبه، كما أبلغ ميقاتي أنه بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فورا بكميات من النفط لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء.
وشكر ميقاتي الرئيس الجزائري على هذه المبادرة. كما شكر نظيره الجزائري على "وقوف الجزائر المستمر الى جانب لبنان في المجالات كافة".
بدوره تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اتصالاً من نظيره الجزائري محمد عرقاب، عبّر خلاله عن رغبة بلاده، بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، بمساندة لبنان في تأمين الوقود لتخطي أزمته من خلال تزويده بهبة من الغاز اويل، تُحدد كميتها وفقًا للمحادثات التي سيستكملها الطرفان.
وقد ثمّن الوزير فياض مبادرة الجزائر "التي لطالما وقفت الى جانب لبنان، ولم تألوَ جهدًا، دولةً وشعبًا ومؤسسات، للمساهمة في نجدته ومساعدته في ازماته، تماماً كما العراق الشقيق، المتضامن مع لبنان في كل أزماته والمستمر في تزويده بالفيول للنهوض بقطاع الطاقة".
وتعليقاً على انقطاع التيار الكهربائي في كل لبنان، سيّما عن المرافق العامة، أكّدت المؤسسة أنها "قامت بجميع الإجراءات والخطوات الاحترازية اللازمة منذ شهرين". وأشارت في بيان إلى أنها "ومنذ شهر أيار 2024 وهي تراسل بصيغة "عاجل وهام جداً" جميع المعنيين من أجل تدارك أي خلل من شأنه أن يؤثر على ديمومة إنتاج الطاقة، مما سيؤدي إلى توقف معملي الزهراني ودير عمار عن الإنتاج قسرياً". وأوضحت إنها "أرسلت إلى كل من جانب معالي وزير الطاقة والمياه (مع إبلاغ نسخة إلى المديرية العامة للنفط)، الكتاب رقم 2898 تاريخ 25/06/2024، الكتاب رقم 3464 تاريخ 29/07/2024، وجانب المديرية العامة للنفط (مع إبلاغ نسخة إلى معالي وزير الطاقة والمياه)، الكتاب رقم 3197 تاريخ 16/07/2024، الكتاب رقم 3463 تاريخ 29/07/2024، الكتاب رقم 3516 تاريخ 31/07/2024 والكتاب رقم 3541 تاريخ 05/08/2024 والكتاب رقم 3595 تاريخ 13/08/2024 ولم يردها أي جواب رسمي خلال الشهرين الماضيين وذلك لغاية ورود قرار مجلس الوزراء رقم 49 تاريخ 14/08/2024 ومن ثم كتاب معالي وزير الطاقة والمياه رقم 135/ت/23 تاريخ 14/08/2024. علماً أنه كان يقتضي أن تُعالَج المسائل المثارة في مراسلات المؤسسة السبعة والإجابة عليها في حينه. وتجدر الإشارة إلى أنه رغم سلسلة الاجتماعات التي تم عقدها مع مختلف المعنيين خلال الشهرين الماضيين، كان يتم التأكيد والتطمين خلالها على أنه قد تم تذليل العقبات أمام مسألة توريد شحنات الغاز أويل وذلك بموجب اتفاقية المبادلة العراقية، وهذه الاجتماعات موثقة جميعها. وكانت مؤسسة كهرباء لبنان بالتوازي تتخذ الإجراءات الاحترازية بشكل متواصل، لإطالة فترة إنتاج الطاقة قدر المستطاع وفق ما هو مبين في بيانتها الإعلامية السابقة لا سيما بيانيها بتاريخ 27/07/2024 وتاريخ 07/08/2024 وذلك لتغذية المرافق الأساسية في الدولة اللبنانية لا سيما المطار، المرفأ، ومضخات مياه... بالتيار الكهربائي لفترة 10 أيام إضافية".
حول الفيول العراقي
وقالت المؤسسة في بيانها أنه "لا يزال يقتضي راهناً الإفادة من قبل المعنيين عن ما آلت إليه الأمور فيما خص وضعية توريد الشحنات بموجب اتفاقية المبادلة العراقية ليتسنى لمؤسسة كهرباء لبنان من تنظيم وبرمجة سياستها الإنتاجية على أثره، علماً أن المؤسسة ستنفذ قرار مجلس الوزراء رقم 49 تاريخ 14/08/2024، القاضي بتسديد دفعات من كلفة 430000 طن من زيت الوقود العراقي والمساهمة بتسديد جزء من المستحقات المتراكمة على الدولة اللبنانية جراء تنفيذ اتفاقية تجهيز زيت الوقود اللبنانية العراقية، على أن تتم عملية الدفع عن طريق تحويل أموال الجباية بالليرة اللبنانية إلى حساب المصرف المركزي العراقي والمتأتية عن تسديد وزارة المالية والإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة لفواتير الكهرباء".