لا تشي التطوّرات على الحدود الجنوبية بإمكان التهدئة قريباً، في وقت يُنذر فيه فشل المفاوضات بشأن وقف النار في غزّة بمزيد من التصعيد في لبنان.
ووسط هذا الترقّب، تتواصل العمليات اليومية لـ"حزب الله" ضدّ المواقع الإسرائيلية، والتي استؤنفت صباح اليوم بإطلاق صلية صاروخية في اتجاه جبل ميرون.
وأعلن "حزب الله" استهداف "التجهيزات التجسسية في مقرّ وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون بالأسلحة المناسبة وإصابتها مباشرة ممّا أدى إلى تدميرها".
وأفادت وسائال إعلام إسرائيلية عن اعتراض صواريخ فوق جبل ميرون في الجليل الأعلى، تزامناً مع اندلاع حرائق نتيجة دفعة صاروخية أطلقت من جنوب لبنان، بعد انطلاق صفّارات الإنذار بكثافة في المنطقة الحدودية.
ونقلت "القناة 12 الإسرائيلية" عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "رصدنا إطلاق 5 صواريخ من لبنان على ميرون واعترضنا بعضها من دون إصابات".
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن "إصابة قاعدة المراقبة الجوية في جبل ميرون بصاروخ مضاد للدروع أطلق من جنوب لبنان".
في الاعتداءات الإسرائيلية، شنّ الطيران المسيّر غارة على بلدة طيرحرفا صباح اليوم، أسفرت عن سقوط ثلاثة شهداء، وفق المعلومات الأولية.
كما أغار الطيران المسيّر على بلدة يارون، تزامناً مع قصف مدفعي استهدف أطراف كفرشوبا وكفرحمام و حمى راشيا الفخار.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي: "استهدفنا مجموعة كانت تستعدّ لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من منطقة طيرحرفا".
ودوّت صفّارات الإنذار في منطقة المالكية بالجليل الأعلى منذ بعض الوقت.
وأطلق الجيش الإسرائيلي بعد منتصف الليل، رمايات رشاشة ثقيلة في اتجاه بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط. كما قصف فجراً محيط بلدة الناقورة وجبل اللبونة في القطاع الغربي، حيث أطلقت غالبية مراكز "اليونيفيل" في جنوب الليطاني صفارات الإنذار.
وطوال الليل حتى صباح اليوم، واصل الجيش الإسرائيلي إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة لـ"الخط الأزرق"، فيما استمر تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي فوق قرى الجنوب.
في السياق، أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي عن حصيلة إسرائيلية للمواجهات مع "حزب الله" منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، زاعماً "مقتل 44 شخصاً في المواجهة مع لبنان، بينهم 24 مدنيّاً و19 ضابطاً وجنديّاً وعامل أجنبيّ واحد".
وبحسب الموقع نفسه، "أصيب 271 إسرائيليّاً بينهم 141 جنديّاً وضابطاً في الجيش الإسرائيلي منذ بدء المواجهة مع حزب الله".
وأضاف أنّه جرى "إطلاق 1091 صاروخاً من لبنان في اتجاه إسرائيل الشهر الماضي، مما يُشير إلى ارتفاع يعادل ثلاثة أضعاف مقارنة بمطلع العام".
إلى ذلك، اعتبر زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أنّ "التحديات في الشمال تفوق قدرة الحكومة الحالية التي لا تستحق الاستمرار"، مؤكداً أنّ "إطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على الشمال دليل على عدم قدرة الحكومة على التعامل مع حزب الله".