أحمد منتش
دأب العدو الإسرائيلي، منذ اشتعال جبهة الجنوب، على اتّباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً في قرى وبلدات المنطقة الحدودية المواجهة للمستوطنات الإسرائيلية والمواقع والثكنات العسكرية، إذ أطلق مئات القنابل الحارقة والقذائف الفوسفورية، التي طاولت عشرات البلدات، من الناقورة حتى قرى العرقوب وشبعا، مروراً بقرى قضاءَي بنت جبيل ومرجعيون.
واستهدفت هذه القنابل الحارقة والقذائف الفوسفورية المحرمة دوليّاً الأماكن الحرجية والمزروعات وحقول الزيتون والتبغ والقمح والصنوبر، فأشعلت فيها النيران، وحوّلتها إلى أراضٍ جرداء، فيما اقتلع القصف الصاروخي من الجوّ مئات الأشجار من جذورها.
في هذا الإطار، يؤدي عناصر الإطفاء في الدفاع المدني التابعين لـ"جمعية الرسالة للإسعاف الصحي" و"الهيئة الصحية الإسلامية"، دوراً كبيراً وأساسيّاً في إطفاء النيران، بفضل حضورهم في جميع القرى والبلدات وعلى الخطوط الأماميّة، إذ يُهرعون بالرغم من المخاطر، ليلاً ونهاراً، ويبذلون جهوداً جبّارة في تطويق الحرائق وإخمادها، ومنهم من دفع حياته في سبيل هذا الواجب، ومنهم من تعرضوا للإصابة والحرائق.
وبحسب وزارة البيئة، فإنّ المساحة من الأراضي الحرجية والمزروعة التي تضررت نتيجة القصف الإسرائيلي، خصوصاً بالقذائف الخارقة والفوسفورية، قُدّرت بنحو ألف و700 هكتار.