أنهى رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العميد نقولا سعد تحقيقاً أولياً في ملف تسريب أسئلة في امتحانات الثانوية العامة التي ضجت بها وسائل التواصل في اليوم الأول من هذه الامتحانات.
وجرت هذه التحقيقات بإشراف المحامية العامة التمييزية القاضية ميرنا كلاس بناء على كتاب وزير التربية عباس الحلبي الذي طلب فيه الملاحقة القضائية. وأحيل الملف بعد ختم التحقيق الأولي على النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان مع موقوف واحد وهو استاذ تولى المراقبة في مدرسة رسمية.
هذه التحقيقات شملت أربعة أشخاص أشارت مصادر مطلعة ألى انهم من الأساتذة، واحد منهم فحسب كان يتولى عملية المراقبة.
كيف جرت عملية التسريب التي أعطيت أبعاداً شتّى وصلت شظاياها إلى وزارة التربية؟
فبحسب ما أظهرت التحقيقات التي تولّتها قاضية معروفة بعدم الردّ على هاتف أيّاً كان شأن المُتصل، مثلما أوحى ما حصل بعدم مسؤولية وضرب من الاستهتار من أساتذة، أنّه مع بدء الإمتحانات في المراكز أقدم المراقب م.غ على تصوير أسئلة واردة في هذه الامتحانات قبل توزيعها على الطلاب، وأرسلها على تطبيق "واتساب" إلى مجموعة من ثلاثة أساتذة لا يتولون مهمة المراقبة.
وأقدم هؤلاء بدورهم على نشرها على صفحة كل منهم على "فايسبوك" وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وبعد التحقيق مع المراقب واعترافه بفعلته أشارت القاضية كلاّس بتوقيفه بعدما جرى احتجاز الثلاثة الآخرين يومين وتعهّدهم بعدم تكرار ما قاموا به.
وكان وزير التربية كلّف لجنة بإجراء تحقيق داخلي إثر ما جرى تداوله من أخبار تسريب للأسئلة في اليوم الاول من تلك الإمتحانات وطلب من النيابة العامة التمييزية، في كتاب وجّهه إليها، ملاحقة من تبيّن للوزارة أنهم أقدموا على نشر بعض الأسئلة لمعرفة المصدر والمستفيد، بعدما أوضح في مؤتمر صحافي عن أسباب تقنية أدت إلى تأخير انطلاقة المسابقات عن موعدها الطبيعي لتصل المسابقات الى بيروت وجبل لبنان بصورة عادية ومن دون تأخير في حين تأخرت في الوصول إلى عكار والهرمل، في هذا الوقت كانت لجان الامتحانات أبلغت رؤساء المراكز في كل لبنان بعدم فتح مغلفات الأسئلة حتى تصل كلها إلى المراكز كافة. أضاف أن المرشحين كانوا موجودين في المراكز من دون هواتف أو أي وسيلة اتصال ومنقطعين عن أي تواصل خارجي، ما يدحض فكرة تسريب الأسئلة وتوزيعها عليهم. لقد كلفنا لجنة بالتحقيق الداخلي والتدقيق في مصدر تصوير الأسئلة لمعرفة المصدر والمستفيد.
مصادر مطلعة على التحقيق أشارت إلى أن المراقب الموقوف بعملية تسريب أسئلة أقدم على فعلته "لوجه الله ليس إلا".
ووفق المعطيات، فإن المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان طانيوس السغبيني المناوب تسلم هذا الملف وباشر الإطلاع عليه تمهيداً لإجراء المقتضى القانوني المناسب الاثنين.