النهار

إسرائيل تستعرض أشكالاً جديدة للحرب... و"حزب الله" يواجه كابوسه الأسوأ: الفوضى الداخلية
المصدر: "النهار"
إسرائيل تستعرض أشكالاً جديدة للحرب... و"حزب الله" يواجه كابوسه الأسوأ: الفوضى الداخلية
صور الإصابات بعد تفجيرات بيجرز (ا ف ب).
A+   A-
تعرّض "حزب الله" لأكبر خرق أمني في تاريخه، إذ تمكّنت إسرائيل من تفجير  أكثر من 4000 عنصر للحزب وجرحهم في ثوانٍ معدودة، بعد تفجير أجهزة "بيجر" للإتصالات المشفّرة، مما وضع الحزب في حالة إرباك نتيجة فقدان مواقعه العسكرية والأمنية عدداً كبيراً من العناصر أولاً، ونتيجة الخرق الحاصل والخلل الأمني الذي استغلّته إسرائيل ثانياً.

"حزب الله" يواجه اليوم "كابوسه الأسوأ، الفوضى"، وفق ما تنقل صحيفة "جيروزاليم بوست"، فالعدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون علاجهم في المستشفيات، سيمنعهم من أداء دورهم العسكري لمدة معيّنة، وحتى بعد عودتهم إلى خدمتهم العسكرية، سيواجهون صعوبات بسبب بتر أعضاء إثر الانفجارات، وعلى الأخص الأيدي.

لن تتوقف أزمة "حزب الله" على العديد المصاب وسبل إستبداله، بل سوف يواجه تحدياً يتمثّل بإيجاد وسيلة أخرى للتواصل بين عناصره بعدما تبيّن أن أهزة "بيجر" غير آمنة. وقد يبدو استخدام أجهزة النداء أمراً مستغرباً لأنها قديمة، ولكن الحزب اختارها على ما يبدو لأنه افترض أن "الشبكة لا يمكن اختراقها"، وقام بتأمين الشبكة بنفسه.

وبحسب الصحيفة، فإن الفوضى بدأت تظهر في "حزب الله"، فقيادة الحزب "طلبت من عناصرها عدم استخدام أجهزة الاتصال، ومن المفترض أن تجد البديل"، وبالتالي قد تواجه عناصر الحزب مشكلة تواصل في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن أجهزة اتصال أخرى قد تكون مهدّدة أيضاً، "ولا يستطيع الحزب تنسيق إطلاق صواريخه إذا لم يتمكن من الوصول إلى عناصره في منصّات الإطلاق".

وتتجّه الصحيفة إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو القلق الوجودي الذي سيواجهه "حزب الله" في المرحلة الحالية، "فالحزب سوف يشعر بالقلق الآن بشأن اختراق أمنه العملياتي، وعندما تكون جماعات مثل "حزب الله" في حالة من الفوضى، فإنها تكون أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء"، وتستشهد الصحيفة العبرية بتجارب أخرى وقعت فيها جماعات مسلّحة في فخ الأخطاء نتيجة الفوضى.

حرب بأشكال جديدة
وفي مقال آخر، لم ترَ الصحيفة "مصادفة" في تزامن انفجار أجهزة "بيجر" وتحديث الكابينيت الإسرائيلي أهداف الحرب وإضافة بند إعادة سكّان الشمال إلى مستوطناتهم، ورصدت في العملية الأمنية مؤشرات تُشير إلى أن ما بعد 17 أيلول، أي عملية "بيجر"، لن يكون كما قبلها، "وإسرائيل تخلع القفازات وتصعد إلى مستوى جديد من العمليات".

وفي رأي "جيروزاليم بوست"، فإن هذه الخطوة، التي جاءت بعد وقت قصير من تحديث أهداف الحرب، ترسل رسالة إلى "حزب الله" مفادها أن الحكومة "جادّة" في اتخاذ خطوات "أكثر حزماً لإعادة مواطنيها إلى ديارهم".

وتقرأ الصحيفة رسائل للمجتمع الدولي أيضاً، "وأولاً وقبل كل شيء للولايات المتحدة"، ومضمونها وجوب "إقناع "حزب الله" بالتراجع، وهذا يعني تحرّكه بشكل كبير إلى شمال الحدود مع إسرائيل والتوقف عن إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، وإلا فإن إسرائيل ستتخذ الخطوات التي كانت تهدّد باتخاذها منذ أشهر".

وتطرّقت إلى التفوّق الإسرائيلي بالقدرات العسكرية والأمنية، واعتبرت أنّ "من الواضح أن تجهيز أجهزة النداء لتنفجر في أيدي مئات من مقاتلي "حزب الله" في وقت واحد، من بيروت إلى دمشق، ليس بالأمر السهل"، والرسالة هنا واضحة أيضاً، "فرغم  أن "حزب الله" قد يتوقع هجوماً إسرائيلياً، فإنه ليست لديه فكرة تذكر عن الشكل الذي سيتخذه هذا الهجوم".

وتستخلص الصحيفة درساً، وهو أن "الحرب المقبلة لا تُخاض إطلاقاً مثل الحرب السابقة". ففي أعقاب إعلان الكابينيت تحديث أهداف الحرب، اتجهت الأذهان إلى فكرة دخول الدبابات إلى لبنان، أو قصف الطائرات معقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية في بيروت كما فعلت في حرب 2006، وكل هذا قد يحدث إذا اندلعت حرب لبنان الثالثة بالكامل، لكن هذين العنصرين من عناصر حرب الأمس.

وختمت قالها بالقول: "إن ما حدث يوم الثلثاء يُظهر أن الحرب المقبلة مع "حزب الله" سوف تُخاض بطريقة مختلفة ومبتكرة وخلاّقة".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium