سلَّط هجوم إسرائيل على أجهزة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله" في لبنان الضوء على وحدة المخابرات بالجيش الإسرائيلي التي تحمل اسم "الوحدة 8200"، والتي قال مصدر أمني غربي إنّها شاركت في التخطيط للعملية.
والتزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت في شأن العملية المخابراتية التي أسفرت عن سقوط 12 شخصاً وإصابة حوالي 2800 شخص بالأمس، قبل أن تتبعها موجة تفجيرات جديدة اليوم لأجهزة لاسلكية، أدّت إلى سقوط 14 ضحية وأكثر من 250 جريحاً.
وأبلغ مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، وكالة "رويترز"، أنّ "جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مسؤول عن عملية معقّدة لزرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5000 جهاز اتصال (بيجر) طلبها حزب الله".
كما أبلغ مصدر أمني غربي "رويترز" أنّ "الوحدة 8200، وهي وحدة عسكرية ليست تابعة للموساد، شاركت في مرحلة تطوير العملية ضدّ حزب الله استغرق الإعداد لها أكثر من عام".
وقال المصدر إنّ "الوحدة شاركت في الجانب الفني لاختبار كيفية إدخال المواد المتفجرة داخل عملية التصنيع".
من جهته، قال يوسي كوبرفاسر، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية ومدير أبحاث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، إنّه "لا يوجد تأكيد على تورّط وحدة المخابرات العسكرية في الهجوم".
لكنه أضاف أنّ "أعضاء 8200 هم من أفضل وألمع الأفراد في الجيش الإسرائيلي، ويخدمون في وحدة في قلب القدرات الدفاعية لإسرائيل".
وقال إنّ "التحديات التي يواجهونها هائلة وصعبة للغاية، ونحن بحاجة إلى أفضل الأشخاص للمشاركة في ذلك".
وتُطوِّر الوحدة، وأعضاؤها من الجنود الشباب المختارين بعناية، أدوات جمع المعلومات المخابراتية وتديرها وغالباً ما يتم تشبيهها بوكالة الأمن القومي الأميركية.
وفي بيان عام نادر عن أنشطة الوحدة، قال الجيش الإسرائيلي في عام 2018 إنّه ساعد في إحباط هجوم جوي من قبل تنظيم "داعش" على دولة غربية. وفي ذلك الوقت، قال الجيش الإسرائيلي إنّ عمليات الوحدة تتراوح من جمع المعلومات الاستخباراتية والدفاع الالكتروني إلى "الهجمات والضربات التكنولوجية".
وذكرت تقارير أنّ الوحدة 8200 شاركت في هجوم ستوكسنت الذي عطَّل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية رغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي لمشاركته في الهجوم. وشاركت الوحدة أيضاً في سلسلة من العمليات البارزة الأخرى خارج إسرائيل.
مجنّدون شبان
الوحدة هي في الواقع نظام الإنذار المبكر في إسرائيل، وتتحمّل جانباً من المسؤولية عن الفشل في اكتشاف هجوم حماس في السابع من تشرين الأول على جنوب إسرائيل شأنها شأن معظم بقية مؤسسات الدفاع والأمن.
وقال قائدها الأسبوع الماضي إنّه سيتنحى. وذكر في رسالة استقالته التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّه "لم يُنجز مهمّته".
وتشتهر الوحدة بثقافة العمل التي تؤكد على التفكير خارج الصندوق لمعالجة القضايا التي لم تسبق مواجهتها أو تصورها. وقد ساعد هذا بعض خريجيها في بناء قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل وبعض أكبر شركاتها.
قال آفي شوا، خرّيج 8200، والذي شارك في تأسيس أوركا سيكيوريتي، وهي شركة ناشئة في مجال الأمن السحابي: "سواء كانت مشكلة تتعلق بضعف البرمجيات أو الرياضيات أو التشفير أو مشكلة اختراق شيء ما... يجب أن تكون قادرا على القيام بذلك بنفسك".
وقال كوبي سامبورسكي، وهو عضو سابق آخر في 8200 وشريك إداري في غاليلوت كابيتال بارتنرز، وهو صندوق يستثمر في الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، إنّ الوحدة لديها معدل إحلال مرتفع للمجندين الشبان محل المحاربين القدامى.
وأضاف سامبورسكي أنّ "الأمر الأكثر أهمية هنا هو ثقافة (القدرة على إنجاز المهام)، حيث كل شيء ممكن".