صباح الخير من "النهار"
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الخميس 19 أيلول 2024
سواء كانت موجة ثانية أم "غارة" سيبرانية ثانية لليوم الثاني توالياً، لم تترك هذه الغارة أدنى شك في أن إسرائيل قد تكون شرعت في حربها الواسعة على "حزب الله" وشقها الأول سيبراني، فيما يتسمر الرصد على طبيعة وحجم ردّ "حزب الله" على أخطر وأسوأ موجات الاختراق التقني والاستخباراتي في بنية الاتصالات الجوهرية لديه مهددة إياها بخسائر فادحة بشرية وقتالية ومعنوية. هذا التحدي الهائل الذي رتّبه الهجوم الإسرائيلي السيبراني المتدحرج، في يومه الثاني، وقبل أن تجري لملمة الحصيلة المرعبة لهجوم اليوم الأول، زادت انشداد الأنظار إلى الكلمة المهمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والتي، وإن لم يصدر أي تسريبات من الأوساط المعنية في الحزب حيالها، يفترض أن تكون إحدى أكثر المحطات المفصلية كمؤشر أساسي للرد المتوقع للحزب على الهجمات الإسرائيلية عليه بالإضافة إلى شرحه المتوقع لحجم الخسائر التي اصابت الحزب وكشفه لمعالم أساسية في عملية الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي لشبكة الاتصالات لديه.
ليس سهلاً ما واجهه عناصر "حزب الله" وبيئته الحاضنة بعد يومي الثلاثاء والأربعاء، وربما يمكن تصنيف الهجوم الدموي الذي نُفّذ على مرحلتين بأنّه ضمن الأصعب في تاريخ العمليات الأمنية المعقدة في العالم، إذ يزاوج بين خرقين كبيرين، الأول أمني تمثّل بتحويل أجهزة الاتصال إلى أدوات قتل، بصرف النظر إن كانت العملية قد تمّت من المنشأ أو أثناء النقل، والآخر سيبراني ببث إشارة التفجير في لحظة صفر.
انفجرت أجهزة "البيجر" لتفجّر ما يقارب 2800 جسد معها وتقتل حتى اللحظة 12 شخصاً بينهم طفلان. انفجرت الأجهزة لتنفجر معها القدرة الاستعابية لل#مستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية.
الدماء سالت من شباب غالبيتهم بعمر العشرين لتحييها الدماء التي تبرّع بها الشعب اللبناني بمختلف أعماره وتنوّع مناطقه بهدف لجم الحدث المأساوي. "كارثة"، هكذا وصفها أطبّاء المستشفيات الذين لم يغادروا غرف العمليات خلال حديثهم لـ"النهار"، مقدّمين تقييماتهم للوضع الراهن وتأثيرات هذه الإصابات على المرضى.
سلَّط هجوم إسرائيل على أجهزة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله" في لبنان الضوء على وحدة المخابرات بالجيش الإسرائيلي التي تحمل اسم "الوحدة 8200"، والتي قال مصدر أمني غربي إنّها شاركت في التخطيط للعملية.
والتزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت في شأن العملية المخابراتية التي أسفرت عن سقوط 12 شخصاً وإصابة حوالي 2800 شخص بالأمس، قبل أن تتبعها موجة تفجيرات جديدة اليوم لأجهزة لاسلكية، أدّت إلى سقوط 14 ضحية وأكثر من 250 جريحاً.
على الرغم من مرور أكثر من 36 ساعة على تفجّر أجهزة النداء الآلي "بيجر" الخاصة بعناصر "حزب الله"، لم تقدّم أي جهة تفسيراً نهائياً وواضحاً عن كيفية عملية التفجير وكيف جرت فعلياً. قدّمت منظمة "سمكس"، المعنية بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية، تحليلاً للحادثة، موصية بالتوقف عن استخدام هذه الأجهزة في لبنان.
أيّ جهات لا تزال تستخدم أجهزة الـ"بيجر" حتى الآن؟
مع تحوُّل الهواتف المحمولة إلى أداة اتصال رئيسية في العالم، أصبحت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة باسم (#بيجر) شيئاً من الماضي إلى حدّ كبير، مع انخفاض الطلب عليها بعد أن وصل إلى ذروته في التسعينيات من القرن الماضي.
لكن هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة ما زالت وسيلة حيوية للاتصال في بعض المجالات مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.
ماذا لو أدركت ذات يوم أنك مخطئ بشأن نفسك؟ وأن "الصوت" الذي يحوم في دماغك ويملي عليك ما تفعله قد يكون بعيداً كل البعد عن حقيقتك؟
وحتى لو كنت في غرفة هادئة بمفردك، تكاد لا تسمع أنفاسك بسبب الأصوات التي تقطن داخل رأسك، وقد تعلو شيئاً فشيئاً حتى تشعر بصداع مميت لا مفرّ منه.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
في أواخر شهر آب 2023 أنجزتُ قراءة كتاب أنطوني لووينستاين “مختبر فلسطين" عن الاستخدام الإسرائيلي المتعدد الأوجه لتفوق إسرائيل في مجال صناعات التكنولوجيا العالية وصادراتها وكتبتُ المراجعة التالية عنه، وبصورة خاصة الفصلان السادس والسابع منه اللذان يتحدثان عن حجم الصادرات الإسرائيلية إلى العالم في الصناعة الديجيتالية وبرامجها.
يلملم لبنان آثار العدوان الإسرائيلي غير المسبوق الذي تعرّض له عصر الثلاثاء الفائت. وفيما الجرحى لا يزالون يتلقون العلاج فإن الملاحظ أن الشهداء والمصابين كانوا من الإداريين والعاملين في وحدات غير عسكرية تابعة لـ"حزب الله". لكن هل هذا انعكس على شبكة اتصالات الحزب؟
ليس خافياً أن تل أبيب لديها قدرات تكنولوجية واستخباراتية عالية وهي تتفوّق تفوّقاً لافتاً على معظم ما يمتلكه خصومها من تلك القدرات في المنطقة. لكن ما حدث عصر الثلاثاء الفائت في لبنان يُعدّ جريمة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مع ما خلفه ذلك العدوان من ضحايا وجرحى.
لا تهمني مظاهر التضامن الاجتماعي لأنها موقتة. ولا تهمني أشكال الشماتة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأنها سخيفة. فالحدث جلل، والتعامل معه يتجاوز هذه الحالة وتلك. الخلافات مستمرة وستطفو مجدداً، ولن تنفع حالات التضامن في تسهيل مسار أي استحقاق داخلي، لا في رئاسة الجمهورية، ولا في إعادة هيكلة المصارف، ولا في استعادة الودائع. حتى الذين يشيدون منذ يوم أمس بالتضامن المجتمعي يعرفون أنه موقت، ولا ينفع في "ترقيع" الحالة الانقسامية في البلاد بطولها وعرضها.
يمكن إدراج عملية البيجر كإحدى أكبر الضربات التي وجهتها إسرائيل خلال أربعة عقود إلى "حزب الله". إنها حقاً ضربة أكثر من موجعة. إنها كارثة تحل على الحزب المذكور على المستويات كافة، من الأمني والعسكري الى التنظيمي والمجتمعي. ومن هنا لا بد من التوقف ملياً عند خيارات "حزب الله" المتاحة وغير المتاحة. فالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يلقي كلمة بعد ظهر اليوم، وجمهوره ينتظر منه أن يعلن عن رد جدي مغاير للرد على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.
المفاجأة الدرامية التي شكلها اختراق إسرائيل للبنية التحتية للاتصالات لدى "حزب الله" وأدت إلى عدد هائل من الجرحى من عناصر الحزب، كانت على مستويين وفقاً لمجموعة من المراقبين الديبلوماسيين: المستوى الأول لا يتعلق بالحزب تحديداً بل بما ترجمه الاختراق السيبراني الإسرائيلي من تطور تقني تمت ترجمته لأول مرة على نطاق غير فردي استخدمته إسرائيل ودول عدة في عمليات اغتيال او ما شابه في حين انها اعتمدت أخيراً على نطاق جماعي.