النهار

التكاليف مرتفعة... التبرّع بالآلاف ومراكز بنوك الدّم تناشد!
المصدر: "النهار"
التكاليف مرتفعة... التبرّع بالآلاف ومراكز بنوك الدّم تناشد!
التبرع بالدم بعد تفجير أجهزة البيجر. (النهار)
A+   A-
كارلا سماحة
 
على مدى يومين وعلى مرحلتين، انفجرت أجهزة "البيجر" والأجهزة اللاسلكية التي يحملها عناصر "حزب الله" حاصدة أرواح عدد كبير من الأشخاص وآلاف الجرحى. الحدث شكّل صدمة في الساعات الأولى أي بعد تفجير أجهزة "البيجر" في أكثر من بلدة لبنانية، واستجابة لخطة الطوارئ التي أعدتها وزارة الصحة، تحركت سيارات الصليب الأحمر بسرعة ونقلت الجرحى كما أطلقت نداءً عاجلاً من كافة المواطنين للإقدام والتبرّع في جميع فروع بنك الدم، فكانت موجة لم يشهد لها مثيل في تاريخ لبنان بحسب ما قاله وزير الصحة فراس الأبيض، من خلال إقبال أكثر من ألفي حالة تبرّع في غضون ثلاث ساعات فقط. واليوم بعد اغتيال إسرائيل للقيادي في "حزب الله" إبراهيم عقيل، أعلنت وزارة الصحة أنّ بنوك الدم مجهّزة بالوحدات ولا حاجة للتبرّع حالياً. ولكنّ الإشكالية التي تطرح اليوم: ما هي القدرة الاستيعابية لمراكز بنوك الدم في لبنان؟ وهل كانت تحتاج إلى هذا العدد من المتبرعين؟ ولماذا يرتفع سعر وحدات الدم رغم أنّ عملية السحب تكون مجانية؟
من المعروف أن المستشفيات في لبنان لديها بنك دم خاص بها إلى جانب مختبراتها، ولكن في حالات الطوارئ، لا تستطيع هذه البنوك تلبية الحاجات كافة، وهذا ما حصل في اليومين الماضيين. إذ تؤكد منسقة اللجنة الوطنية للدم في وزارة الصحة ريتا فغالي لـ"النهار" أن "الصليب الأحمر حاول قدر الإمكان تأمين وحدات الدم للمستشفيات خصوصاً تلك التي استقبلت أعداداً هائلة من المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات سريعة ودقيقة".
 
وتضيف أن "عدد مراكز بنوك دم الصليب الأحمر تبلغ 13 موزعة على كافة محافظات الأراضي اللبنانية"، مشيرةً إلى أنه "في الأيام العادية، يتمّ سحب 200 وحدة في النهار الواحد في كلّ هذه المراكز، أمّا في حال الطوارئ وكما حصل عند انفجار الأجهزة، فتمّ سحب 400 وحدة من كلّ مركز، واستمرّت عملية سحب الدماء حتى منتصف الليل في المراكز والمستشفيات".
 
وأكّدت فغالي أن "بعد توافد هذا العدد الكبير من المتبرعين، طلب الصليب الأحمر منهم التوقف عن التبرع بالدم إلى وقت لاحق، كون المشكلة التي نواجهها في لبنان هي في كيفية التعاطي مع مسألة التبرّع بالدم"، مضيفةً: "عند أيّ طارئ نشهد أعداداً هائلة من المتبرعين وهذا أمر طبيعي، ولكن في الأيام العادية هم قليلون جداً".
 
وقالت في حديثها: "أمّا الصعوبة في حالات الطوارئ والكوارث فتكمن في كيفية إيجاد دم أجري فحصه في وقت سابق، كون الدم الذي يتم التبرع به يحتاج تقريباً بين 4 و8 ساعات للفحص حتى تتمكن المستشفى لاحقاً من استعماله، وإذا استقبل الصليب الأحمر عدداً كبيراً جداً من الدم ولم يستخدمه ضمن وقت محدد، سيتم في ما بعد التخلص منه كون الوحدة لا تحتمل البقاء لوقت طويل".
 
وتابعت فغالي أن "ما ساهم في إنقاذ الجرحى في اليومين الماضيين هو التبرع المسبق بالدم ووجود وحدات مخزنة عند الصليب الأحمر الذي عمل على توزيعها بسرعة للحالات الطارئة والذين ينزفون، وتم في غضون ذلك سحب الدم من المتبرعين لإرسال الوحدات الى المختبرات".
وعن سعر وحدة الدم، قالت فغالي إن "الصليب الأحمر وزّع الدم على المستشفيات مجاناً داخل عِلب محميّة من حيث الحرارة، ولكن كلفة إجراء فحص للدم مرتفعة". وأشارت إلى أن "البعض يعتقد أن الدم مجانيّ كون عملية السحب مجانية، إلّا أن هذا المعتقد خاطئ إذ هناك كلفة عالية لعملية الفحص وتكون على مراحل عدة".
 
بدوره لفت نقيب المستشفيات سليمان هارون لـ"النهار" إلى أن "العمليات الإسرائيلية التي حصلت في الساعات الماضية أكدت وجود تعاون كبير بين المستشفيات والصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية، وهذا ما جعلنا نتخطى هذه المرحلة رغم صعوبتها".
وأشار إلى أن "تكلفة وحدة الدم تتراوح بين 60 و80 دولاراً بحسب كل مستشفى وبحسب الفحوصات التي تُجرى لها، خصوصاً للحماية من أمراض "الإيدز" والأمراض المزمنة".
 
وعلى الرغم من الحملات الكثيرة التي تُقام من قبل الصليب الأحمر والجمعيات للتوعية حول التبرّع المسبق بالدم تحسّباً لأيّ طارئ، لكن حتى الساعة هذا المفهوم لا يزال غير سائد في لبنان رغم أهميته، وهذا ما أكدته تجربة اليومين الماضيين، فلولا وجود مخزون مسبق من الدم لدى الصليب الأحمر، لكان الوضع أسوأ ممّا شهدناه.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium