النهار

الاغتيال الثالث في الضاحية طاول قيادة "الرضوان"... إسرائيل تشهر حرب الحسم على "حزب الله"
المصدر: "النهار"
الاغتيال الثالث في الضاحية طاول قيادة "الرضوان"... إسرائيل تشهر حرب الحسم على "حزب الله"
فرق الإنقاذ تحت المبنى المستهدف في الضاحية.
A+   A-
إذا ثبتت مزاعم إسرائيل عن اغتيالها القيادة العليا بكاملها لقوة الرضوان من خلال الغارة الجوية على الضاحية الجنوبية عصر أمس، والتي استهدفت القائد العسكري الثاني في الحزب إبراهيم عقيل، فإن دلالات هذه الحدث الكارثي الجديد ضد "حزب الله" تعني أن إسرائيل ماضية بلا هوادة في حرب لا هوادة فيها على خلفية حسم الحرب وهزيمة الحزب.
 
الوقائع التي كشفتها الغارة (راجع التفاصيل على موقع "النهار") أبرزت الخطورة الكبيرة لتكرار إسرائيل عمليات اغتيال القادة الميدانيين للحزب في قلب الضاحية، علماً بأن غارة البارحة على الضاحية هي الثالثة منذ اندلاع المواجهات على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل قبل 11 شهراً، إذ سبق لها أن اغتالت بالطريقة نفسها كلاً من القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري، ثم القائد العسكري الأبرز في "حزب الله" فؤاد شكر، وأخيراً القائد الذي حلّ مكان شكر بعد اغتياله، والذي ذكر أنه كان قائد العمليات الخاصة، وقائد قوة الرضوان، وعضو "المجلس الجهادي" إبراهيم عقيل. المزاعم الإسرائيلية تحدّثت عن معلومات توافرت للجيش الإسرائيلي عن اجتماع سريّ نادر لقيادة الرضوان فاستهدفتها بالغارة الجوية.
 
كما أن تقارير أكدت لاحقاً أن نحو عشرين قيادياً كانوا يشاركون في اجتماع لجنة قيادة الرضوان في الطابق الثاني تحت الأرض في المبنى الذي يقع في حي القائم حين استهدفتهم الغارة الإسرائيلية. بذلك، تجاوزت أخطار الضربات الإسرائيلية المتلاحقة للحزب كل التوقّعات، وشكّلت أول إطار حربيّ من هذا النمط غير المسبوق الذي تتلاحق عبره الضربات على "حزب الله"، الذي مُني يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بأسوأ ضربة جماعية استهدفت بنيته منذ تاريخ نشأته، وإذا بالغارة الإسرائيلية أمس واغتيال الرجل القوي الآخر المطلوب أميركياً وإسرائيلياً، مع مجموعة من قادة قوة الرضوان، تمعن في الإضاءة على الانكشاف الأمني والمخابراتي الذي يعاني منه "حزب الله" ويعرّضه لضربات لا تتوقف. ومع ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية على الضاحية أمس إلى ما يناهز الـ14،  والجرحى إلى ما فوق الـ66، بدا الوضع مفتوحاً على أخطر المفاجآت الإضافية التي قد تطرأ في كلّ لحظة؛ ذلك أن إسرائيل تثبت أنها تستدرج الحزب إلى الحرب، وهي تطيح بكل الخطوط الحمراء. والسؤال مجدّداً: ماذا تراه سيفعل الحزب؟ وهل سيردّ بما يتجاوز عملياته "العادية" بعدما تكثفت التساؤلات والشكوك عمّا إذا كان فقد القدرة الفورية على ردّ قويّ بما من شأنه أن يجعل إسرائيل تمضي إلى مزيد من الانقضاضات عليه؟

ولعلّ ما حتمّ هذا التساؤل هو قول وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت بعد الغارة : "اليوم اغتلنا قيادة العمليات في حزب الله، والمرحلة الجديدة ستستمر حتى العودة الآمنة لسكّان الشمال إلى منازلهم. وحتى في الضاحية الجنوبية لبيروت سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا".
 

اقرأ في النهار Premium