النهار

الهجوم الثالث على الضاحية الجنوبية منذ بداية العام: صواريخ خارقة وموجّهة
عباس صباغ
المصدر: "النهار"
الهجوم الثالث على الضاحية الجنوبية منذ بداية العام: صواريخ خارقة وموجّهة
من تشييع ابراهيم عقيل (حسام شبارو).
A+   A-
للمرة الثالثة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" تنفذ تل أبيب عدواناً على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت عصر الجمعة مبنى من 8 طبقات دمرته كاملاً على رؤوس ساكنيه. فما نوعية الصواريخ التي استخدمتها؟
 
لا تزال الضاحية الجنوبية لبيروت تلملم آثار العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مبنى في منطقة الجاموس مؤلفاً من 8 طبقات فدمّرته بصاروخين خلال غارة جوية فيما استهدف صاروخان آخران مستودعاً بالقرب منه.
 
صواريخ موجهة وخارقة 
ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرات حربية إسرائيلية الضاحية الجنوبية، والاستهداف تم من خلال استخدام صواريخ موجهة خارقة للتحصينات أو الأسقف الإسمنتية، ويدل حجم الدمار والطريقة التي تم من بها تدمير المبنى على أن أسقف الطبقات التصقت بعضها ببعض ما يعني أن الصواريخ اخترقتها للوصول إلى أسفل المبنى بعدما أفرغت الطبقات من الهواء، حيث وصلت إلى مسافة تصل إلى حوالي 20 متراً تحت المبنى عبر استخدام قنابل GBU الموجهة التي أدّت إلى انهيار المبنى بالكامل.
 
وتلك الصواريخ أطلقتها مقاتلات حربية من طراز F15 وF35.
 
ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني إلى أن الجيش الاسرائيلي استخدم قنابل موجهة ثقيلة في الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويوضح لـ"النهار" أن "من المرجح استخدامه قنابل من نوع جي بي يو وهي قنابل موجهة ودقيقة طُوّرت لتصبح دقيقة وهي في الأصل قنابل انزلاقية أضيف لها جهاز توجيه يُدعى جدام".
 
ويلفت إلى أن نظام جدام (JDAM) أو "ذخائر الهجوم المباشر المشترك"، هو عبارة عن حزمة من أجهزة توجيه متعدّدة تُرَكّب على القنابل غير الموجهة التي يُصطلح عليها بـ"القنابل الغبية"، فتجعلها ذخائر موجهة - أي ذكية - قادرة على إصابة أهدافها بدقة".
 
وذلك النظام بحسب معربوني "صنعته شركة بوينغ، وكان نتاج تعاون بين القوات الجوية والقوات البحرية الأميركية".
أما خصائص ذلك النظام فيلفت إلى أن "نظام جدام يحوّل أنواعاً متعددة من القنابل التقليدية إلى قنابل موجهة، وتسمّى اختصاراً "جي بي يو"، ويمكن استخدامه على قنابل جو أرض غير الموجّهة من نوع "إم كيه 84" وزنتها تصل إلى 907كيلوغرامات وعندها تصبح "جي بي يو-31" بزنة 961 كيلوغراماً)، أو قنابل "إم كيه 83" (وزنها 454 كلغ) وتصبح "جي بي يو-32" (وزنها 461 كلغ)، أو قنابل "إم كيه 82" (وزنها 181 كلغ) فتصبح "جي بي يو-38" (وزنها 254 كلغ)".
ويخلص معربوني إلى أن من المرجح "أن الكيان الإسرائيلي استخدم قنابل جي بي يو 38 في اعتداء الضاحية وهي كافية لتدمير المباني واختراق الملاجئ وذلك ليضمن نجاح الضربة،فدمّر البنايتين ليقلل مسافة الاختراق".
 
صواريخ استخدمت للمرة الثالثة 
بعد عدوان تموز عام 2006 أرسيت معادلات أبقت الضاحية الجنوبية خارج الاعتداءات الاسرائيلية، ولم تسجَّل أيّ اعتداءاتباستخدام الطائرات الحربية على الضاحية.
 
ذلك الوضع استمر حتى العام الفائت مع تسجيل محاولة اعتداء من خلال مسيّرات على حيّ معوض في 25 آب عام 2019،وردّت عليه المقاومة مطلع أيلول من العام نفسه باستهداف آلية عسكرية في مستوطنة أفيفيم وأصابتها إصابة مباشرة لتعود قواعد الاشتباك إلى ما قبل تموز عام 2006.
 
بيد أن الامور اختفلت بعد "طوفان الأقصى" حيث أغارت الطائرات الحربية على مبنى على أوتوستراد الشهيد هادي نصرالله في الثاني من كانون الثاني الفائت مستهدفة مبنى بستة صواريخ موجهة وخارقة واغتالت القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري و6 من رفاقه.
 
أما في 30 من تموز فتجدّد العدوان على منطقة حارة حريك من خلال استهداف مبنى بالصواريخ الموجهة ومن النوعية عينها ما أدى إلى تدمير 4 طبقات من المبنى واستشهاد 7 مدنيين بينهم أطفال فضلاً عن اغتيال القيادي في المقاومة فؤاد شكر.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium