باريس - سمير تويني
أشارت مصادر ديبلوماسية في باريس إلى إن الموفد الرئاسي جان إيف لودريان سيصل إلى لبنان اليوم للقيام بمشاورات جديدة في ظل معالم ومؤشرات ديبلوماسية وعسكرية مختلفة تماما، بعدما تغيرت قواعد اللعبة عن زياراته السابقة، لسد الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنتين تقريبا. وتشكل الزيارة رسالة دعم فرنسية في ظل الأوضاع المقلقة التي يعيشها لبنان. فلودريان لا يحمل ورقة اقتراحات جديدة لحل الأزمة الرئاسية، بل يعول على المتغيرات، فما الجديد في جعبته؟
تأتي الزيارة بعد أسبوع تعرض فيه "حزب الله" لعمليات عسكرية إسرائيلية استنزفت قواه، وبعد زيارة قام بها لودريان للسعودية من أجل توحيد جهود البلدين لسد الفراغ الرئاسي. وتنطلق الوساطة الفرنسية من أنه حان الوقت لانتخاب رئيس يمكنه قيادة البلاد إلى بر الأمان وتنفيذ الإصلاحات الأساسية بعد تشكيل حكومة، قبل أن يحترق البلد من جراء التصعيد العسكري المتبادل بين "حزب الله" من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
يصل لودريان إلى بيروت فيما تعرب الديبلوماسية الفرنسية عن قلقها الشديد وتخوفها من هذا التصعيد العسكري، ولذلك تسابق الجهود الفرنسية الأخطار المحدقة بلبنان. والنقطة الأساسية التي تعول عليها باريس هي فك الارتباط السياسي بين غزة ولبنان وتخفيف التصعيد. فالحل الديبلوماسي ممكن في ظل تغيرات الميدان لأن لا أحد يرغب في حرب إقليمية شاملة. ويمكن التفاوض والتسوية من دون أن يكون ذلك مشروطا بوقف القتال في غزة.
فالحزب بعد أحداث الأسبوع الماضي سيكون مخيرا بين التراجع عن العمليات العسكرية التي يخوضها لمساندة غزة، أو الحرب الشاملة التي لا تشير المعطيات الديبلوماسية إلى أن السلطات الإيرانية تريدها.
فهل بدأت ملامح إنضاج عملية انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل هناك توافق إقليمي ودولي كاف للضغط من أجل تحرير انتخاب الرئيس؟ والحال أن إيران والولايات المتحدة تعولان على تقارب بينهما قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، فهل يتمكن هذا الانفتاح من حل معضلة إصرار الثنائي الشيعي على انتخاب مرشحه بعد سنتين تقريبا من التعطيل؟ وهل يتمكن لودريان من حض الرئيس بري على القيام بدور "المخلص" والبحث عن مرشح ثالث يضمن أكثرية الثلثين وتشكيل حكومة تطبق خريطة الطريق الفرنسية التي يعارضها الحزب ويرفض البحث في مندرجاتها؟ مع العلم أن الدول الغربية التي دعمت القرار الدولي١٧٠١ بدأت تقر بفشله في حماية السلام بين لبنان وإسرائيل.
ينطلق لودريان في زيارته السابعة من توافق دولي وإقليمي على أهمية سد الفراغ الرئاسي في أسرع وقت. فهل يمكن خرق هذا الجمود وانتخاب رئيس قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل؟ وهل تساعد اللقاءات على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك على بلورة حل يعيد السلام إلى لبنان الذي سيكون في صلب العديد من اللقاءات والاجتماعات؟
ستكون زيارة لودريان السابعة مختلفة عن سابقاتها لأنها تأتي في ظل متغيرات الميدان.