عاد سكّان القرى الحدوديّة إلى رحلة البحث عن بدائل بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي اليوم السكان في لبنان إلى "الابتعاد" عن مواقع "حزب الله"، متوعّداً بشنّ المزيد من "الغارات المكثّفة والدقيقة". وقد أوقعت الغارات الإسرائيليّة 182 شهيداً وفق آخر تحديث لوزارة الصحّة.
كما تلقّى سكّان في بيروت ومناطق لبنانية أخرى اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن تواجدهم.
وأكّد مكتب وزير الإعلام زياد المكاري تلقّيه اتّصالاً تمّت خلاله "تلاوة رسالة مسجّلة جاء فيها نطلب منكم أن تخلوا المبنى لئلّا تتعرّضوا للقصف".
وأفاد مواطنون عن تلقّيهم كذلك رسائل نصّيّة عبر هواتفهم الخلويّة، تضمّنت طلب إخلاء، من أرقام غير ظاهرة.
وقالت ن.ز.، وهي من سكّان منطقة دير سريان إنّها تلقّت رسالة نصّية جاء فيها "إذا كنت متواجداً في مبنى فيه سلاح لـ"حزب الله" ابتعد عن القرية حتّى إشعار آخر".
جاء ذلك بُعَيدَ دعوة الجيش الإسرائيليّ لأوّل مرّة "المدنيين في القرى اللبنانيّة الواقعة في أو قرب مبانٍ ومناطق يستخدمها "حزب الله" لـ "أغراض عسكريّة، مثل تلك المستخدمة لتخزين أسلحة، للابتعاد فوراً عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم".
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة وكذلك صور زحمة سير على الأوتستراد الشرقي لمدينة صيدا، تزامناً مع إعلان علن الجيش الإسرائيلي عن شن موجة جديدة من الهجمات على "حزب الله" في جنوب لبنان.
وأفيد بأنّ عدداً كبيراً من المواطنين غادروا منازلهم في منطقتي صور والنبطية بشكل خاصّ.
هذه التهديدات تزامنت مع عمل مجموعات من الناشطين على مواقع التواصل على محاولة تأمين الشقق والمنازل، سيّما أن معظم الشقق امتلأت، بحسب أحد الناشطين، خصوصاً بعد تفجيرات البيجر يومي الثلاثاء والأربعاء وبعدها استهداف منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبيّة.
وأكّد الناشط أنّ أسعار الشقق متفاوتة بين خياليّة ومقبولة، ولكنّ أكثريّة أصحاب الشقق تطلب مبالغاً تفوق قدرة المواطنين في الوقت الحالي.
أقار الذعر لدى الأهالي شظايا وصوت الانفجارات وتكسر الزجاج وتلاها التهديد الإسرائيلي حتى الآن تم مهاجمة أكثر من 300 هدفا للحزب بلبنان.
بحسب أحد السكّان، تعرّضت قرى وبلدات النبطية لقوة ناريّة أضخم من المرّات السابقة وبالقرب من المناطق المأهولة، إذ تركّز القصف الإسرائيلي بين النميرية وزفتا الوادي أطراف بلدتي جبشيت وعبا والنبطية الفوقى، قرنون ويحمر. كما استهدف القصف كفررمان لجهة الميدنة وأيضاً لجهة دوحة كفرمان ودير الزهراني.
في كفرتبنيت أيضاً، بقول احد السكّان إن القصف كان قريباً جدّاً من الأماكن السكنية مما أحدث حالة من الذعر بعد تحطّم الزجاج وتكسير الأبواب وتطاير الزجاج.
واستهدفت غارات أخرى داخل حبوش وتلاها النبطية الفوقى وكفرجوز كما وغارة على مبنى سكني داخل بلدة كفرمان بالقرب من العين.
بدا واضحاً من حجم الغارات الإسرائيليّة وعددها أنّها تهدف إلى دفع السكّان إلى مغادرة منطقة الليطاني وتحديداً شمالها، ولكّن حتى الآن تشهد المناطق المستهدفة إمّا حالات نزوح محدودة تقتصر على النساء والأطفال، وإمّا البقاء في المنازل لانعدام البدائل وغلاء الشقق في المناطق المصنفة أكثر أماناً.
المشهد في النبطية كان شبه طبيعي أمس وحتى صباح اليوم ولكن توسّع دائرة القصف دفع بعض المؤسسات إلى البحث في خيارات الإقفال.
أحد الشبّان الذي ينشط في إحدى المجموعات التي تحاول تأمين الشقق السكنيّة وصف الأسعار بالخياليّة، والبعض الآخر مقبول.
وقال إنهم يعانون من صعوبة في إيجاد منازل شاغرة.
بدورها، أكّدت ناشطة أخرى أن الخيارات تضيق مع تصاعد القصف بشكل مكثّف وسريع.