لم يتوقّع أبناء الجنوب تدهور الوضع سريعاً على هذا المنوال ليغادر من اختار الانتقال إلى مناطق أكثر أمناً بما سهّل حمله من حقيبة صغيرة ليس فيها إلّا بعض الأوراق الرسمية. ومنهم من لم يسعفه الحظّ بالتزوّد بأدنى الحاجيات.
باغت الهجوم الإسرائيليّ الواسع أهالي الجنوب الذين ظنّوا حتّى يوم قريب أنّهم سيبقون جالسين في منازلهم يراقبون الغارات تستهدف الجبال والوديان حولهم. والحقّ يقال أنّ سبب تمنّع عدد كبير منهم عن النزوح في وقت سابق هو الخوف من عدم العودة، أو الرغبة في تجرّع كأس رحلة النزوح المرّة.
في الطريق من الجنوب باتّجاه صيدا وبيروت والشمال علق الآلاف في زحمة السير لساعات، وناشدوا المسؤولين العمل على إيجاد السبل لتيسير السير. وشوهد طابور طويل من السيارات على طول الخطّ الساحليّ من صيدا وصولاً إلى مشارف الجيّة والدامور.
وتحدّثت سيدة من آل الداوود من بلدة يارين لمراسل "النهار" عن خيار مغادرة البلدة نتيجة القصف الشديد من دون أن يسعفها الوقت وعائلتها لحمل ما تيسّر من حاجيّات النزوح.
وتشهد الطرقات الساحليّة سيّارات لنازحين ينتظرون معرفة الأماكن التي أُدرجت لاستقبالهم في انتظار التوجّه إليها. وأفاد مراسل "النهار" في صيدا أنّ الأماكن التي وصلها النازحون لم تكن مجهّزة بأدنى المستلزمات والحاجيّات.