على الرغم من الأحوال المأساوية للنازحين العالقين على الطرقات من جنوب لبنان باتجاه صيدا حيث اضطر العديد منهم الى سلوك وجهة "عكس السير" الامر الذي فاقم من الزحمة، ولاسيما أنهم يتعرضون للقصف على طريق الغازية، تمكنت سيارة إسعاف من الوصول إلى المرأة الحامل على طريق الزهراني بين العاقبية والغازية وعملت على نقلها إلى أحد المستشفيات في المنطقة.
وفي محاولة لتنظيم السير، أعلنت قوى الأمن الداخلي أنه سيتم توجيه السير المُتّجه من صيدا نحو بيروت وعلى الخطّ البحري على المسلَكين الشرقي والغربي باتّجاه واحد أي نحو بيروت حتّى جسر الأولي ليعود ويجتمع السير بعد حاجز الجيش ليتّجه على المسلك الشرقي نحو بيروت قبل جسر الرميلة.
وازدحمت الطرق السريعة المؤدية إلى صيدا اليوم الاثنين بالأسر المغادرة بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب البلاد، واحتضن الآباء والأمهات أبناءهم وفروا حاملين أمتعتهم في حقائب على أسطح السيارات بينما كان الدخان الأسود يتصاعد من خلفهم.
وكانت أعداد لا حصر لها من السيارات والشاحنات الصغيرة والبيك آب محملة بالأمتعة ومكتظة بالركاب. وشوهدت سيارات تحمل عدة أجيال من عائلة واحدة. وفرت أسر أخرى بسرعة دون أن تأخذ معها سوى الضروريات الأساسية التي جمعتها بينما كانت القنابل تتساقط من فوقهم.
وقال عبد العفو الذي تعرضت قريته ياطر لقصف كثيف فجر اليوم "حملت كل الأوراق المهمة وغادرت. شيء مخيف".
ومع تصاعد القصف ليشمل أنحاء أخرى من لبنان اليوم الاثنين، تلقى السكان مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بمغادرة منازلهم من أجل سلامتهم.
وقال العفو، الذي بقي في ياطر منذ بدء القتال على الرغم من أنها تبعد نحو خمسة كيلومترات فقط عن الحدود الإسرائيلية، إنه قرر المغادرة عندما بدأت القنابل تسقط على المنازل في المنطقة.
وتابع: " هؤلاء العالقون لا يعرفون أين سيقيمون لكنهم لا يريدون سوى الوصول إلى بيروت".