صباح الخير من "النهار"
إليكم أخبار بارزة اليوم الأربعاء 25 أيلول 2024:
لم يكن ثمة صوت ديبلوماسي أو تفاوضي أعلى من صوت الحرب الإسرائيلية الحارقة، في يومها الثاني أمس. إذ أن وتيرة الهجمات الجوية على مناطق الجنوب والبقاع خصوصاً ومن ثم التوغل مجدداً في غارة "اغتيالية" على الضاحية الجنوبية، ظلت على مستواها التصعيدي الواسع والعنيف والدموي، ولو أنها لم تؤدِ الى حصيلة مروعة كتلك التي سجلت في اليوم الأول من إشعال حرب الغارات الجوية.
في اليوم الثالث من الهجوم الإسرائيلي على لبنان، ارتفعت وتيرة الهجمات الجويّة على مناطق الجنوب والبقاع. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الدفاعات الجويّة اعترضت صاروخاً واحداً أطلق من لبنان باتجاه تل أبيب.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صواريخ من لبنان استهدفت تل أبيب لأول مرّة في هذه الحرب
وأوردت هيئة البث الاسرائيلية أنّ صاروخاً واحداً أُطلق من لبنان باتجاه تل أبيب وتم إسقاطه.
تتكرر المأساة، وتستمر معاناة أطفال #لبنان من تداعيات الحــ .ــروب، وهم ينشدون السلام، ليتمكنوا من عيش طفولتهم، ويلعبوا مع أقرانهم، ويذهبوا إلى مدارسهم، لأنهم سئموا الآت القتل والدمار، وهم يطمحون إلى عيش حياة طبيعية مثل أطفال العالم.
تحدّث وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض لـ"النهار" عن التنسيق مع مستشفيات الجنوب والبقاع، وكيفية التواصل معها وتلبية احتياجاتها في ظلّ القصف العشوائي وسقوط عدد هائل من الضحايا.
وكشف الأبيض تفاصيل عن مخزون المستشفيات والمساعدات التي تلقاها لبنان.
جثث غير معروفة المعالم وأشلاء مجهولة: وجع الانتظار لن يخمده سوى نتائج فحص الحمض النوويّ
تحت الركام الدامي، تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين في #\انفجار الضاحية الجنوبية بعد العدوان الإسرائيلي. وبين الأنقاض والدمار الذي غيّر معالم صورة هذا المبنى بشكل تراجيديّ، تنتظر العائلات أيّ خبر يُطفئ لهيب النار المشتعل في قلوبهم. لا شيء يعلو فوق الوجع النازف والانتظار المجهول، الكلّ في انتظار إيجاد من تبقّى من أحبّائهم، حتّى لو كانت أشلاء، ليتسنّى لهم البكاء عليهم وإلقاء التحية الأخيرة قبل مثواهم الأخير.
قد تتمكن فرق من الطائرات بدون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي قريبًا من العمل معًا لمنع حرائق الغابات، وفقًا لما يقوله باحثون في المملكة المتحدة.
تهدف دراسة، لا تزال في مرحلة الاختبار، إلى نشر أسراب تصل إلى 30 طائرة مستقلّة للكشف عن الحرائق وإخمادها قبل أن تتصاعد وتتحوّل إلى حرائق مدمّرة.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم":
السجل البشري، المعروف أيضاً بـ"الإنساني"، هو بالدرجة الأولى تطور في آلة الحرب: من المقلاع، إلى الحربة، إلى الدبابة، إلى الطائرة، إلى الصاروخ، إلى الذرّة، إلى "البيجر"، فسباق القمر والمريخ بحثاً عن ميدان إضافي.
منذ تشرين الأول تدور على مساحة صغيرة قابلة للتوسع في حوض المتوسط، حرب قاتلة أدّت إلى موت وإصابة لعشرات آلاف الضحايا. لكن البيانات تحدثت عن "اشتباك" واحد على الحدود اللبنانية، سقط فيه قتيلان وثلاثة جرحى، المعارك الباقية طائرات وغارات، وصواريخ، وهواتف وشرائح مفخخة، على طريقة بوند، جيمس بوند.
ثمة معضلة متأصلة فينا، نحن اللبنانيين، هي أن كوارث الحروب والانهيارات واستحالة تمكننا من إقامة الدولة الحامية للإنسان والمواطن والمجتمع، عجزت هي الأخرى عن جعلنا "نتواضع" في الاعتراف بأن عدم الإدراك والفهم والتقدير الفوري لتطوّرات بحجم حرب مخيفة ليس عيباً بل هو المنطق بعينه قبل جلاء الغبار. قبل أن نستفيق من موجات الاجتياح الجوي الأوسع الذي شرعت فيه إسرائيل يوم الاثنين الموافق 23 أيلول 2024 (وإثبات التاريخ ضروري لأنها بداية "حرب لبنان الثالثة" بلا أيّ جدل) بدا معظم "النخب" اللبنانية المجتاحة للشاشات بإزاء الاجتياح الإسرائيلي، كأنها تجادل وتبحث في جنس الملائكة وتوصيف الحدث الحربي كل من زاويته واستباق ما يستحيل استباقه من نهايات فيما نحن في البدايات.
سرقت المواقف التي أدلى بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من نيويورك من أن "حزب الله" لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفرداً الأضواء، حتى عن عمليات القصف الإسرائيلية على خلفية الزج بالحزب بالنيابة عن "وحدة الساحات" من ضمن المحور الإيراني او تحت شعارها ومعه لبنان بأسره في حرب غير متكافئة ومعروفة سلفاً بأنها كذلك.
قد يكون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قرر قبل فترة غير قصيرة الابتعاد عن تعاطي الشأن العام مباشرة، مجرداً نفسه من أي موقع أو مسؤولية، من أكثر القيادات السياسية التي كانت تخشى تمدد حرب غزة إلى لبنان عبر بوابة الجنوب، وتعي حجم التداعيات الخطيرة التي سيرتبها الاستدراج الإسرائيلي للبنان نحو الحرب.
بات في حكم المؤكد رغم كل الضغوط الملقاة على "حزب الله" أنه لن يتراجع عن قرار ربط جبهة جنوب لبنان بغزة إلى حين وقف النار هناك. ويستمر بتطبيق الخيارات التي رسمها على الورق وفي تصريحات قادته، والتي لا تنفك تؤكد المواجهة المفتوحة للإسرائيلي، مع ملاحظة أن الضربات الصاروخية التي يطلقها، ولو وصلت إلى حيفا ومحيطها، فإنه يتعامل معها بطريقة مدروسة "على المسطرة".
اعتُبرت تفجيرات "البيجر" وأجهزة اللاسلكي، على المستوى الدولي، أعمالاً/ جرائمَ حربية استثنائية وقد فاجأت حتى أكثر أجهزة الاستخبارات إجراماً، فهذه كانت تفخّخ أجهزة أفراد أو مجموعة من المستَهدفين، ولم تعتقد أو لم يتحْ لها استهداف الآلاف في دقيقة واحدة، فليست كل الحكومات وحشية ومتهوّرة كتلك الإسرائيلية.