بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف عددًا كبيرًا من القرى في الجنوب والبقاع، شهدت العاصمة بيروت ومدن أخرى تدفق آلاف المواطنين النازحين بحثًا عن الأمان. ومع تفاقم الكارثة، تزايدت الأزمات المرتبطة بغلاء الأسعار وازدحام السير، بالإضافة إلى نقص المأوى، ما زاد من معاناة النازحين.
في ظل هذه الظروف، أثار غياب بعض جمعيات المجتمع المدني تساؤلات عديدة حول مدى فعاليتها على غرار الأزمات السابقة التي عصفت بلبنان، لم نشهد تواجدًا فأين هم؟هل تتحرك هذه الجمعيات فقط بناءً على قرارات دولية أو تمويل خارجي؟
"النهار" التقت ناشطين في المجتمع المدني هما النائب ملحم خلف والنائبة بولا يعقوبيان.
عن حركة الجمعيات، أوضح رئيس جمعية "فرح العطاء" النائب خلف أنها كانت ناشطة ولكن بوتيرة أقل من المعتاد بسبب تسارع الأحداث. وأضاف أن ناشطي الجمعية حاولوا تأمين مستلزمات النازحين، إلا أن الوضع يستدعي وقتاً أكبر. وأشار إلى أن الصعوبات هذه المرة أكبر لأن المجتمع الدولي والدولة لا يتحملان المسؤولية كما يجب.
ولدى سؤاله عما إذا كانت جمعيات كثيرة تعمل فقط بقرار أو تمويل دوليين، أكد خلف أن الحس الوطني والتضامن بين الشباب هو ما يدفعهم للتحرك، دون انتظار مساعدة من الخارج، مشيراً إلى أن اللبنانيين القادرين على المساعدة هم مصدر أمل.
من جهتها، أكدت رئيسة جمعية "دفا" النائبة يعقوبيان أن الإمكانيات المتاحة للجمعيات قليلة، وقد تم توزيع المخزون الضئيل المتوفر بسرعة. وأشارت إلى جشع التجار، اذ ارتفعت أسعار الفراش من 15 دولاراً إلى 35 دولاراً، ما يضاعف معاناة النازحين.
وفي ما يتعلق بنشاط الجمعيات، قالت يعقوبيان: "لقد أصبحت كلمة الجمعيات والسفارات مستهلكة، وأصبحت تتسبب في خسارة كبيرة للبنان، لأن الثقة بالسلطة اللبنانية معدومة. لذا، لا يمكننا أن نفقد الثقة بالجمعيات، لأن فقدان الثقة بها يعني فقدان الثقة بالمجتمع الأهلي". يجب أن تكون هناك جهة تنظم الأوضاع، ورغم وجود جمعيات صورية، ثمة جمعيات تعمل بكل فاعلية.
على رغم وجود الكثير من المتطوعين، والدعوات الكثيرة أيضاً الى المساعدة، إلا أن بعضها لا يزال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس اكثر، وبعضها يعمل في نطاق ضيق إلى حد كبير. آلاف جمعيات المجتمع المدني مسجلة في لبنان، والسؤال: هل ستتحرك هذه الجمعيات أم تبقى حبرًا على ورق؟