الشمال – طوني ج. فرنجيه
بدأت الأمور بالإنتظام في مراكز الإيواء الشمالية، بعدما تراجعت بعض الشيء أعداد الوافدين إليها من أبناء الجنوب والبقاع، مما مكّن المشرفين والمساعدين في هذه المراكز من بدء تسليم النازحين حاجاتهم ومستلزماتهم، من فرش ولحف ومخدات وبطانيات، وكذلك تأمين وجبات الطعام لهم، مع استمرار الدعوات الى مزيد من التبرعات "بكل شيء"، لأن الأعداد فاقت التوقعات، عدا الذين سكنوا في بيوت أو غرف مستاجرة أو فنادق أو عند أصحاب وأقارب، من دون ان يتخذوا من مراكز الإيواء ملجأ لهم.
في طرابلس وزغرتا والكورة والبترون، الجميع يعتقدون أنهم أصبحوا في أمان ولو افترشوا الأرض بعد أيام من المعاناة.
الأحزاب والتيارات السياسية والجمعيات الخيرية والمنظمات المعنية، تتعاون لاستقبال الوافدين وتأمين الإقامة اللائقة لهم ولو بالحد الأدنى المقبول، ريثما تنفرج الغيوم وتنجلي الأوضاع.
"التيار الوطني الحر" نصب خيمة إرشاد وتوجيه على الأوتوستراد عند مدخل البترون قرب "لو شاركوتييه عون"، لتنظيم توزيع الوافدين الى القضاء الذين في توجهوا بمغظمهم الى بلدة راسنحاش وجوارها التي تقطنها غالبية شيعية.
وفي ما خص تنظيم حركة النزوح الأخيرة، قرّرت اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث اعتماد مدرستي راسنحاش وكفرحلدا الرسميتين لإستقبال النازحين من المناطق المتضررة.
في الكورة، يتعاون الحزب السوري القومي الاجتماعي مع "تيار المردة" و"حزب الله" وحركة "أمل"، لتأمين إقامة النازحين في القرى الشيعية الخمس في القضاء، وفي مراكز الإيواء، فيما أعلن عن فتح أبواب شقق في كوسبا بمبادرة من السيد فادي غصن حليف "المردة" وشقيق النائب الراحل فايز غصن.
وفي طرابلس، تحولت المدارس الرسمية مراكز للإيواء إضافة الى فندق "كواليتي إن"، وتصدّر كل من "جمعية العزم" و"تيار الكرامة" فضلاً عن سياسيين من المدينة وأحزاب وقوى وفاعليات على اختلافها، جهود رعاية النازحين وتوفير متطلباتهم.
كذلك الحال في الضنية والمنية والجوار، ومدارس البداوي، فتحت لاستقبال أهل الجنوب.
أما في زغرتا وإهدن، فتتواصل حركة الوافدين. وأقام "تيار المردة" في بسبعل مركز استقبال وتوجيه للوافدين، بعدما اكتظت أماكن الإيواء وتخطّت أعداد الوافدين اليها امكانات الإستيعاب.
وفتحت قاعتا كنيستي مار يوسف ومار مارون لتلقي المساعدات، ليصار الى توزيعها على المقيمين في فنية زغرتا العالية وتكميلية طوني فرنجية. وباشر القطاع الصحي في "المردة" توزيع الأدوية والمسكّنات ومعالجة المرضى بحسب "الداتا" التي توافرت لديه.
المجموعات الإخبارية الشمالية ومواقع التواصل، تساعد من جهتها في تأمين إيواء النازحين، عبر نشر أرقام هواتف متبرعين أو متطوعين أو مراكز الإيواء، في ظل ما برز في الساعات الأخيرة من إستغلال لحالة الحرب من أجل عرض بيوت وشقق للإيجار بأسعار خيالية.
لكن المفارقة جاءت من العديد من النازحين السوريين الذين عمد كثيرون منهم الى إخلاء مساكنهم المستأجرة وعرضها للإيجار على النازحين اللبنانيين بأسعار تفوق بمرات ما كانوا يدفعونه.