عكّار ميشال حلّاق
ارتفع عدد النازحين من مناطق التوتّر جراء العدوان الإسرائيلي على الجنوب والبقاع ومناطق لبنانية أخرى إلى أكثر من 5000 نازح وصلوا خلال اليومين المنصرمين إلى محافظة عكّار، والعدد مرشّح للازدياد على نحو أكبر بكثير كما هو متوقّع بفعل التطوّرات الحاصلة وتوسّع رقعة الاستهداف التي بلغت اليوم إحدى قرى كسروان الفتوح.
ويشار إلى أنّ غالبيّة العائلات التي وصلت إلى عكّار قد غادرت منازلها على عجل على وقع الضربات الإسرائيليّة الهستيريّة، وتوزّعت على عدد من بلدات الساحل والوسط وفي الجرود أيضاً.
ويتصدّى لهذا التحدّي الكبير حتى الآن عدد من البلديّات وهيئات المجتمع المحلّي وأبناء المنطقة، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والبلديات في غالبيتها باتت غير قادرة على النهوض، إلّا أنّ كلّ ذلك لم يحل من دون التصدّي لهذا التحدّي الكبير، فسارعوا من دون تردّد لاستقبال واستضافة وتوزيع العائلات النازحة على منازلهم، وتقديم الاحتياجات السريعة لهم، وتوزيع القسم الآخر على المدارس الرسميّة التي تمّ فتحها وتجهيزها بما أمكن لاستقبالهم وسط شكوى عامّة من ضعف الإمكانيات الرسمية، وبخاصة تأمين الكهرباء والمياه والأغطية والفرش والمأكل وحليب الأطفال، وهذا ما تحاول هيئة إدارة الكوارث في محافظة عكّار التصدّي له بانتظار ما ستقدّمه الجهات الرسمية أو الحكومية التي لم تقدّم أيّ شيء حتّى اللحظة، والحجة انتظار إتمام داتا المعلومات المتّصلة بأعداد النازحين وتوزّعهم على أماكن سكنهم في عكّار كي يُبنى على الشيء مقتضاه.
هذا وتوزعت العائلات النازحة حتّى الآن على 33 مركز إيواء على الشكل الآتي:
مدرسة المربّي خير الدين الرفاعي الرسمية، مدرسة ببنين للصبيان الرسمية، ثانوية ببنين الرسمية، مدرسة حلبا للصبيان الرسمية، مدرسة البيرة الرسمية، مدرسة الحصينية الرسمية، مدرسة تلبيرة الرسمية، مدرسة ذوق الحبالصة الرسمية، مدرسة القليعات الرسمية، مدرسة رحبة للبنات الرسمية، الحصنية الرسمية، جديدة الجومة الرسمية، ثانوية الكواشرة الرسمية، مدرسة الشيخ زناد الرسمية، مدرسة عمار البيكات الرسمية، مدرسة جديدة القيطع الرسمية، مدرسة بقرزال الرسمية، ثانوية البيرة الرسمية، تكميلية د. يعقوب الصراف الرسمية في منيارة، مدرسة دير دلوم الرسمية، مدرسة الدورة الرسمية، مدرسة المسعودية الرسمية، مدرسة جديدة الجومة الرسمية، مدرسة الشيخ محمد الرسمية، مدرسة القرقف الرسمية المختلطة، مدرسة رحبة للصبيان الرسمية، ثانوية رحبة الرسمية، الشهيد رفيق الحريري تكريت، مدرسة الكواشرة الرسمية، مدرسة برج العرب الرسمية، مدرسة تلحميرة الرسمية، مدرسة قبعيت الرسمية، مدرسة المربّي سليمان عزيز العلي الرسمية حكر الضاهري،
ووضعت هيئة إدارة الكوارث خطّ الاتصال الساخن في خدمة المواطنين لمراكز الايواء في عكّار: 79-303470.
ويُشار إلى أنّ النائب أسعد درغام زار محافظ عكّار عماد اللبكي في سراي حلبا الحكومي مستطلعاً واقع ما آلت إليه الاستعدادات لاستقبال النازحين.
درغام الذي أثنى على الجهود التي يبذلها المحافظ وفريق عمله المكلّف بإدارة هذه الأزمة، عبّر أيضاً عن استيائه بالقول: "إنّ أزمة النزوح عرّت الحكومة واللجنة المكلّفة بإعداد خطّة طوارئ منذ أشهر. فأعداد الإخوة النازحين كبيرة جدّاً وإلى ازدياد، في المقابل صفر تحضيرات صفر تجهيزات، حتّى الأغطية والخبز وحليب الأطفال غير متوافرة".
أضاف: "ما يجري جريمة. ونناشد الرئيس ميقاتي إعطاء توجيهات واضحة لإغاثة النازحين، والوزير ناصر ياسين الالتفات إلى الشمال وعكّار والكفّ عن رمي المسؤوليات والتنصّل منها".
إلى ذلك عُقد لقاء في مركز طبابة عكّار في سراي حلبا الحكوميّ بين طبيب القضاء الدكتور حسن الأدرع، ومنسّق مراكز الرعاية الصحية رامية الأسعد، ورئيس مركز سلامتك الطبّيّ الدكتور عبدالرزاق خشفة لمتابعة أوضاع النازحين القادمين من الجنوب وباقي المناطق.
حيث جرى التباحث في إقامة مراكز خاصّة لمتابعة أوضاع النازحين صحّيّاً.
وفي بلدة برقايل العكّاريّة أُعلن عن تشكيل لجنة طوارئ من بلدية برقايل ومجمل فعاليّات البلدة لاستقبال المهجّرين من الجنوب والبقاع ومساعدتهم بما يلزمهم.
مع الإشارة إلى أنّ أكثر من 150 نازحاً قد تمّت استضافتهم في عدد من المنازل التي تبرّع بها مالكوها لهذا الغرض.
وعقدت اللجنة اجتماعاً في بلدية برقايل لتنظيم أمور النازحين ومعونتهم بما يوفّر لهم الراحة والاستقرار. وتألّفت من المجتمعين لجان متخصّصة في متابعة كافّة المتطلبات الإنسانية الأساسيّة والإغاثيّة.
وأمل رئيس بلدية برقايل محمّد الأسعد من النازحين تسجيل أسمائهم في سجلّات مخصّصة في البلدية حتّى نتابع خدماتهم بما نستطيع، مرحّباً بهم في بلدتهم برقايل وبين أهلهم.
ورحّب رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبدالرزّاق "بكلّ أهلنا النازحين".
وقال الشيخ عياش أحمد "برقايل قدّمت الشهداء في سبيل الوطن ولن تبخل في استقبال أهلنا وإخوتنا سائلين الله أن يجبر بخاطرهم وأن يعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين".
إلى ذلك نُصبت خيمة على الطريق العام لاستقبال وتوجيه كلّ الضيوف المقبلين على برقايل وجيرانها، حيث من المرجّح ارتفاع عدد الوافدين إلى أكثر من 400 شخص. وتمّ فتح كافّة المدارس الرسميّة في البلدة وتجهيزها بالطاقة الشمسيّة.