النهار

استهداف تل أبيب بصاروخ "قادر 1": دفعة على "الحساب المفتوح" أم انعطافة حرب؟
عباس صباغ
المصدر: "النهار"
استهداف تل أبيب بصاروخ "قادر 1": دفعة على "الحساب المفتوح" أم انعطافة حرب؟
دمار هائل في مكان الغارة ف الجية (نبيل اسماعيل).
A+   A-
للمرة الأولى منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت يصل صاروخ باليستي إلى تل أبيب. فهل يمثل ذلك بداية مرحلة جديدة، أم أنها دفعة من "الحساب المفتوح"؟
بعد شهر على استهداف قاعدة "غليلوت" في ضواحي تل أبيب، عاود "حزب الله" استهداف تلك القاعدة صباح الأحد الماضي، ولكن باستخدام الصاروخ الباليستي "قادر 1"، في تطور لافت على خط المواجهة المفتوحة التي تشتد منذ الإثنين، مع توسيع دائرة النار والقتل والتدمير الإسرائيلية من خلال تنفيذ أكثر من 1500 غارة على مناطق لبنانية عدة.
 
حِرصُ "حزب الله" على التشديد في إعلانه عن استهادف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع "قادر1"، جاء رداً على "مسؤول عن اغتيال القادة وتفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي".
 
بذلك يكون الحزب قد وضع الصاروخ ضمن الرد على جريمتي تفجير "البيجرز" وأجهزة الاتصالات في 17 أيلول (سبتمبر) و18 منه، وكذلك اغتيال قادة في "قوة الرضوان" يوم الجمعة الفائت في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.
 
وخلال تشييع القيادي العسكري الكبير في المقاومة إبرهيم عقيل، أعلن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الدخول "في مرحلة جديدة عنوانها الحساب المفتوح"، من دون أن يحدد طبيعتها.
 
لكن الواضح أن انعطافة جديدة دخلتها المواجهة المستمرة منذ 11 شهراً، وتحمل دلالات كبيرة.
 
فاستهداف تل أبيب جاء من خلال صاروخ باليستي على خلاف الاستهداف الأول في 25 آب (أغسطس) الفائت، والذي كان باستخدام المسيرات، وجاء رداً على اغتيال القيادي البارز في الحزب السيد فؤاد شكر في 30 تموز (يوليو) في منطقة حارة حريك في قلب الضاحية الجنوبية.
وقد استطاع صاروخ "قادر 1" الإيراني الصنع بلوغ هدف على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وتصل زنة رأسه الحربي إلى أكثر من 790 كيلوغرامًا.
وسواء صدقت الرواية الإسرائيلية أم لا عن اعتراض الصاروخ الذي أطلق من لبنان على تل أبيب، فإن ذلك يعدّ سابقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل نحو عام.
 
جابر: صاروخ لا يفتح الحرب!
 
يكمن السؤال في ما إذا كان إطلاق الصاروخ الباليستي هو إعلان حرب من "حزب الله"، أم أنه رسالة قادرة على ترك الأمور مفتوحة على احتمالات شتى.
وفي شرحه عن صاروخ "قادر"، يؤكد العميد الركن المتقاعد هشام جابر لـ"النهار" أنه "صاروخ باليستي دقيق يطلقه حزب الله للمرة الأولى، وهو من بين 10 آلاف صاروخ. وقد تمت الإشارة إليه قبل يومين عندما توجه مسؤول إسرائيلي سابق إلى إسرائيليين بألا ينتشوا كثيرا بما حققوه لأن حزب الله إذا أطلق صاروخا واحدا باليستيا على رأس الأركان في إسرائيل فهو قادر على تدميرها".

ويلفت جابر إلى أن "حزب الله لا يريد فتح الحرب الواسعة، بل إنه يوجه رسائل نارية، ولا سيما أنه يمتلك 150 ألف صاروخ ليست كلها قصيرة المدى".
وبحسب الخبير العسكري "هذه المرة الأولى يطلق صاروخ "قادر" من مسافات طويلة، ويمكنه الوصول إلى مدى 200 كيلومتر، وهو دقيق جدا ولا تكشفه بسهولة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وإذا اكتشفته، فمن الصعب جدا التصدي له قبل الوصول إلى هدفه. ويصل مدى دقة إصابته إلى 25 مترا من الهدف المقصود".
ويوضح أن ذلك التطور يدل على أن "حزب الله" افتتح معركة الردع.
 
وفي دلالات ذلك أيضاً أن المقاومة لا تزال، على الرغم من موجات الغارات غير المسبوقة على لبنان، قادرة على إطلاق الصواريخ المتوسطة المدى التي تستهدف منطقتي حيفا وصفد وصولاً إلى الوسط الإسرائيلي أو ما يعرف بـ"غوش دان".
 
ومن الناحية العسكرية، فإن المقاومة احتوت الضربات المتتالية التي وجهها جيش الاحتلال، وتحديدا بدءاً من 17 أيلول الحالي وتنفيذ مجزرة "البيجرز".
معادلة تل أبيب - الضاحية
 
أدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، في فترة قياسية، إلى استشهاد أكثر من 600، فضلاً عن إصابة نحو 1800، وهؤلاء من المدنيين، فيما لم يعلن "حزب الله" إلا عن استشهاد عدد قليل من عناصره (نعى القيادي إبرهيم قبيسي).
 
ولكن من الواضح أن استهداف تل أبيب جاء بعد العدوان على الضاحية في ثلاث مناطق، هي الجاموس وبئر العبد والغبيري، عدا عن تخطي تل أبيب كل مناطق الجنوب، إذ استهدفت ولا تزال مناطق بعيدة جداً من الحدود وصولاً إلى كسروان.
 
وسبق أن أعلنت المقاومة أن استهداف الضاحية وبيروت سيقابل باستهداف حيفا وتل أبيب، وإذا كان استهداف حيفا قد أصبح منذ الرد الأولي على تفجير أجهزة الاتصالات يوم الأحد الفائت أمراً يومياً، فإن توسيع دائرة الاستهداف وصولاً إلى تل أبيب لا يمكن وضعه إلا في سياق الرد على التمادي الإسرائيلي في توسيع مساحة العدوان بما يوازي ما شهده لبنان خلال عدوان تموز (يوليو) 2006، وتخطى أعداد الشهداء المدنيين ما ارتكبته تل أبيب حينها لجهة الأعداد الضخمة خلال فترة زمنية لا تتعدى الـ 48 ساعة، فضلاً عن حجم التدمير الكبير في مختلف بلدات الجنوب والبقاع وصولاً إلى كسروان وجبيل.

[email protected]

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium