في إطار عملية سهام الشمال، وسّعت إسرائيل نطاق استهدافاتها لتطال مناطق في جرود جبيل وكسروان وفتوح كسروان، كمنطقة الورديات القريبة من إهمج، وطريقاً في جرود فاريا تربطها بالبقاع، وصولاً إلى المعيصرة في فتوح كسروان.
من يَدخل إلى هذه المناطق يعرف تماماً تأييدها لـ"حزب الله"، إذ تنتشر في العديد من هذه القرى صور لعدد من شهداء "الحزب" وأعلام "الحزب" الصفراء، وصور السيد حسن نصرالله، وشعارات حزبية.
عادة، لم تشهد هذه المناطق حركة حزبية لافتة علنية باستثناء بعض المشكلات التي طافت على السطح، على غرار بعض الأحداث التي وقعت في بلدة أفقا، أو المشكلة العقارية المزمنة بين لاسا والكنيسة المارونية.
منذ فترة، انتشرت أخبار عن وجود مخازن أسلحة لـ"حزب الله" في كسروان وجبيل في بعض المغاور والأنفاق، وحكي عن سدّ جنّة، إلا أنّ السلطات الشرعية اللبنانية نفت هذا الأمر لاحقاً بعد إجراء مسح لهذه الأماكن، وفق ما قالت.
اليوم، توسُّع القصف الإسرائيلي ليطال بلدات جبيلية وكسروانية يطرح عدّة علامات استفهام عن سبب استهداف هذه المناطق، فهل تحوي فعلاً مخازن أسلحة لـ"حزب الله"؟ وهل هناك إمكانية تقنية وعسكرية للحزب ليخزّن أسلحة في تلك المنطقة أم هل من رسائل أخرى يريد الإسرائيلي إيصالها إلى قيادة الضاحية؟
رئيس بلدية رأس أسطا بهاء حيدر نفى كلّ ما يُشاع عن استهداف أيّ موقع عسكري لـ"حزب الله" في البلدة، مؤكّداً أن رأس أسطا بيئة حاضنة، والجميع يعلم ذلك، لكن لا نشاطات عسكرية فيها، مستغرباً نشر فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في الإعلام تتحدّث عن استهداف مخازن أسلحة للحزب في البلدة، نافياً صحة هذه الفيديوهات.
وأشار لـ"النهار" إلى أنّ المنطقة، التي استهدفها الصاروخ الإسرائيلي، أرض زراعيّة على حدود الحيّ السكنيّ، تضمّ خزاناً لمياه الري، بقربها حسينية وجامع ووحدات سكنيّة؛ وبالتالي، لو نزل الصاروخ في وسط الضيعة لكانت الكارثة.
وإذ جدّد التأكيد أن لا هدف عسكرياً فوق، اعتبر رداً على سؤال أن الرسالة قد يكون فحواها استهداف المدنيين كما حصل في بلدات كسروانية أخرى كالمعيصرة وغيرها.
رئيس لقاء "سيدة الجبل" فارس سعيد دعا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون والرهبنة اللبنانية المارونية والمرجعيات الإسلامية السنيّة والشيعية في جبيل والنواب واتحاد البلديات إلى خلق إطار جامع، من أجل التأكيد على العيش المشترك ورفض وجود واقع عسكريّ يُديره "حزب الله"، ويستدعي هجومَ إسرائيل على القرى والطرقات، مؤكّداً أن الثقة تأتي من السلوك فقط.
وقال: "يتزامن التصعيد العسكري في لبنان مع المفاوضات في نيويورك. وبالتالي، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحسّن شروطه بخلق أمر واقع عسكريّ يؤدّي إلى الحصول على ضمانات سياسية كبيرة".
إشارة إلى أن من المعلوم أن أغلبية سكّان قضاء كسروان وجبيل هم من الموارنة، تليهم أقليّة من الطائفة الشيعية.
ويعيش معظم المسلمين الشيعة في وادي نهر إبراهيم، لا سيما في قرى علمات، لاسا، أفقا، عين الغويبة، مزرعة السياد...إضافة إلى قرى أخرى شمال النهر هي: رأس أسطا، علمات، حجولا، فدار ويشتليدا، علمات... فيما يتوزّعون على ثلاث قرى في فتوح كسروان هي: المعيصرة، زيتون، والحصين.