في اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على لبنان، لامست أعداد الشهداء المدنيين الـ800، فيما تخطت أعداد الجرحى الـ2000. أما النازحون المسجلون ففاق عددهم الـ70 ألفاً.
المجازر الإسرائيلية تذكّر بعدوان تموز 2006 لجهة تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، في استنساخ لما يجري في غزة منذ 11 شهراً.
لم تعلن بعد وزارة الصحة العامة كل التفاصيل المتعلقة بتصنيف الشهداء الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية، وإن كانت تحرص على إصدار بيانات دورية بالأعداد ومكان الاستهداف.
لكن الحصيلة لليوم الأول كانت صادمة، إذ وصلت إلى نحو 558 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، فيما جُرح 1885.
تلك الحصيلة جاءت بعد مجازر في بلدات عدة بدءاً من بنت جبيل على الحدود حيث استُشهدت عائلة بكاملها واستُهدف السكان داخل منازلهم، ومنهم إمام البلدة الشيخ أمين سعد وعائلته، إضافة إلى محمد بزي.
ومع تصاعد وتيرة الاعتداءات واستهداف المدنيين، تشوّشت الصورة واختلطت الأسماء، ولا سيما في ظل انقطاع الاتصال بعدد من سكان البلدات الجنوبية، ليتبين لاحقاً أنهم انضموا إلى القافلة الطويلة في يوم واحد!
ولم يسلم المسعفون من الغارات، فسقط أربعة من "كشافة الرسالة الإسلامية"، واستُهدفت 14 سيارة إسعاف وجُرح 15 مسعفاً.
وشملت المجازر بلدات عيناثا، وبرج رحال، وعين بعال، وعيتيت وغيرها.
لكن المجزرة الأكثر قساوة الثلثاء كانت في بلدة جبال البطم، حيث أطبقت الطائرات الإسرائيلية على منزل يؤوي عائلتين، فاستُشهد 14 شخصاً جلّهم من النساء والأطفال. وطالت المجازر البقاع الغربي ولا سيما سحمر وبلدات مجاورة.
أما يوم الأربعاء فكان الأكثر دموية من أقصى الجنوب إلى كسروان في جبل لبنان.
وبحسب الإحصاءات، فقد استُشهد 20 شخصاً في النبطية وجُرح 88، فيما وصل العدد إلى 18 في قضاء صور وأصيب 183.
وفي المعيصرة الكسروانية، لاحق العدوان أهالي بلدة حولا الذين نزحوا إلى تلك البلدة، فسقط 22 شخصاً بينهم أطفال ونساء، وجُرح 48.
وصولا إلى البقاع حيث شهدت بلدة الكرك في قضاء زحلة مجزرة لم تتكشف آثارها إلا مع ساعات الصباح من اليوم التالي، وقد استُشهد خلالها 11 شخصاً وجُرح 9 جلّهم من النازحين من بلدة الشرقية في قضاء النبطية. وفي يونين كانت الحصيلة الأعلى، وبلغت 23 شهيداً بينهم سوريون.
إلى ذلك، أودت الغارة على الغبيري في الضاحية الجنوبية بـ6 وجرحت 15 آخرين، وكذلك سقط رجل وفتى في الغارة على منطقة القائم في الضاحية الجنوبية فيما جُرح 17 بينهم إصابتان متوسطتان.
النازحون المسجلون 70 ألفاً!
قبل بدء العدوان الإسرائيلي الموسع على لبنان فجر الإثنين في 22 أيلول (سبمتبر) الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة (OCHA) أن عدد النازحين من الجنوب قد ارتفع إلى 112 ألفاً.
ذلك الإحصاء لا يتطابق مع الأرقام الرسمية التي كانت تؤكد أن أعداد النازحين لا تتجاوز الـ 100 ألف، فيما أفادت إحصاءات أخرى أن العدد نحو 70 ألفاً.
وإذا كان ذلك الرقم يشمل النازحين من بلدات الحافة الأمامية الممتدة من الناقورة غرباً إلى شبعا، إضافة إلى بلدات خارج تلك الحافة مثل طيرحرفا والجبّين وبيت ليف ورب ثلاثين وطلّوسة وغيرها، فإن نحو 150 ألفاً كانوا مقيمين ضمن مسافة على بعد 15 كيلومتراً من الحدود وكانت بلداتهم تتعرض للغارات والقصف المدفعي. هذا الرقم دخل ضمن دائرة النزوح، يضاف إليه سكان بلدات في أقضية صور والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل.
وتكمن الإشكالية في أن النازحين لم يتوجهوا جميعهم إلى مراكز الإيواء أو يتسجلوا لدى هيئة إدارة الكوارث، ومنهم من قصد أقرباء أو معارف في مناطق بعيدة من جبهة المواجهة، وبالتالي لم يدرجوا ضمن قائمة النازحين.
وقد ازداد الأمر تعقيداً بعد الاثنين الفائت مع موجات النزوح من الجنوب والبقاع الغربي.
إلا أن الأرقام الرسمية التي صدرت عن وزارة الداخلية أشارت إلى أكثر من 70 ألف نازح، علما أن هذا العدد مرشح للارتفاع تباعاً وفق آلية التسجيل المعتمدة.
هؤلاء النازحون هم من المسجلين لدى مراكز الإيواء التي تضم مدارس ومراكز تربوية بما فيها الجامعة اللبنانية.
وأكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد اجتماع تنسيقي مع المحافظين، أن "عدد النازحين حالياً في مراكز الإيواء والمسجل رسميا بلغ 70 ألفًا و100 نازح، في 533 مركزاً".
أما مراكز النزوح فتوزعت على بيروت، ومنها تجمع المدارس في منطقة بئر حسن، والمعاهد التابعة للمديرية العامة للتعليم التقني والمهني في بئر حسن والدكوانة، وفرع الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية. وفي جبل لبنان توزعوا على مختلف المدارس، وفي عاليه استقبلت المدارس نحو 13000 نازح. وقصد النازحون بلدات في قضاءي جبيل وكسروان، منها لاسا وراس اسطا وأفقا، وكذلك المعيصرة.
إلى ذلك قصدوا مدنا في البقاع الأوسط ومنها زحلة.
وفي الشمال توزعوا على طرابلس والمنية وزغرتا وإهدن وصولاً إلى عكار. ويشار إلى أن أعداداً من النازحين توجهت إلى سوريا وتجاوزت الـ20 ألفاً. أما الإشكالية الأخرى فهي أعداد النازحين السوريين الذين نزحوا من الجنوب ومناطق أخرى. وبحسب مولوي فإن 13500 منهم عادوا إلى سوريا، فيما سيتوزع الآخرون على مراكز إيواء في البقاع.