كشفت مصادر مواكبة للدور الروسي، بأنّ موسكو سبق لها منذ شهر ونصف، أن حذرت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين من اندلاع حرب في المنطقة، وتحديداً في لبنان، ولم يأخذ البعض هذه المسألة على محمل الجدّ، وذلك جاء، أي موقف بوتين، مبنياً على معطيات استخباراتية في غاية الأهمية، ربطاً بالموقف الذي أطلقه وزير الخارجية سيرغي لافروف عندما حذّر اللبنانيين من مغبّة ما قد يحدث، ودعاهم إلى انتظام المؤسسات وانتخاب رئيس الجمهورية، ومواجهة ما يجري في المنطقة، محذّراً من اندلاع الحرب قائلاً، الوضع خطير. وذلك أيضاً ما كشفه نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، عندما قال لأكثر من صديق لبناني، حذار ممّا قد يحصل في بلدكم، فالوضع في غاية الدقّة والخطورة، وانتخبوا رئيساً للجمهورية.
في السياق، يؤكّد المواكبون والمتابعون للدور الروسي، بأنّ ثمة توازناً واضحاً في العلاقة ما بين الروس مع إسرائيل وإيران والعرب، بمعنى أنّ هناك مصالحَ اقتصاديةً روسيةً وأنّ أعداداً كبيرة من الروس يحملون الجنسيتين اليهودية والروسية، لكنّ الروس دانوا منذ يومين في مجلس الأمن العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكانت إدانة شديدة اللهجة، فيما اللافت أنّ الصحف الروسيّة تدعو إلى وقف العنف من كلا الطرفين، أي إسرائيل و"حزب الله"، وذلك يحمل أكثر من دلالة، ما يعني وفق المتابعين للدور الروسي، ليس هناك مسعى من موسكو يمكن البناء عليه لوقف الحرب، باعتبار هذا الدور منوط بكلّ من واشنطن وباريس، وبالتالي الروس يستغلون هذا الوقت الضائع. ومن يواكب ويراقب يرى أن كثافة العمليات العسكرية على الجبهة الأوكرانية تصاعدت وتفاعلت في الساعات الماضية، وتحديداً على العاصمة كييف، ما يؤشر إلى أن موسكو تدعو إلى ضبط النفس من خلال صداقاتها مع إسرائيل وإيران والعرب، وتعمل في هذا الاتجاه، إنما ليس من أيّ موفد روسي إلى بيروت أو المنطقة، لبذل المساعي لوقف الحرب، على غرار ما كان يحصل مع الموفد الروسي في حقبة الثمانينات والتسعينات ألكسندر سطانوف نائب وزير الخارجية آنذاك، لكن ثمة موقف أقدمت عليه ماريا زخاروف من الخارجية الروسية، عندما دعت إلى وقف الحرب وإدانة العدوان الإسرائيلي.