النهار

إعادة تأهيل "حزب الله" سيكلف إيران باهظاً... هل تكون الهدف التالي لإسرائيل؟
المصدر: "النهار"
إعادة تأهيل "حزب الله" سيكلف إيران باهظاً... هل تكون الهدف التالي لإسرائيل؟
جدارية كبيرة لنصرالله (أ ف ب).
A+   A-
في أعقاب اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، إثر غارات إسرائيلية كثيفة استهدفت مساء الجمعة 27 أيلول (سبتمبر) المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، تدور في أذهان السياسيين والمراقبين الدوليين أسئلة مهمة: ما هي ردة فعل إيران؟ وما هو مصير "حزب الله"؟ وكيف ستسير العلاقات بينه وبين وإيران مستقبلاً؟ 
 
في جواب عن السؤال الأول، يلفت مراقبون إيرانيون إلى أن صبر إيران الاستراتيجي إزاء اسرائيل نفد، ولا سيما أن الجمهورية الإسلامية التزمت ضبط النفس تجنباً للتصعيد عقب اغتيال الموساد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في طهران. لكن تسود أيضاً في إيران رؤية مختلفة، مفادها أن استمرار ضبط النفس يمكن أن يتحول إلى تهديد ملموس ضد الجمهورية الإسلامية نفسها، وقد تستهدفها إسرائيل بصورة مباشرة. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ركز هجومه على إيران في كلمته الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً إياها بأنها "محور الشر"، بما يشبه المصطلح الذي استخدمه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بعد "11 سبتمبر"، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف بوجه تحوّل إيران إلى دولة نووية وتوسيع نفوذها في المنطقة. 
 
لذلك، يُتوقع أن تستفيد إيران من جميع إمكانات وطاقات قوى المقاومة في فلسطين والعراق واليمن ولبنان ضد إسرائيل، رداً على اغتيال أهم حليف إقليمي لها، ولا سيما أنه كان على علاقة وثيقة مع مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي. وإن لم تتمكن هذه الآلية من رسم الحدود لإسرائيل، يرى مراقبون أن إيران لا تخشى الدخول في مواجهة مباشرة معها على غرار ما قامت به قبل أشهر، حين أطلقت 300 مُسيرة وصاروخ بالستي وفرط صوتي على إسرائيل. وفي حال اتخاذ قرار مشابه، وما قد يعقبه من ردة فعل عسكرية إسرائيلية، فإن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية، وسيكون الموقف الأميركي حينها مصيرياً وحاسماً للغاية. لكن يمكن القول إن السياسة الأميركية، مهما تكن، لن تكون موجهة ضد تل أبيب، تماماً كما لم يكن ممكناً اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" من دون ضوء أخضر أميركي، وفق مراقبين. 
 
في ما يتعلق بمصير "حزب الله"، يلفت خبراء إلى أنه على الرغم من الدور المهم جداً الذي يضطلع به قادة التنظيمات المشابهة، مع ما يتمتعون به من جاذبية شعبية، فإن حياة الحركات الإسلامية لا تتوقف برحيل قادتها، بل تستمر وفق أيديولوجيتها وإمكاناتها. فعلى سبيل المثال، بقيت هيكلية "حماس" ثابتة بعد اغتيال هنية، وحلّ يحيى السنوار الذي يتحلى بروح نضالية قوية ضد إسرائيل، خلفاً له. وعليه، فرغم أن استشهاد نصر الله خسارة كبرى بالنسبة لإيران، فإنه يدفع أعضاء "حزب الله" لمواصلة الدرب والتحلي بالانسجام والتماسك. وبذلك، يزداد الدعم المخصص له، خصوصاً من إيران. 
 
ويؤكد خبراء في إيران أنه خلافاً لما ترمي إليه إسرائيل، فإن "حزب الله" لن ينهار برحيل نصر الله، بل سيستمر في ظل المزيد من الدعم والإسناد الإيراني، وبإعادة تأهيل كادره القيادي للذود عن لبنان، معتمداً آليات وأساليب حديثة في تنظيم قواه البشرية. كما ستواصل الجمهورية الإسلامية سياسة تعزيز قدرات "حزب الله"، إذ تربطها بإيران أواصر متينة لا تنفصم، وهو يشاركها رؤيتها إلى الأمة والأمن القومي، حتى لو فرضت هذه السياسة على طهران دفع أثمان باهظة. 

اقرأ في النهار Premium