لم تتوقّف آلة القتل الاسرائيلية المدمّرة عن سحق الأبنية والمنازل والمؤسسات، متسبّبة بشلاّل من الدماء الناتجة من المجازر المروعة.
أمس، تطايرت أشلاء الأطفال والنساء تحت قسوة استهدافات العدو التي طاولت كل شبر من منطقة بعلبك - الهرمل. فالطائرات الحربية تواصل اجتياح الأجواء، مطلقة القذائف الصاروخية، تاركة المدنيين الأبرياء يعيشون أسوأ لحظات وجودهم وأخطرها.
ما إن أقفل أقفل يوم أمس على 53 شهيداً و70 جريحاً، حتى ارتكب الاسرائيليون قرابة الثانية فجر اليوم مجزرتين في منطقة الهرمل، مستهدفين بطيرانهم محلتي حوش السيد علي والشلمان، ليسقط عشرة شهداء و23 جريحاً من عائلتي الجوهري والحاج حسن.
ودفع تصاعد الاعتداءات الى ارتفاع أعداد النازحين من منطقة بعلبك - الهرمل نحو القرى الأكثر أماناً، غير أن آلاف العائلات تظل عالقة بحثاً عن ملاذ آمن، بينما تعاني من ضيق ذات اليد وضعف الإمكانات. في ظل هذا الواقع الكئيب، تتلاشى الآمال في العثور على مساعدة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، مما يتركهم في حالة من اليأس والقلق.
ولوحظ أن الكثير من المواد الغذائية بدأ يتناقص، إذ أغلقت غالبية المتاجر الكبرى أبوابها، رغم امتلائها بالبضائع أمام أعين الأهالي. أما تلك التي واصلت تقديم خدماتها فقد بدأت تشهد شحاً في جميع المستلزمات المطلوبة. وليست الحال بأفضل في محطات الوقود، حيث تعاني هي الأخرى من نقص حاد.