النهار

هل عين الحلوة والمخيمات في بنك الأهداف؟ الرجوب لـــ"النهار": الضوء الأخضر أعطي لإسرائيل
المصدر: "النهار"
هل عين الحلوة والمخيمات في بنك الأهداف؟
الرجوب لـــ"النهار": الضوء الأخضر أعطي لإسرائيل
عين الحلوة. (أرشيفية. "النهار")
A+   A-
وجدي العريضي
 
استرعت التطورات الأخيرة على خط المخيمات الفلسطينية، بعد قصف مخيم عين الحلوة تحديداً، اهتماما لافتا، وسؤالا بديهيا: هل أصبحت المخيمات ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية؟
 
منذ سنوات طويلة لم تتعرض المخيمات لأي عمليات معادية، إذ اقتصرت المواجهة على الإسرائيليين و"حزب الله" وحلفائه، لكن ثمة معلومات تشير إلى ما سبق لـ"النهار" أن ألقت الأضواء عليه منذ فترة، بمعنى دخول "حماس" على خط عين الحلوة بعدما كانت الأكثرية الساحقة تدين للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، حيث كان التنسيق ولا يزال بين هذه السلطة ومخابرات الجيش اللبناني، وكانت تعليمات "أبو مازن" كما ينقل أحد القياديين في حركة "فتح" لـــ"النهار"، واضحة ومستمرة، بضرورة عدم إقحام لبنان في أي خلافات من الماضي، وهذه قضية تعني له الكثير، وتوجيهاته للقيادات الفلسطينية تصب في هذا المنحى.
 
والواقع أن ما جرى له تداعياته، وخصوصاً بعد اغتيال شقيق القيادي في "فتح" منير المقدح، الذي يعتبر من أبرز القياديين الفلسطينيين في هذا المخيم، بعد قتل شقيقه منذ نحو ثلاثة أشهر في عملية إسرائيلية، باعتباره من المقربين من "حزب الله" وله موقعه العسكري. وعندما قررت اغتيال المقدح، أدت العملية إلى اغتيال نجله حسن، مما يعني أن مخيم عين الحلوة بات ضمن بنك الأهداف. وتشير معلومات أكثر من مصدر مواكب، إلى أن هناك فصائل بدأت تطغى بحضورها وتسليحها على حركة "فتح"، وهي برمتها موالية لـ"حزب الله" وإيران، ومنها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وتنظيمات فلسطينية أخرى. وهكذا، عود على بدء، دخلت المخيمات على خط الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان.
 
القيادي الفلسطيني البارز في الضفة الغربية جبريل رجوب يقول لـــ"النهار": "أعان الله الفلسطينيين. هذه حكومة إسرائيلية فاشية عدوانية مجرمة تفعل ما تشاء، في ظل الصمت الدولي المريب والضوء الأخضر الأميركي. وما يجري في المخيمات هو ضمن مخطط واضح لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، واستمرار نهب ثروات العرب والدور التوسعي لإسرائيل".
 
وعندما نسأل الرجوب هل هناك اجتياح بري؟ يجيب: "إسرائيل أخذت الضوء الأخضر الدولي وتحديداً الأميركي، وكل الأمور واردة وصعبة وقاسية في هذه المرحلة، ونتوقع الأسوأ. أعود وأكرر نحن إلى جانب لبنان، إنما ثمة أهوال وصعوبات وظروف قاسية، وعانينا نحن الفلسطينيين في المخيمات وفي الداخل. تحية لشعب لبنان، وهناك قرار بإنهاء كل هذه المقاومات، وما حصل في مخيم عين الحلوة قد يحدث في أي مكان آخر".
 
قيادي فلسطيني من "حماس" رفض الكشف عن هويته، يؤكد لـ"النهار" أنه إذا حصل اجتياح بري فستتغير المعطيات على الأرض والأجواء بالنسبة إلى مخيم عين الحلوة وكل المخيمات، وحتى الساعة هناك ضخّ إعلامي دولي وغربي بأن إسرائيل ستجتاح الجنوب، وكل الأمور تشي بذلك. ولكن بالنسبة إلى عملية الاغتيال أو الغارة الإسرائيلية الأخيرة على عين الحلوة، فهي تؤكد المؤكد لناحية أن ما جرى هو في دائرة الاستهدافات والاغتيالات وليس من حرب على المخيمات أو قصفها، فإسرائيل لا تحتاج إلى أي ذريعة، بدليل أنها تستهدف داخل المخيم بعض القيادات التي لها دور، أو الداعية إلى قتال إسرائيل في الضفة. كانت إسرائيل تقول سنستهدف هذه النقطة وتلك في غزة، ثم اجتاحت المنطقة وخان يونس وسواها، وهذا السيناريو الغزاوي يتكرر اليوم بوضوح في لبنان. من هنا اللعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، سواء على صعيد المخيمات أو ما تقوم به إسرائيل من عدوان على لبنان.
 
ويخلص إلى أن ما يتمّ استهدافه راهناً في المخيمات، ليس مراكز ومؤسسات أو أبناء المخيمات، بل أشخاص، ولكن إذا حصلت تطورات ميدانية ضخمة في الجنوب وتم الاجتياح البري فعندها يبنى على الشيء مقتضاه ولكل حادث حديث، فقد تتغير الأمور والأوضاع رأساً على عقب. سننتظر ونراقب، وهذا ما نقوم به حالياً على الصعيد الميداني.

اقرأ في النهار Premium