صباح الخير من "النهار"
إليكم أخبار بارزة اليوم الأربعاء 2 تشرين الأول 2024:
اختلف مشهد ما سمي "توغّلاً إسرائيليا" عبر الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل عن كل التجارب والاجتياحات والتوغلات التي حصلت في حقبات سابقة بدليل أن أي اقتحام أو تقدم للمشاة أو بالآليات والدبابات لم يحصل أو لم يكن ظاهراً أقله حتى ليل أمس. الانطباع الذي تكوّن لدى المراقبين والخبراء العسكريين كما لدى الأوساط الرسمية والدبلوماسية التي رصدت بدقة متناهية تطورات الساعات الـ 24 الفائتة، هو أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة توغّل "جراحية" وشديدة الحذر بحيث لا يزال يطغى على مرحلتها الأولى الطابع الاستطلاعي لسبر غور الوحدات المقاتلة لدى "حزب الله" لا سيما منها وحدة الرضوان، كما الوحدات الصاروخية المضادة للآليات.
في تطوّر عسكري بارز في الحرب المستعرة في المنطقة، نفّذت إيران هجوماً صاروخيّاً كثيفاً على إسرائيل، بأكثر من 400 صاروخ وفق "القناة 12 الإسرائيلية"، حيث دوّت صفّارات الإنذار في مختلف الأراضي الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه "تم إطلاق صواريخ من إيران على أراضي إسرائيل"، فيما أفادت الخارجية الإسرائيلية بأنّ "صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل تدفع الملايين إلى الملاجئ".
وشوهدت الصواريخ الإيرانية تمرّ في أجواء إسرائيل مباشرة على الهواء، فيما حاولت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعتراضها.
استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية، فجر الأربعاء، الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك مع إعلان الجيش الاسرائيلي أنه يشنّ غارات جوية على أهداف تابعة لـ"حزب الله" في المنطقة.
أعلن "حزب الله" التصدي لقوّة إسرائيليّة حاولت التسلّل لبلدة العديسة من جهة خلة المحافر في #جنوب لبنان مما دفعها إلى التراجع.
وقال إنّه اشتبك مع القوّة وأوقع بها خسائر.
عمليّة التسلل هذه أتت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أيام أنه بدأ عمليات برية محدودة.
تشتدّ وتيرة الاشتباكات في لبنان ومعها يرتفع منسوب القلق والخوف من توسّع الحرب. حيث أنّ قسماً كبيراً من اللبنانيّين لم يُشفَ بعد من صدمات الماضي. أخبار الموت والقتل والدمار تلاحق الجميع، ولكن ما يشغل بالهم هو توريث الجيل الجديد، أي الأطفال والشباب، مآسي الحرب والخوف من الآخر، وعودة هواجس الماضي ولغة التخوين والترهيب.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
الكاريزما عنصر أوّلي في الزعامات الشعبية، وهي هبة مولودة لا مكتسبة. "#سماحة السيد" كان حالة شعبية لا مثيل لها بين القادة غير الرسميين. حتى عندما يتحدث إلى جمهوره عن أخطائه، يلهبهم حماسة في تأييده.لذلك، فإن "حزب الله" لم يفقد في استشهاده زعيماً يتمتع بقدرات كثيرة، بل شخصية تتمتع بكاريزما يصعب أن تتكرر، في موقع قائم على التعبئة وتحريك المشاعر. ينطبق القول الشائع، إن الحزب بعد اغتياله ليس كما قبله، أكثر من أي حالة أخرى.
ثمة معادلة ثابتة في تاريخ الحروب في العالم هي أن ما من حرب إلا عُرف تاريخ بدايتها ولكن استحالت مسبقاً معرفة تاريخ نهايتها. وعلى هذا، قد تكون السمة الفورية الأولى لـ"التوغل" البري الإسرائيلي الذي بدأ البارحة في جنوب لبنان هي التوصيف الخاطئ الذي أريد له أن يصور العملية البرية في إطار "عملية محدودة" حجماً وزماناً فيما كل ما سبقها ورافق انطلاقتها لا يعكس إطلاقاً إطار "المحدودية".
في خضمّ مواصلة إسرائيل حلقات مسلسل عدوانها ضد لبنان وانتظار ما سيحصل في الجنوب على وقع التهديدات بتنفيذ اجتياح بري، لم تتوقف الاتصالات اللبنانية من جهة الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي من أجل تجنيب البلد أخطاراً أكثر مع تشديدهما على تطبيق القرار 1701، في وقت يكرر فيه "حزب الله" أنه مستمر في الخيارات التي اتخذها قبل سنة.
وكتب جيرار ديب: عن اغتيال الأمين العام لـ"حزب لله"... نتحدث
أكد "حزب الله" اللبناني خبر اغتيال السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب، السبت 28 أيلول الجاري، هو الذي تولى المسؤولية خلفاً للسيد عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل أيضاً عام 1992. وتمّ الاغتيال عبر قصف إسرائيلي بطائرات F35 الأميركية وباستخدام ما يقارب 2000 رطل من المتفجرات، فتخلصت من الرجل الذي لطالما شكّل كابوساً عند الإسرائيليين، على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
مع تزايد الضغط العسكري الإسرائيلي على لبنان تتساءل مصادر ديبلوماسية عن نيات إسرائيل الاستراتيجية في المستقبل. اختار رئيس الوزراء #بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة التصعيد وتوسيع الصراع مع "حزب الله" على جميع الأراضي اللبنانية قبل أن ينتهي القتال في غزة، وفيما يتزايد العنف في الضفة الغربية بين المستوطنين الإسرائيليين والسكان الفلسطينيين. فما تفسير الاستراتيجية الإسرائيلية؟
خمسة أيام وضعت خمسة عقود على محك الاضمحلال. ما بدأه "حزب إيران/ حزب الله"، منذ ولادته غداة حرب الاجتياح الإسرائيلي في 1982، يكاد ينهار بفعل حربه "لإسناد غزّة" في 2024، بل يكاد ينهار معه لبنان. بعد "التحرير" عام 2000 قطع الحزب عهدا مع كل خيار "انتحاري" تعزيزاً للمقاومة ضد الاحتلال، وأعدّ نفسه لـ "المقاومة المستمرة" وإعلاء شأن "المحور الإيراني" ضد إسرائيل والولايات المتحدة وعموم الغرب والعرب، وإذا بالحرب الراهنة تدفعه هذه المرّة إلى خيار "شمشوني، ما بعد انتحاري" لأنه لم يعد قادراً على العودة إلى وضع لا يكون فيه حاكماً مطلقاً لبلد ينفر أكثر من ثلثي شعبه من "المشروع الإيراني"، بل يتساءل معه الآن "أين هذا المشروع؟" وهل تساهم الصواريخ فعلاً في "الدفاع عن لبنان وشعبه؟".