عاش سكان لبنان لحظات الهلع جرّاء هزّة أرضية قويّة، للمرة الأولى منذ عقود، دفعت بعضهم إلى الخروج إلى الشوارع والمناطق المفتوحة خوفاً من انهيار الأبنية. ويسيطر على لبنان أيضاً طقس عاصف ومثلج وسط سرعة رياح فاقت الـ110 كيلومتر في الساعة.
صباح اليوم، أفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنّس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، أنّه عند الساعة 3:17 فجراً بتوقيت بيروت، حصلت هزة أرضية في البحر بين لبنان وقبرص، قوّتها 4,8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كليومتر، وشعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية.
وأفادت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس "النهار" أنّه "لا خوف من وقوع تسونامي بعد مرور كل هذا الوقت على زلزال تركيا".
وأضافت: "لم نستطع رصد حركة الموج في لبنان بشكل علمي بسبب غياب آلات الرصد، وفي قبرص وتركيا سجلت حركة ارتفاع الموج بنسبة 20 سنتمتراً".
من جهته، لفت مرجع علمي لـ"النهار" إلى أنّ "خطر موجة التسونامي الكبرى يتشكّل في غضون ساعة من بعد الزلزال".
كما لفت الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة لـ"النهار" إلى أنّه "لم ننقل أي إصابات بجروح نتيجة الهزات الارتدادية، وتعاملنا مع حالات أصيبت بنوبات قلبية وهلع".
بدوره، دعا الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير بناء على توجيهات دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جميع اجهزة وافراد الخدمات الانسانية إلى الجهوزية التامة والالتحاق بمراكزها لمواكبة أضرار وتداعيات الهزة الارضية الكبيرة التي ضربت الاراضي اللبنانية وكان مصدرها تركيا.
ومتابعة للهزّة الأرضية القوية التي ضربت لبنان فجراً، أفاد وزير الداخلية بسام مولوي ، في حديث لـ"النهار"، أنّه "تأكدنا من عدم وقوع انهيارات كبيرة في كل لبنان، ونؤكد جهوزية القوى الأمنية إلى جانب المواطنين".
وقال: "سأطرح اليوم في مجلس الوزراء ضرورة وجود خطة احتياطية معزّزة للتعامل مع الكوارث الطبيعية".
وعاش سكان لبنان دقائق من الهلع جرّاء الهزّة الأرضية التي ضربت أغلب المناطق بقوّة 4,3 درجات فجر اليوم، إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا.
المشهد شمالاً
شعر الشماليون فجر اليوم، بهزات أرضية متتالية أيقظت الناس من نومهم، حيث عمّت حالة من الهلع والخوف معظم المنازل.
وعمد عدد من المواطنين في طرابلس والمحيط الى إطلاق الرصاص النار في الهواء لإيقاظ المواطنين خوفاً من تكرار الهزات ووقوع أضرار.
وبثّت مآذن المساجد آيات قرآنية وأدعية وابتهالات لله تعالى.
كما جالت مسيرات في شوارع التبانة والمناطق الشعبية، شارك فيها عدد من المواطنين بعد خروجهم من منازلهم الى الشارع خوفا، رغم الأمطار والهواء العاصف وشدة البرد.
في زغرتا، خرج الأهالي من منازلهم الى الطرقات والفسحات العامة في الشوارع ولا سيما على الاوتوسترادين الدائريين وسهل الجديدة، وبات كثيرون من العائلات ليلتهم في السيارات إلى أن تيقّنوا أنّ الهزّات الارتدادية أضحت خفيفة.
أما في إهدن والجوار، فقد شعر الاهالي بقوّة الهزة رغم بعد المنطقة عن السواحل وعزا ذلك أحد المعمرين إلى الطبيعة الصخرية للأرض.
في الضنية والمنية، أحدثت الهزّة أضراراً في بعض البيوت والمجمعات السكنية وستقوم لجان هندسية بالكشف عليها لمعرفة حجم هذه الأضرار وما يتوجّب من قرار يتخذ بعد ذلك.
وفي الكورة والبترون، ارتاع الأهالي من قوّة الهزّة الأرضية واستمرارها لوقت طويل ومن ارتداداتها المتتالية، فيما زاد القلق عند سكان الساحل البتروني بعد حديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن تراجع مياه البحر وعن تسونامي.