أعين شاخصة، شفاه متمتمة، وأيادٍ مشدودة بتقوى. الشهر المريمي قد حلّ. يشهد مزار سيدة حاريصا على تعلّق اللبناني بمريم التي تجمع أبناء الله مهما اختلفت عباداتهم وتشعّبت معتقداتهم. تسقط عندها الاعتبارات التي تفرّق، وتسقط حجج الخصام.
(حسام شبارو)
هي "أرزة لبنان" و"اللامعة البهية"، وهي التي "اصطفاها الله وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين". هي مريم العذراء، تلك الوديعة والسامية التي تجتمع الطوائف في مزاراتها، ويفهم المتخاصمون أمامها قول ابنها يسوع المسيح إنّ "من يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك". هي الحامية بدفء سكناها في الوجدان، وحضن معذّبي الأرض، وعنوان الرجاء.
تُعلّمنا مريم في شهر أيار - الشهر المبارك الذي خصّصته الكنيسة لتكريمها - أنّ من تواضع ارتفع مقامه، وأنّ الإنسان مهما ارتفع، يبقى عاجزاً أمام الله ومشيئته، هي التي سلّمته قدرها وحياتها واصفة نفسها بـ"أمة الرب". يعرفها المؤمن مختارة الله، "سيّدة الأبكار وكرسيّ الحكمة"، ومن أحبّه يحبّها ويتّعظ بها.
(حسام شبارو)
(حسام شبارو)
الشمال
مع حلول الشهر المقدّس، تُقام في عدد من القرى والبلدات الشمالية زياحات للعذراء وصلوات ليلية في البيوت،وتشهد المسيرات المريمية مشاركة واسعة من قبل المؤمنين الذين يرفعون الصلوات لوالدة الله، لكي يحمي بمشفاعتها المؤمنين ويُبعد عنهم كلّ شر ويحفظ لبنان.
كما يصلي المؤمنون للعذراء مريم "سيدة الزروع " كي تحفظ زرعهم وتنجيه من أحوال الطقس ليتمكنوا من تأمين محصول يساعدهم في تأمين لقمة العيش.
حصرون
حصرون
وانطلقت مسيرات صلاة في عدد من القرى والبلدات العكارية، وحمل المشاركون صور العذراء وطافوا بها، وسط الترانيم الدينية.
في بلدة منجز الحدودية، كانت مسيرة صلاة في شوارع البلدة وصولاً إلى كنيسة سيدة القلعة الأثرية المشرفة على مجرى النهر الكبير. وترأس القداس الأب لويس سماحة بحضور عدد كبير من أبناء البلدة والجوار.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
