طوني فرنجية
تتعدّد أوجه السهر في إهدن وتتنوّع الحفلات والنشاطات لاسيّما في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يصل الساهرون الليل بالنهار ويستمتعون بانبلاج الفجر وإشراقة الشمس ويتناولون "كاسة من السحلب "على الميدان قبل أن يذهبوا الى الفراش بعد طلوع الضوء.
كما أنّ قاصدي إهدن من مختلف المناطق اللبنانية ومن زوّار عرب وأجانب يستمتعون مساء بمغيب الشمس، خصوصًا عندما يكون الضباب منتشرًا عند أقدام عروس مصايف الشمال وفي وادي قزحيا والجوار، وأصبحت لمحبّي المغيب أماكنهم الخاصة من جبل سيدة الحصن نزولًا الى المقاهي المنتشرة على كتف وادي قزحيا، أو في الفنادق والمطاعم المعلّقة في جبل مار سركيس.
وليس ليل إهدن حفلات ومطاعم ورقص وفقش وطبل وزمر فحسب بل للثقافة مكان خاص على ساحة الميدان من بداية الشهر الجاري وحتى منتصفه، حيث أنّه وبعد غياب سنتين بسبب الوضع الصحي لناحية جائحة كورونا، عاد المعرض الثقافي للكتاب في دورته الـ15 ليتربّع على الرفوف والطاولات، والمعرض من تنظيم اللقاء الثقافي في زغرتا الزاوية، والكتب فيه غنية ومتنوعة، كما النشاطات المتعددة من توقيع الكتب الصادرة حديثًا والتي استهلها الدكتور البير جوخدار بتوقيع كتابه بعنوان: "ضيعتي تراب الذكريات"، وفيه عصارة قلبه حول ما له من ذكريات حلوة ومرّة في مسقط رأسه قره باش وهي إحدى بلدات قضاء زغرتا الزاوية.
الى ذلك وللسنة الرابعة على التوالي انطلق مهرجان النبيذ والمشروبات الروحية في دير مار سركيس وباخوس إهدن، يوم الجمعة، وهو مستمر حتى مساء اليوم الاحد من الساعة ٥ حتى ١١ مساءً، بمشاركة تلامذة المدرسة الموسيقيّة في الجامعة الانطونية - مجدليا "عزف وغناء مباشر"، ومشاركة جوقة سراج بإدارة وإشراف الأب رواد كعدي الأنطوني.
ويتخلّل المهرجان الذي يلاقي إقبالًا مقبولًًا جدا معرضًا لصور دير مار سركيس وباخوس - إهدن لبعض المحترفين والهواة في التصوير بالتنسيق مع الأستاذ محسن أ. يمين".
الى ذلك انطلق مهرجان إهدنيات الدولي بعمل مسرحي عنوانه "تعارفوا" كرسالة دعم للمسرح اللبناني، وهو مشروع لجمعية مارش "March" من كتابة وإخراج يحيى جابر.
تعارفوا "كوميديا طائفية" تعالج قضايا اللبنانيين الذين لم يتعرّفوا على بعضهم بعضًا بالحقيقة وبالعمق، ويستخدم هذا العمل المسرح وسيلةً لقبول الآخر وتحريره من الطائفية والعنصرية على أساس الإنسانية. 18 شابًا وشابة من مناطق وخلفيات عدّة في بيروت وضواحيها، التقوا في برنامج تلفزيوني بفقرات ترفيهية مختلفة فيتقدّم الواحد تلو الآخر، ويعبّر عن نفسه ومعاناته وكأنّه يروي شهادة حياة إمّا بقالب كوميدي أو بالغناء والرقص التعبيري والـ "هيب هوب" والـ "بريك دانس". 70 دقيقة من الضحك والدموع والحقيقة الموجعة، قدّمها الممثلون الهواة باحترافية، طرحوا خلالها أبرز القضايا اللبنانية المثيرة للجدل، من الطائفية والمثلية الجنسية، إلى العنصرية والعنف والذكورية كما التنمّر، التمييز، العزلة بالإ،ضافة إلى الخوف من الآخر. وقد شارك عدد كبير من أبناء الشمال حضورا .
كما إنّ "إهدنيات "تتابع نشاطاتها المتعدّدة لتشجيع ودعم الشباب من خلال خلق فرص عمل لهم.