توفيت الطفلة جوري السيد، بسبب ارتفاع في الحرارة، بعدما عجز والدها عن تأمين الدواء لها، وفق رواية العائلة، ما تسبّب بموجة تعليقات ساخطة على السلطة السياسية، علماً أن الحادثة تزامنت مع إضراب الصيدليّات في لبنان خلال اليومين الأخيرين.
وفي حديث لـ"النهار"، أشار عمّ الطفلة هيثم السيّد إلى أنّها "كانت تُعاني منذ فترة من التهابات قوّية، ممّا استدعى تزويدها بالأوكسيجين آليّاً، إلّا أنّ حالتها تطوّرت بسرعة في الفترة الأخيرة، وحاول والداها تأمين الدواء لها، لكنّ محاولاتهما باءت بالفشل بسبب إضراب الصيادلة وفقدان الأدوية من الأسواق، لا سيّما مخفّضات الحرارة".
وأشار السيّد إلى أنّ "جوري كانت تحتاج إلى دواء معيّن لكنّه مقطوع، فلجأ الأهل إلى بديل له لم يُناسب جسدها الصغير، ممّا سبّب لها اشتراكات وارتفاع في درجات الحرارة، فنُقلت إلى المستشفى المركزي في منطقة مزبود".
ووفقاً للعمّ، فإنّ "المستشفى لم يكن مجهّزاً لاستقبال الطفلة التي كانت بحاجة إلى دخول العناية الفائقة، بالرّغم من المحاولات الحثيثة التي قامت بها والدتها المعاون في قوى الأمن، إضافة إلى اتصالات عديدة قام بها الأهل لتأمين سرير لطفلتهم في مستشفى آخر، إلّا أنّ الوقت كان قصيراً ولم تتمكّن جوري من الصمود ففارقت الحياة".
وشدّد العمّ على أنّهم "سيتابعون سبب وفاة الفتاة الصغيرة التي لا ذنب لها".
توضيح من مستشفى مزبود
من جهتها، أوضحت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود ملابسات وفاة الطفلة جوري، بأنها "كانت في حالة حرجة مع نقص حادّ في أوكسيجين الدّم وبقع زرقاء على الجسم".
وأكّد المستشفى أنّ "جوري أُعطيت العلاج الكامل المناسب مع كلّ ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاصّ بالأطفال"، إلًا أنّه لاحقاً اتخذ قرار خارج عن إرادة الفريق الطبيّ وموافقته بنقل الطفلة إلى مستشفى أخرى، مع التحذير من خطورة الحال، ومن دون وجود وسيلة نقل مجهّزة".
ولفت المستشفى إلى أنّ الطفلة "أُخرجت من قسم الطوارئ بسيّارة خاصّة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقّف قلبيّ وهبوط رئويّ، فأخضعت لعمليّة الإنعاش من دون نتيجة إيجابية".
وزارة الصحة تفتح تحقيقاً
وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة العامة أوعز الوزير حمد حسن بـ"فتح تحقيق بملابسات وفاة الطفلة جوري السيد؛ وقد تم الإتصال بالجهات المعنية كافة، الطبية والإدارية وعائلة الطفلة، بهدف إعداد تقرير تفصيلي ستتم دراسته في اللجنة المختصة بطب الأطفال في وزارة الصحة العامة لإجراء المقتضى"، وفق بيان للوزارة.
وتقدّمت وزارة الصحة العامة من عائلة الطفلة بأحر التعازي، مؤكدة "ضرورة إبداء المعنيين في القطاع الصحي والطبي أقصى درجات التضامن مع المرضى لعبور هذه المرحلة الدقيقة".
وتزامناً، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الغضب والتنديد بما وصل اليه لبنان، وبالمسؤولين عن هذا المآل:
وأظهرت لقطات فيديو والد الطفلة يحملها في الكفن في رحلتها الى مثواها الأخير.