تُضيّق أزمة المازوت في لبنان الخناق على كلّ القطاعات الحيويّة، لا سيّما القطاع الصحيّ، في ظلّ بدء نفاد هذه المادة من الخزّانات.
وبعد ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أن مستشفى "بهمن" سيُصبح من دون كهرباء خلال 3 ساعات، وأن هناك محاولات لنقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، أكد المدير العام للمستشفى علي كريّم لـ "النهار" أنّ "المستشفى أمامه 24 ساعة لا 3 ساعات، فخزّان المازوت الأساسي قد نفد مخزونه، لكنّ الخزّانات الصغيرة ما تزال تحتوي على كميّة من المازوت قرب مولّدات الكهرباء، وهي تخدمنا حتى السّاعة 12 ظهراً من يوم غد. وإذا لم نتمكّن من تأمين المازوت فسنكون أمام كارثة حقيقية".
ولفت إلى أنّه تواصل مع نقيب المستشفيات الخاصّة سليمان هارون، كما أجرى اتّصالاته بكلّ المعنيّين، وأبلغهم بأنّ الأمور باتت خطيرة، فـ"القصة مش مزحة".
وتابع: "لا يُمكننا النوم اليوم قبل تأمين المازوت للمستشفى، وقد طلب منّا النقيب إرسال كتب إلى الشركات، كما أنّنا ناشدنا الجميع المساعدة"، لافتاً إلى أنّ "هارون أبلغه بأن لا أحد من المعنيّين يسمع صرختهم، وأنّ مستشفى الحياة اليوم وضعه أخطر حتى من مستشفى بهمن".
كذلك أكّد كريّم أنّ "هناك سعياً لتأمين المازوت، وقد أخذنا وعوداً بذلك اليوم"، آسفاً لما وصل إليه حال القطاع الصحيّ في لبنان، قائلاً: "نحن لا نطلب أموالاً ولا حتى مساعدة، ما نريده المازوت كي لا يموت المرضى".
وعن البديل المُتاح، إذا لم يتمكّنوا من تأمين المازوت، كنقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، قال: "البديل كارثيّ، فحتى باقي المستشفيات لا قدرة استيعابيّة لديها كي تستقبل المزيد من المرضى".
من جهته، أكد نقيب المستشفيات سليمان هارون في اتصال مع "النهار" تبلّغه "نفاد المازوت من مستشفيات قرطباوي وبهمن والحياة، فيما ينتظر المرضى ومنهم على أجهزة التنفس".
وقال: "حتى اللّحظة ما من حلول في الأفق على الرغم من المساعي، ويجري البحث في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى ما لم يتوفّر المازوت خلال ساعات".
أمّا في باقي المستشفيات، فيؤكد النقيب أنّ المخزون "لا يكفي لأكثر من أيام قليلة".
يُذكر أن المستشفيات أطلقت صرختها منذ مدّة، محذّرةً من نفاد كميّات المازوت لديها التي يصعب إيجادها في الأسواق، نتيجة الاحتكار والسوق السوداء، ما يهدّد القطاع الصحي بكارثة، في الوقت الذي يشهد لبنان انتكاسة كبيرة في مواجهته لانتشار فيروس كورونا المستجدّ وعودة الارتفاع في عدّاد الإصابات.