خبر محزن لا بل مفجع هذا الصباح. رحل رمزي نجار، وجه الكلمة والحبر والفكر والابداع والاعلام والاعلان والنقاش الديموقراطي. الرجل المؤمن بشرارة التميّز لدى شباب لبنان والمدافع الشرس عن العلم والتطوير والاستثمار في الأدمغة. مسيرة طويلة من التنظير للبنان جميل ممكن غير مستحيل أنهاها فيروس كورونا المستجد اللعين بوفاة نجار التي أعلنها شقيقه الكاتب مروان نجار على حساباته في مواقع التواصل.
وأفاد مقرب من العائلة "النهار" أن الوفاة حصلت صباح اليوم نتيجة المضاعفات الصحية التي تسببت بها الاصابة بالفيروس الذي يقاومه منذ مدة شهر في مستشفى رزق في الاشرفية.
رمزي نجار من المخضرمين في قطاعَي الإعلام والإعلان في الشرق الأوسط، وفي رصيده خبرة تفوق العشرين عاماً في مجالَي الإعلام والتواصل. رافق نجار كوكبة كبيرة من الشركات والمؤسسات العامة والخاصة في مسيرتها من أجل تطوير أقسام الإعلام والتواصل لديها بغية تحقيق أهدافها الاستراتيجية، فساهم في قصص نجاح كثيرة يُضرَب بها المثل ويُعمَل على محاكاتها والاقتداء بها في مختلف أنحاء المنطقة.
وقد ترك بصمته في قطاع الإعلام والإعلان في المنطقة، وكان مرجعاً كبيراً في هذا المجال يقصده كثيرون لخبرته الواسعة. وكان له أيضاً حضوره الدائم في أبرز المؤتمرات عن الإعلام والأعمال حيث كان متحدِّثاً يدلي بآرائه حول المواضيع المطروحة.
لطالما شدّد نجار على دور الإعلام والتواصل في تعزيز العلاقات بين مختلف مكوّنات المجتمع، بدءاً من المواطنين وصولاً إلى الشركات والحكومات. وكان من أوائل الأشخاص الذين حدّدوا دور التواصل السياسي في تعزيز الحوار بين المواطنين والحكومات في المنطقة، ونشر التوعية لدى الرأي العام، وبناء الثقة والدعم، وتغيير السلوكيات والآراء وحتى التشريعات، وإنعاش الحياة السياسية. واستشرف أيضاً الدور الذي يمكن أن يؤدّيه التواصل الاستراتيجي في تحسين صورة الشركات وقيمة أسهمها، في وقتٍ يشهد منافسة متزايدة بين الشركات التي تسعى إلى استقطاب الجماهير وجذبها إلى علامتها التجارية، وحيث يُتوقَّع من هذه الشركات، أكثر من أي وقت آخر، أن تتحلى بالمسؤولية الاجتماعية وتؤدّي أدواراً ناشطة في المجتمعات التي تتواجد فيها.
سيرة ذاتية
نجار حائز على ماجستير في الاتصال الجماهيري (mass communication) وإجازة في الأدب المقارَن والتربية من الجامعة الأميركية في بيروت، وقد بدأ مسيرته المهنية أستاذاً أكاديمياً قبل الانتقال إلى عالم الإعلان والتسويق، حيث أسّس شركته الخاصة في لبنان في عام 1992 في إطار شراكة مع شركة الإعلانات العالمية "ساتشي أند ساتشي".
وساهم فرع "ساتشي أند ساتشي" في لبنان، خلال رئاسة نجار له، في الارتقاء بقطاع الإعلانات في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من النضوج والمهنية، فحصدت الوكالة الإعلانية مجموعة كبيرة من الجوائز المحلية والدولية المرموقة.
وكان نجار أيضاً رائداً في مجال الإعداد والتلفزيون، ولمع اسمه في هذا الصدد من خلال إعداد وإنتاج برنامج "المميّزون" التلفزيوني الثقافي الذي لاقى رواجاً واسعاً في لبنان والبلدان العربية.
وقد أجرى دراسات وتحاليل عدة عن صناعة الإعلانات، منها وضع الميثاق الأخلاقي الذي أُدرِج في النظام الأساسي لنقابة وكالات الإعلان في لبنان. تولّى نجار سابقاً رئاسة رابطة الإعلانات الدولية، فرع لبنان، وشارك في تأسيس كلية الإعلان في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) في جامعة البلمند.
أسّس في عام 2002 شركة Strategic Communication Consultancy (S2C) للاستشارات في مجال التواصل الاستراتيجي، والتي سعى من خلالها إلى إحداث تحوّل في عالم التواصل في المنطقة من خلال تقديم المشورة الاستراتيجية إلى الشركات الإقليمية والمتعددة الجنسية، والحكومات والمؤسسات العامة، ودعم تلك الجهات في مجال التواصل، ومساعدتها على تعزيز صورتها العامة والحفاظ عليها.
ألّف رمزي نجار كتباً عدة في الفلسفة والسياسية والدين، آخرها "الحركة والسكون: الإعلام والقضاء" الذي صدر في نيسان 2016 باللغتَين العربية والإنكليزية (عنوان النسخة الإنكليزية The Right Not to Remain Silent).
الكاتب مروان نجار نعى شقيقه الراحل رمزي نجار من خلال تغريدة نشرها عبر "تويتر":