طوني فرنجية
تستقطب مغارة قاديشا التي هي واحدة من أجمل الأماكن السياحية في الشمال، ومن أجمل مغاور وكهوف لبنان العديد من السيّاح والزوار يومياً من داخل لبنان، ومن المغتربين، ومن السيّاح العرب والأجانب، الذين يقصدون لبنان للتمتّع بجمالاته الطبيعيّة المتنوّعة، وبحكايات شعب استمدّ صموده من صخور قاديشا وإيمانه من بخّور قنّوبين.
مغارة قاديشا من اللوحات الجميلة والنادرة التي خطّتها يد الربّ على الأرض. ينبع منها نبع ماء صافٍ عذب رقراق، يحمل اسمها في الجرود، ليتحوّل إلى "أبو علي" في طرابلس بعد أن تخالطه أنهار عدة، أبرزها مار سركيس ومار عبدا من إهدن، ورشعين وجوعيت من زغرتا. تشكّل لوحة أسطورية في غاية الروعة، وتتميّز بإطلالتها الساحرة على وادي قاديشا، الذي يعرف أيضاً باسم وادي قنّوبين أو الوادي المقدّس.
يعود اكتشاف مغارة قاديشا في لبنان إلى بدايات القرن العشرين، عندما لاحظ أحد الرهبان الذين يعتكفون في دير مار يوسف، واسمه يوحنا بركات المزوق رحمة خروجَ هواءٍ بارد جداً من منطقتها، فحاول العثور عليها، لكن محاولاته باءت بالفشل. وبعد وفاته، تشكّلت لجنة للتنقيب، فتمّ اكتشافها وافتتاحها للعامة في العام 1935، ثم بعد ذلك تمّت إنارتها بشكل كامل.
الطريق الى مغارة قاديشا كانت سابقاً وعرة وخطرة، لكن بلدية بشري التي تشرف على المغارة وتديرها عملت على تحسين الطريق وتأمينها بشكل يحفظ سلامة الزوار، ويحافظ على الرونق البيئيّ والطبيعيّ والجماليّ للمكان. يُمكن الوصول إلى المغارة بعد عبور ما يشبه الجسر على منحنيات الجبل، وعند دخولك المغارة يدهشك المنظر الرائع الذي صنعه الخالق والذي تعجز عنه طبيعة البشر.
بركة مائيّة متشكّلة من تدفق مياه نبع قاديشا، تشكيلات صخرية رائعة وتكوينات كلسية، (stalactite – stalagmite) وغرف ودهاليز موجودة في الممرات، تُضاف إليها بعض الرسومات للحضارات القديمة.
تحيط بمغارة قاديشا الأحراج الخضراء من الصنوبر والأرز المعمّر، وتمتدّ المناظر الطبيعيّة السّاحرة لوادي قاديشا ونباتاته الخضراء وزهوره الملوّنة النادرة. وقد وضعت بلدية بشري خطة سنوية لإدارة وتحسين هذا المرفق السياحيّ المهمّ لما له من مردود اقتصاديّ اجتماعيّ على المنطقة والأهالي .
وبالقرب من المغارة يوجد بعض المقاهي الشعبيّة ذات الطابع اللبناني التقليديّ، إلى جانب بعض المطاعم التي تقدّم ألذّ أنواع المأكولات اللبنانيّة الشهيرة.
تقع مغارة قاديشا على ارتفاع 1750 م عن سطح البحر، وتبعد حوالَي 35 كم عن طرابلس، و-120 كم عن بيروت.
تفتح مغارة قاديشا في شهر تموز كلّ أيّام الأسبوع، ما عدا يوم الإثنين، من الساعة ١٠ صباحاً حتى ٤:٣٠ عصراً، وتواصل فتح أبوابها حتى نهاية أيلول من كلّ عام، وتقفل أبوابها شتاء لعدم القدرة على الوصول إليها، وحرصاً على سلامة الزوار، خصوصاً أن الثلج والجليد يتكدّسان بكثافة في المنطقة.
رسم الدخول إلى مغارة قاديشا لهذا الشهر:
- ٥٠.٠٠٠ ليرة لبنانية.
-حسم ١٠% للمجموعات (فوق ٤٠ شخصاً).
-مجاناً لمن هم دون الـ٦ سنوات.