النهار

حوار بين مهرجان "كانّ ليونز للإبداع" و"النهار"... "الصفحة البيضاء" نموذج الإبداع الإعلامي والإعلاني
المصدر: النهار
حوار بين مهرجان "كانّ ليونز للإبداع" و"النهار"...
"الصفحة البيضاء" نموذج الإبداع الإعلامي والإعلاني
A+   A-
 
الخميس 11 تشرين الأول 2018. السنة 86 لجريدة "النهار". صمتٌ مدوٍّ هيمن على صفحات العدد الثماني، واستفاق القراء اللبنانيون والعرب على أسئلة مزدحمة ومعلومات متضاربة حول أفول "النهار". وفي 16 حزيران 2019، بلغت الفكرة الرمزية ذروة النجاح، بحصدها "الجائزة الكبرى للطباعة والنشر" في مهرجان "كانّ ليونز الدولي للإبداع". وبعد سنتين، عاد المهرجان ونظّم حلقة تفاعلية مع رئيسة مجلس ادارة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، وجو أبو خالد المدير الابداعي الاقليمي في ، "Impact BBDO” حول تحوّل "الصفحة البيضاء" من صرخة احتجاجية على الأوضاع السياسية والمعيشية اللبنانية، إلى نموذج واضح عن الإبداع الإعلامي والإعلاني، ومثال فعلي عن دور الصحافة السياسي والاجتماعي.
 
صرخة "الصفحة البيضاء" وصلت إلى المعنيين، وتجاوزت الحدود المحلّية، ووصلت أصداؤها إلى العالم. "النهار" وشريكها الإبداعي "Impact BBDO" حصدا "أوسكار" الاعلانات، الذي تنافست عليه عشرات الشركات العالمية العملاقة، في المهرجان الذي يكرّم العاملين في مجال التواصل الإبداعي وقطاع الإعلانات والميادين ذات الصلة. وفي الحلقة الحوارية التي نظّمها المهرجان، تحدّثت تويني عن الفكرة التي حمّلتها صرخة اللبنانيين وأوجاعهم، في بلد عجز مسؤولوه عن تأمين حقوق شعبه البديهية، كما عجزت أطرافه السياسية عن تشكيل حكومة.
 
تشرح تويني في حديثها الذي حظي بنسبة مشاهدة عالمية عالية، أنّ العدد الأبيض "هو إيمان بدور الصحافة المستقلة وضرورة استمرارها كآلة ضغط من أجل الناس". وترى رئيسة التحرير أنّ العدد نجح في ترك بصمة صارخة في المجتمع وفي عالم الصحافة.
 
جاءت الحلقة بمثابة تعزيز "للعلاقة المتكاملة بين الصحيفة وشريكها الإبداعي، وللثقة المتبادلة بينهما"، حسبما يقول المدير التنفيذي في الشركة، إميل طابونجي، الذي اعتبر أنّ "فكرة العدد الأبيض احتاجت قراراً شجاعاً اتّخذته تويني".
 
وفي معرض حديثها عن الحدث الذي واكبته وسائل إعلام محلّية وعربية وعالمية، شرحت تويني، ردّاً على سؤال من أحد المتابعين، أنّ فكرة "الصفحة البيضاء" ولدت في سرّية تامّة، وتبلورت خلال اجتماعات عدّة احتضنتها مكاتب الجريدة، فخرجت الصحيفة بحلّة استثنائية، أحدثت خضّة اجتماعية وسياسية، في البلد الذي كان يشهد آنذاك ركوداً على المستويات كافّة. واعتبر أبو خالد أنّ "الهدف الأساسي من العدد الأبي كان التغيير"، وقال: "أعتقد أننا نجحنا في هذا الإطار، وأنّ تفاعل الجمهور الجيّد مع الفكرة أدّى إلى تشكيل الحكومة بسرعة".
 
حاكى الإصدار الأبيض هواجس الناس وهمومهم التي انفجرت ليل 17 تشرين الأول في الشارع، وعايشت أزماتهم، فكرّست صفحاتها الفارغة، منبراً لكلّ ثائر "في وجه الظّلمة". هي ذي الصحافة المنخرطة في العمل الاجتماعي. حرّة، صارخة ومسؤولة.

اقرأ في النهار Premium